بروفايل: يوسف شاهين «حدوتة إسكندرانية»

بروفايل: يوسف شاهين «حدوتة إسكندرانية»
- أفلام السيرة الذاتية
- إسكندرية ليه
- السينما المصرية
- الولايات المتحدة الأمريكية
- باب الحديد
- حدث بالفعل
- حدوتة مصرية
- خلف الكاميرا
- أبعاد
- أحلام
- أفلام السيرة الذاتية
- إسكندرية ليه
- السينما المصرية
- الولايات المتحدة الأمريكية
- باب الحديد
- حدث بالفعل
- حدوتة مصرية
- خلف الكاميرا
- أبعاد
- أحلام
عيناه المعجونتان بسحر السينما معلقة بالكاميرا، والكاميرا مركزة على ممثل ضئيل لا يكاد يُرى، من خلف الكاميرا يرتفع صوته ملقناً الممثل، يردد الممثل كلمات مخرجه آملاً أن يصل أداؤه للذروة التى ينتظرها منه، يفشل، يصرخ المخرج طالباً إعادة تصوير المشهد، كم مرة؟ عشرات فى أقل من ساعة، لا يهتم المخرج بعدد المرات قدر اهتمامه باللحظة التى يستطيع أن يضع فيها يده على ما يريد، وعندما يحدث بالفعل يرتفع صوته مجلجلاً: «كت.. قفشتها»، لغة سينمائية بأبعاد مختلفة صنعها «جو» الشهير بـ«يوسف شاهين»، أضاف من خلالها بعداً جديداً إلى السينما المصرية محققاً نجومية لم يسبقه إليها مخرج مصرى.
حياة عامرة مليئة بالانتصارات والإخفاقات قطعها «جو» طولاً وعرضاً، بروح الشاب الإسكندرانى المولود فى الإسكندرية عام 1926 لعائلة كاثوليكية من أصل لبنانى يونانى، بدأت بعودته من الولايات المتحدة الأمريكية بعد دراسة فن الإخراج، محملاً بأحلام كثيرة، غير أن تجاربه الأولى أكدت له أن الحياة أكثر تعقيداً مما تصور، عندما حاول تقديم أفكاره المختلفة إلى السينما المصرية فى أول أعماله «بابا أمين» 1950، فإذا به يفاجأ بتدخل الرقابة التى طلبت منه تغيير نهاية الفيلم الذى يناقش فكرة الحياة بعد الموت، لا يكاد المخرج الشاب يفلت من تعقب الرقابة حتى يواجه جمهور السينما، ذلك الذى يمتلك مزاجاً مختلفاً دفعه لمقاطعة فيلم «باب الحديد»، ما أدى لسقوط الفيلم سقوطاً ذريعاً، قبل أن يرى فيه نفس الجمهور فناً مختلفاً، صار أكثر وضوحاً مع أفلام مثل «الناصر صلاح الدين» 1963، و«الأرض» 1970، وعودة الابن الضال 1976، ورباعيته الشهيرة «إسكندرية ليه» 1979، و«حدوتة مصرية» 1982، و«إسكندرية كمان وكمان» 1990، و«إسكندرية نيويورك» 2004، وهى الأفلام التى صنفها النقاد تحت بند «أفلام السيرة الذاتية».
مسيرة نجاح قطعها شاهين، صاحبها عدد كبير من التكريمات والجوائز، لم تكن أولاها «الدب الفضى» من مهرجان برلين عن فيلم «إسكندرية ليه» عام 1979، ولا آخرها جائزة مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ50، عام 1997 عن مجمل أعماله، وهى الدورة التى شارك فيها بفيلمه «المصير» الذى أخرجه فى نفس العام.
على أن الحياة لا بد لها من نهاية تماماً كأفلام شاهين، إذ يضع القدر خاتمة لحياته فى 27 يوليو 2008، ليرحل عن عمر ناهز الثانية والثمانين، مشيعاً بهتاف جمهوره: «طول ما فينا مبدعين.. طول ما فينا عرقانين.. يبقى فيه يوسف شاهين».