"الإخوان" تستعين بـ"سيناريو الجزائر" لمطاردة المصريين

كتب: صبحى عبدالسلام:

"الإخوان" تستعين بـ"سيناريو الجزائر" لمطاردة المصريين

"الإخوان" تستعين بـ"سيناريو الجزائر" لمطاردة المصريين

بعد مرور حوالى عشر سنوات على المراجعات الفقهية التى أصدرها الإسلاميون، وإعلانهم نبذ العنف، والتبرؤ من المواجهات المسلحة التى تورطوا فيها، ضد الدولة والمجتمع المصرى، عاد هذا الشبح المخيف يطل برأسه عقب عزل الدكتور محمد مرسى من رئاسة الجمهورية، بعد المظاهرات الحاشدة التى خرجت فى كل ميادين مصر 30 يونيو الماضى، وبدأ الخوف ينتشر بين المصريين فى الوقت الذى خرجت قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية تعلن من ميدان رابعة العدوية، أن جميع أعضائهم وأنصارهم مشاريع «شهداء» على استعداد للموت فى سبيل أهدافهم. كانت مصر عانت فى حقبتى الثمانينات والتسعينات من العنف المسلح، الذى ارتكبته عناصر تنظيمى الجماعة الإسلامية والجهاد، بدأ عقب تورطهم فى حادث اغتيال محمد أنورالسادات، الرئيس الراحل، ثم تصاعدت حلقات العنف المسلح إلى أن وصلت إلى ارتكابهم مجزرة رهيبة عام 1997، فى رحاب المعابد الفرعونية بالأقصر، راح ضحيتها ما يقرب من 60 سائحاً أجنبياً، وعدد من المصريين، كما أن الجماعة الإسلامية، والجهاديين روعوا المصريين، ونشروا الإرهاب والفزع فى كل أرجاء المجتمع بعد أن قاموا بتفجيرات فى منطقة القللى وأمام المتحف المصرى فى ميدان التحرير، وهاجموا فندق أوروبا فى شارع الهرم، كما نفذوا عدة هجمات ضد شخصيات عامة وسياسيين ومفكرين وأدباء، وكانت ذروة عملياتهم عندما حاولوا اغتيال حسنى مبارك، الرئيس السابق، فى أديس أبابا، بإثيوبيا، كما حاولوا اغتيال الدكتور عاطف صدقى، رئيس الوزراء ووزير الداخلية الأسبق حسن الألفى وصفوت الشريف، عندما كان يشغل منصب وزير الإعلام، ونجحوا بالفعل فى اغتيال الدكتور فرج فودة، وحاولوا قتل الأديب العالمى نجيب محفوظ. واستمرت معاناة الشعب المصرى من الإرهاب والعنف المسلح، إلى أن جاءت مبادرات وقف العنف والمراجعات الفكرية التى بادر إليها قادة الجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم الدكتور ناجح إبراهيم، وكرم زهدى، أحد الزعماء التاريخيين للجماعة الإسلامية، وتبعها المراجعات التى قام بها تنظيم الجهاد على يد مفتى التنظيم الدكتور سيد إمام الشهير بالدكتور «فضل». واستبشر المصريون خيراً عندما انضم الإسلاميون بمن فيهم الجهاديون للعمل السياسى السلمى، عقب ثورة 25 يناير، وأسسوا أحزاباً ودخلوا البرلمان، بعد أن كانوا يعتبرون دخول البرلمان وتأسيس الأحزاب والديمقراطية ممارسات تتنافى مع الإسلام وبمثابة كفر، إلى أن جاءت مظاهرات 30 يونيو التى أطاحت بمحمد مرسى، من رئاسة الجمهورية، ليخرج الإسلاميون من جديد يهددون ويثيرون الخوف والرعب بين المصريين، من عودة العنف والصدام المسلح. ويخشى قطاع كبير من الشعب المصرى أن تكون البلاد مقبلة على تكرار السيناريو الجزائرى الذى وقع عام 1991 عقب تدخل الجيش ضد جبهة الإنقاذ الإخوانية الجزائرية، عقب الانتخابات التى حققت فيها الجبهة تقدماً ملحوظاً، وأسفر عن اشتعال حرب أهلية فى كل أنحاء الجزائر، وعن مقتل أكثر من مائة ألف جزائرى. ومن المخاوف التى يستدعيها سيناريو الجزائر، فى مصر فى ظل ظروفها الحالية، أن يكون المستشار عدلى منصور، الرئيس المؤقت لمصر، «محمد بوضياف» جديداً، وهو الرئيس الذى اختاره الجيش الجزائرى، بعد عزل الرئيس الشاذلى بن جديد، واعتبرت قادة جبهة الإنقاذ الإخوانية الجزائرية وقتها التحركات التى قام بها جيشهم حرباً على الإسلام وانقلاباً على نتائج الانتخابات التى كانوا على وشك الفوز بها. ولا تتوقف هواجس المصريين على الخوف من تكرار السيناريو الجزائرى على الصعيد الأمنى، بما تضمنه من عنف وفوضى وقتل، وإنما تشمل مخاوف على الاقتصاد المصرى، لأن المظاهرات التى يقودها تنظيم الإخوان الآن فى كثير من المحافظات، وما يصاحبها من أعمال عنف، ستلحق خسائر فادحة بالاقتصاد المصرى، وهو ما حدث أيضاً فى الجزائر خلال حقبة التسعينات. أخبار متعلقة: "الإخوان" صفقة أم صدام لعبة الإخوان: تصعيد حتى التفاوض على الخروج الآمن سياسيون: الجماعة تضغط لعقد صفقة "النجاة" مبادرات «الإسلام السياسى»: انتخابات رئاسية مبكرة.. ومصالحة شاملة.. وعدم معاقبة أى طرف صفقات الإخوان.. تاريخ طويل من "الإنجليز" إلي "الأمريكان" خبراء عسكريون: لا مفر من إعلان «الطوارئ» «الإنقاذ»: لا صفقة مع «المحرضين والقتلة» «سياسيون»: «الإخوان» يسعون للصدام وإشعال حرب أهلية اللواء محمد على بلال: القوات المسلحة لن تتراجع.. وعنف «الإخوان» لن يتجاوز أسبوعاً