«اللمبة الجاز» تستعيد «هيبتها».. وتعيد للغلابة «ذكريات ما قبل الكهرباء»

«اللمبة الجاز» تستعيد «هيبتها».. وتعيد للغلابة «ذكريات ما قبل الكهرباء»
فى زمن حكومة قنديل، ومع تكرار انقطاع الكهرباء، استعادت «اللمبة الجاز» أهميتها وهيبتها، بعد أن تلاشت منذ نحو 3 عقود، وأصبحت ملازمة للغلابة فى المنيا فى كل تحركاتهم، وبدأ الجميع يسترجعون معها ذكريات ما قبل دخول الكهرباء، بعد تكرار انقطاع التيار الكهربائى عن معظم القرى والعزب والنجوع.
«الوطن» رصدت 3 حكايات مع اللمبة التى عادت للأضواء بقوة، فى السطور الآتية:
«رجعتنى 30 سنة للخلف»، هكذا يصف عبدالنبى على بصلة، 47 سنه، فلاح من قرية زهرة بمركز المنيا، حاله مع اللمبة الفلاحى، ويضيف: «تعودت أن أشعل اللمبة العويل -كما يسميها- عقب صلاة العشاء بسبب انقطاع الكهرباء عن منزلى الصغير يومياً، وعندما يعود التيار أتركها مشتعلة تحسباً لعودة الانقطاع مره أخرى، تعودت أن أنام وأستيقظ أنا وأسرتى عليها وأشترى أسبوعياً 2 لتر جاز (كيروسين) بمبلغ 4 جنيهات وقوداً للمبة من مستودع بالقرية»، يتعجب «عبدالنبى» قائلاً: «رغم الانقطاع المتكرر للتيار، فسعر فاتورة الكهرباء ثابت ولم يتم تخفيضه رحمة بالغلابة أمثالى، الذين ينفقون أموالهم على شراء وقود الكيروسين».
الوضع أكثر أهمية عند رمضان على محمد مرسى، 12 سنة، تلميذ بالصف الثانى الإعدادى، الذى يضطره انقطاع الكهرباء المتكرر فى وقت المذاكرة لاستخدام اللمبة الجاز، يقول: «أعتمد على اللمبة أثناء مذاكرتى لمدة ساعة ونصف، وأشعر بإرهاق كبير أثناء التدقيق فى الصفحات لرؤية الكلمات الصغيرة، وأحيانا أطوى الكتب وأذهب إلى فراش النوم مبكراً فى حالة انقطاع التيار لفترة طويلة»، ويضيف «رمضان»: «تعرضت لهذه المشكلة منذ نهاية العام الدراسى الماضى، فالكهرباء كانت تنقطع لفترة طويلة قد تمتد لأذان الفجر، واستخدمت اللمبة الفلاحى كثيراً خلال أيام الامتحانات، ورغم ذلك حصلت على درجات عالية فى جميع المواد».
حمادة فرغلى حسين، 32 سنة، فلاح من المنيا، يؤكد ارتباطه باللمبة الجاز التى تلازمه فى كل تحركاته، ويقول: «أستخدمها فى إنارة حظيرة الماشية التى أربى فيها الأغنام والأبقار، وأحيانا أذهب بها إلى الحقل لرى محصول القمح ليلاً».
ويرى «حمادة» أن أزمة انقطاع الكهرباء أصبحت يومية، والجميع يتعامل معها مضطراً، ويضيف: «أقوم يومياً بتجهيز اللمبة الفلاحى بضوئها الخافت عقب سماع أذان المغرب، تحسباً لانقطاع الكهرباء فى أى وقت، وأستخدمها بغرفة المعيشة الملحقة بحظيرتى، وعندما ينفد الوقود أقوم بإشعال موقد الغاز الصغير لإنارة الغرفة».
أخبار متعلقة:
أهلا بكم فى عصر "الضلمة"
«مولدات الكهرباء».. «بيزنس» يزدهر فى عصر النهضة
«أزمة الكهرباء» تهدد «ألومنيوم نجع حمادى».. والعمال يتوعدون بثورة «خافى منا يا حكومة»
تلف الأدوية يهدد مرضى السكر والجلطات.. والصيادلة: خسائرنا من «أدوية الثلاجة»
«المخابز» مهددة بالإغلاق: الوزارة تقطع الكهرباء والتموين يحرر المحاضر ضدها.. وأصحابها: «يعنى موت وخراب ديار»
أصحاب الفنادق: تكرار انقطاعها يضر بالسياحة الوافدة ويسىء لمصر
د. محمد شاكر خبير الهندسة الكهربائية: «مصر تشهد 4 سنوات عجاف فى قطاع الكهرباء والطاقة»
الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل»
"مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر
هربوا من انتظار "اليأس" مع قطار الوظيفة الميرى والان قطار الحكومة يدهس "مشروعاتهم الصغيرة"