«مولدات الكهرباء».. «بيزنس» يزدهر فى عصر النهضة

«مولدات الكهرباء».. «بيزنس» يزدهر فى عصر النهضة
وسط فاترينة زجاجية، تتراص مولدات الكهرباء بأحجام مختلفة، تتنوع أشكالها وقدراتها على توليد الطاقة، على بعد خطوات قليلة منها يقف رجل أربعينى العمر، يُدعى رجب شورب، قادم من منطقة بهتيم التابعة لشبرا الخيمة، لشراء مولد كهرباء، يغنيه عن انقطاع الكهرباء اليومى فى منطقته، والخسائر التى تعود عليه جراء ذلك، كما يروى، خصوصاً فى وقت الذروة الذى حدده من وقت غروب الشمس حتى ساعات الليل الأولى. وهو الوقت الذى يتوافد فيه الزبائن بكثرة على محل الألبان الذى يمتلكه، يلمح أحد الباعة الجائلين حيرة «رجب» فى الاختيار والمقارنة بين كل نوع وآخر، بابتسامة بسيطة يعرض عليه المساعدة، ويرحب «رجب» الباحث عن حل مؤقت لانقطاع الكهرباء.
يشير البائع بسبابته إلى أحد المولدات، وصفه بأنه من أجود الأنواع الموجودة، هو «نوع هوندا»، يعمل 3 ساعات متواصلة، ويوفر فى الوقود، وينتهى الحوار بموافقة «رجب» على الشراء، ودفع المبلغ المطلوب.
يتكرر المشهد السابق يومياً، أمام العديد من محلات مولدات الكهرباء، فى شارعى «الجمهورية والسبتية»، بمنطقة وسط البلد، كما يروى جرجس جمال، الذى يعمل بائع مولدات كهربائية منذ 4 سنوات فى أحد محال «الجمهورية»، أوضح البائع أن الإقبال على شراء المولدات زاد بصورة كبيرة، بداية من العام الماضى، بسبب الانقطاع المستمر لتيار الكهرباء، وأن هناك بعض البيوت والمحال والمؤسسات لا تستطيع الاستغناء عن التيار الكهربائى، الأمر الذى يدفعها إلى الاستعانة بالمولدات الكهربائية.
وأضاف «جرجس» أن الإقبال على شراء المولدات كبير، رغم زيادة أسعارها بصورة غير مسبوقة بسبب ارتفاع الدولار فى الفترة الأخيرة، خصوصاً أن جميع المولدات يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة التى يعجز التجار عن توفيرها بسهولة، ولا يعرفون سبباً لارتفاع «الأخضر» بتلك الصورة الجنونية.
حصر البائع المولدات الموجودة فى السوق المصرى، فى نوعين؛ الأول: «الهوندا»، ويعتبر الأجود والأغلى سعراً مقارنة بالنوع الثانى الذى يحمل علامة صنع فى الصين، موضحاً أن النوعين يعملان بالوقود، سواء السولار أو البنزين، يؤكد جرجس أن المولدات التى تعمل بالبنزين تلقى قبولاً كبيراً لدى زبائنه، بسبب توافره فى محطات الوقود أكثر من السولار، ويمكن استخدام أى بنزين مهما كانت درجة نقائه، (80 أو 90 أو 95).
وتتنوع زبائن جرجس بين أصحاب المحال وعيادات الأطباء والمستشفيات الخاصة والصيدليات، فيما انضمت فئة أخرى مؤخراً إلى زبائنه، من قاطنى الشقق السكنية، وأشار البائع إلى أن بعض التجار يأتون من محافظات مصر المختلفة وخاصة الوجة البحرى لشراء المولدات وإعادة بيعها فى محافظاتهم.
المشكلة التى يراها جرجس، هى جنون الدولار، الذى يتجه سهمه إلى أعلى كل يوم، وأحياناً أخرى كل ساعة، لذلك يتغير سعر المولدات كل يوم وفقاً للدولار، ويبدأ من 3 آلاف ونصف، ويصل إلى 35 ألف جنيه، حسب «الكيلو فولت»، والماركة، ونوع الوقود، وعن طبيعة عمل المولدات أوضح جرجس أن أى مولد يعمل 5 ساعات، ويترك 3 ساعات أخرى حتى يهدأ، ومن الممكن إعادة تشغيله بعدها مرة أخرى.
أخبار متعلقة:
أهلا بكم فى عصر "الضلمة"
«اللمبة الجاز» تستعيد «هيبتها».. وتعيد للغلابة «ذكريات ما قبل الكهرباء»
«أزمة الكهرباء» تهدد «ألومنيوم نجع حمادى».. والعمال يتوعدون بثورة «خافى منا يا حكومة»
تلف الأدوية يهدد مرضى السكر والجلطات.. والصيادلة: خسائرنا من «أدوية الثلاجة»
«المخابز» مهددة بالإغلاق: الوزارة تقطع الكهرباء والتموين يحرر المحاضر ضدها.. وأصحابها: «يعنى موت وخراب ديار»
أصحاب الفنادق: تكرار انقطاعها يضر بالسياحة الوافدة ويسىء لمصر
د. محمد شاكر خبير الهندسة الكهربائية: «مصر تشهد 4 سنوات عجاف فى قطاع الكهرباء والطاقة»
الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل»
"مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر
هربوا من انتظار "اليأس" مع قطار الوظيفة الميرى والان قطار الحكومة يدهس "مشروعاتهم الصغيرة"