«المخابز» مهددة بالإغلاق: الوزارة تقطع الكهرباء والتموين يحرر المحاضر ضدها.. وأصحابها: «يعنى موت وخراب ديار»

«المخابز» مهددة بالإغلاق: الوزارة تقطع الكهرباء والتموين يحرر المحاضر ضدها.. وأصحابها: «يعنى موت وخراب ديار»
انقطاع التيار الكهربائى يصل تأثيره إلى رغيف الخبز المدعم، فأغلب مخابز العيش «البلدى» المدعم تعتمد فى تشغيلها على الكهرباء، لأن بها نظام «هيدروليك» لعجن الدقيق، وخبزه على النار، بعض أصحاب مخابز «العيش» حذروا من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، لأنه سيتلف «العجين» وسيعرض أصحاب المخابز، البلدى أو الطباقى أو الأفرنجى لخسائر كبيرة تهددهم بالإغلاق، وهدد البعض بالإضراب عن العمل حتى لا ترتفع خسائرهم.
وقال أشرف سعد عاصم، صاحب مخبز للعيش المدعم بمنطقة فيصل، إن الحكومة تدق مسماراً فى نعشها الأخير بتعمد قطع الكهرباء عن المناطق السكنية، التى يوجد بها مشروعات ومنشآت خدمية تعتمد فى الأساس على الكهرباء، منها المخابز.
وأضاف «عاصم» أن مخبزه يعتمد بنسبة 100% على الكهرباء، حيث يوجد «عجانة» تعمل بالكهرباء، وتعتبر هى أساس منظومة المخبز، كما يوجد الجزء الأهم وهو «السير» الذى يوضع العجين عليه ويتحرك ليدخله إلى النار.
ويستكمل قائلاً: لو انقطعت الكهرباء بعد «عجن» جزء من الدقيق لمدة ساعة، سيتلف العجين تماماً، وسأتحمل هذه الكمية على نفقتى الخاصة، لأننى أشتريه بسعره الطبيعى من وزارة التموين والدولة.
ويشدد عاصم، على أنه فى حالة دخول أحد من مفتشى التموين وشاهد العجين فى حالة «تلف»، سيوقع محضراً ضد المخبز، وقد يحرمنى من الحصول على حصتى كاملة، «يعنى هتبقى موت وخراب ديار»، على حد قوله.
وعلق محمد حسين، مدير مخبز عيش بلدى ببولاق الدكرور، أن الحكومة التى لا تستطيع أن تحل أزمة الكهرباء ولا توفر حلولاً بديلة لكل الناس، ومنهم أصحاب المخابز يجب أن ترحل.
وعن فكرة التوجه إلى مولدات الكهرباء لمنع حدوث تلف أثناء فترة انقطاع الكهرباء، يؤكد «حسين» أن أصحاب المخابز لن يشتروا مولدات لأن أسعارها باهظة الثمن، كما أن تأجيرها سيضيف على صاحب المخبز عبئاً مادياً أكبر بجانب عبء العمالة والدقيق المهدر والغاز أو الوقود وفاتورة الكهرباء والضرائب.
ويقول إسماعيل سعودى، عامل بفرن بلدى: «الكهرباء لو انقطعت عن المخبز، نضطر إلى خبز الحصة التى قمنا بعجنها وبيعها للجمهور، لأننا نتعامل بـ(الشوال) وإذا وضعنا كمية فى العجانة وتعرضت للتلف بسبب انقطاع الكهرباء سيحاسبنا صاحب المخبز، ويخصم من رواتبنا ويومياتنا»، مضيفاً: «الكهرباء التى تدخل للمخبز تقدر بحوالى 3 «فاز»، ولو انقطعت، لن نجد ماكينة لتوليد للطاقة تتحمل إنتاج هذه القوة الكبيرة من الكهرباء، وإذا وجدنا سيكون سعرها مكلفاً جداً لأصحاب المخابز ولن يشتروا مولدات».
من جانبه، شدد عبدالله غراب، رئيس شعبة المخابز والمطاحن، على أن أصحاب المخابز أكثر الفئات ظلماً فى المنظومة الحالية، وأنهم أصبحوا بين مطرقة تحرير الدقيق وسندان الكهرباء التى تعرضهم لخسائر كبيرة، قائلاً: «تكلفة الدقيق أصبح صاحب المخبز يدفعها من (جيبه)، ويتحمل مسئولية خبزها وتسليمها للمواطن، وإذا حدث أى خلل فى هذه المرحلة، أو تلف فى أدوات أو مستحضرات «العيش»، سيتحملها أصحاب المخابز».
وطالب «غراب» الحكومة بتوفير دعم، وتقديم حلول عاجلة لانقطاع الكهرباء، لأن أصحاب المخابز لو ضاق بهم الحال فسيضطرون إلى إغلاق مخابزهم، حتى لا يتعرضوا للخسائر.
فى طابور طويل ينتهى بشباك ذى نافذة ضيقة، وقف العشرات فى انتظار دورهم لشراء العيش البلدى، فى منطقة فيصل، قال أسامة عبدالحافظ، موظف، إن المواطن المصرى أصبح يحارب لكى يحصل على كل شىء يتعامل معه أو يستخدمه، سواء أكل أو شرب أو حتى هواء يتنفسه، لافتاً إلى أن كل القرارات التى تتخذها الحكومة وترتبط بالمواطن، هى فى الحقيقة ضده، وضد حقوقه ومصلحته، وأن تعاملها مع الكهرباء على أنها رفاهية، وكأنه لا توجد أزمة، يجعلها غير مسئولة، مطالباً بمحاسبة ومحاكمة أى مسئول فى الدولة، مهما كان موقعه، اتخذ قراراً أضر بالمواطن المصرى.
أخبار متعلقة:
أهلا بكم فى عصر "الضلمة"
«مولدات الكهرباء».. «بيزنس» يزدهر فى عصر النهضة
«اللمبة الجاز» تستعيد «هيبتها».. وتعيد للغلابة «ذكريات ما قبل الكهرباء»
«أزمة الكهرباء» تهدد «ألومنيوم نجع حمادى».. والعمال يتوعدون بثورة «خافى منا يا حكومة»
تلف الأدوية يهدد مرضى السكر والجلطات.. والصيادلة: خسائرنا من «أدوية الثلاجة»
أصحاب الفنادق: تكرار انقطاعها يضر بالسياحة الوافدة ويسىء لمصر
د. محمد شاكر خبير الهندسة الكهربائية: «مصر تشهد 4 سنوات عجاف فى قطاع الكهرباء والطاقة»
الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل»
"مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر
هربوا من انتظار "اليأس" مع قطار الوظيفة الميرى والان قطار الحكومة يدهس "مشروعاتهم الصغيرة"