"مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر

كتب: حازم دياب

"مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر

"مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر

لم يقتصر تأثير انقطاع التيار الكهربائى على القابعين فى منازلهم فحسب، وإنما امتد ليؤثر سلبياً على مهن عديدة تعتمد بشكل أساسى على الكهرباء، ووصل الأمر ببعض العاملين فيها إلى توقف أعمالهم ورزقهم بشكل تام. «الوطن» اقتربت من بعضهم للتعرف على معاناتهم، فى ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائى. مصطفى سعد، 20 سنة، طالب فى كلية العلوم، نجح فى الثانوية العامة بنسبة 93%، إلا أنه بحث عن عمل يقتات منه، فلم يجد إلا «سايبر» لخدمات الإنترنت والطباعة، أنشأ المشروع بحثاً عن دخل يعينه على الدراسة والإعالة، وبدأ العمل فيه منذ 17 شهراً، قال لـ«الوطن»، إن «التيار الكهربائى فى الآونة الأخيرة يقطع يومياً بمقدار ساعة أو ساعتين، وغالباً ما يكون ذلك من 7 إلى 9 مساءً»، أضاف: «الكهربا دى هى اللى موديانا فى داهية، ولا نعرف سبباً لانقطاعها، خصوصاً فى الليل، إذا كانت وزارة ترغب فى تخفيف الأحمال فليكن ذلك فى الصباح، حيث لا يقومون بأى أعمال تذكر». يحتوى مقهى الإنترنت الذى يعمل فيه على 34 كمبيوتر، كلها مشغولة، فيما يجلس البعض منتظراً دوره، أوضح «مصطفى» أن مكسب «السايبر» فى الساعة نحو 70 جنيهاً، لكن بسبب انقطاع التيار وعودته بغتة، يؤدى أحياناً إلى حرق مكونات بعض الأجهزة، تقدر بآلاف الجنيهات، الأمر الذى لا يعوضه عن خسارتها أحد، إلى جواره شاشة لا تعمل، أشار إليها: «احترقت منذ عدة أيام بسبب انقطاع التيار وعودته فجأة». أشار «مصطفى» إلى أنه مضطر لشراء مولد كهربائى، وأنه بدأ بالفعل «التحويش» لتلك الخطوة المكلفة على حد قوله، لأنه لا يستطيع أن يعوض خسارته الناجمة عن انتشار الظلام، ليس فقط لتوقف الجالسين عن أعمالهم وخسارة ما يفعلونه، لكن لأن من يشاهد المكان وهو مظلم يرحل عنه ويذهب لمكان آخر. تساءل «مصطفى»: «هل هذه هى النهضة التى وعدنا بها الرئيس محمد مرسى فى برنامجه الانتخابى؟»، مطالباً المسئولين بتوضيح الأسباب الحقيقية لانقطاع الكهرباء. لا يقتصر الأمر على أصحاب مقاهى الإنترنت فحسب، وإنما يمتد ليشمل أصحاب المحلات الغذائية، التى تحتوى على الثلاجات والموازين وخزانات الألبان، وكلها تعمل بالكهرباء، وحين تنقطع الكهرباء يفسد ما فيها، ويمتنع الزوار عن دخول المكان، هذا ما يؤكده محمود وصفى، 26 سنة، يعمل فى متجر للمواد الغذائية بمنطقة أرض اللواء، قال: «عندما ينقطع التيار الكهربائى لفترة طويلة يفسد ما فى الثلاجات من مواد غذائية، كالدواجن واللحوم المجمدة، ويصيبها العفن، كما أن عودة التيار فجأة من الممكن أن تحرق مواتير الثلاجات، وثمنها بالآلاف. الكهرباء فى المنطقة تنقطع بشكل يومى منذ شهر تقريباً، لنحو ساعتين فى اليوم، وخسارتنا وصلت إلى 80% مع هذا التكرار، فالزبائن ينقطعون خلال تلك الفترة، كما أن المواد الغذائية ومنتجات الألبان تفسد إن استمر انقطاع التيار أكثر من ساعتين». أضاف «وصفى»: «هناك كلام متداول لرئيس تنظيم الكهرباء عن أن فترة غياب الكهرباء ربما تمتد لـ4 ساعات يومياً، وهو بمثابة خراب بيوت حقيقى، بينما قدراتنا المادية لا تسمح بالحصول على مولد للكهرباء، لتخفيف خسائر الانقطاع المستمر للتيار». يعمل سليمان عيد مكوجياً ويساعده ابنه فى عمله، ويعتمد بشكل أساسى على التيار الكهربائى، قال لـ«الوطن»، إنه اضطر إلى تلك المهنة بعدما عانى فى حياته، وضاقت به سبل الحياة، رغم أنه حاصل على بكالوريوس «هندسة»، قسم كهرباء، وهو الآن فى سن الـ«58». أضاف سليمان: «قررت أن أفتح دكاناً للمكواة، لخدمة أهالى أرض اللواء، واضطررت بعدها إلى شراء ماكينة تصوير أوراق، لزيادة الدخل مع ارتفاع تكاليف ونفقات الحياة، وبعد الانقطاع المستمر للكهرباء يكاد الدخل أن ينقطع معه». انقطاع الكهرباء يصيب عم سليمان، كما يناديه أهالى المنطقة، فى مقتل، ويهدد «مكنة التصوير» و«المكوة» بالعطب، ولقمة العيش بالانقطاع؛ حيث يدفع إيجار المكان ألفى جنيه، ومع تكرار الأزمة اضطر إلى شراء محمول لاستخدامه، يتحدث فيه الناس بالدقيقة، ويحول منه «رصيداً» لمن يشاء، كما ألحق بدكانته بعض السلع الغذائية تعينه على زيادة دخله، إلى جوار الصحف اليومية، والشمع الذى أصبح أكثر السلع رواجاً فى عصر «النهضة»، أضاف: «فى شهر رمضان الماضى ربحت فى أحد الأيام من بيع الشموع وحدها 35 جنيهاً، وكان هذا مكسباً أحققه فى 3 أيام متصلة»، لا يحب عم سليمان أن يصوره أحد بعد أن وصل به الحال لمرحلة البؤس. أخبار متعلقة: أهلا بكم فى عصر "الضلمة" «مولدات الكهرباء».. «بيزنس» يزدهر فى عصر النهضة «اللمبة الجاز» تستعيد «هيبتها».. وتعيد للغلابة «ذكريات ما قبل الكهرباء» «أزمة الكهرباء» تهدد «ألومنيوم نجع حمادى».. والعمال يتوعدون بثورة «خافى منا يا حكومة» تلف الأدوية يهدد مرضى السكر والجلطات.. والصيادلة: خسائرنا من «أدوية الثلاجة» «المخابز» مهددة بالإغلاق: الوزارة تقطع الكهرباء والتموين يحرر المحاضر ضدها.. وأصحابها: «يعنى موت وخراب ديار» أصحاب الفنادق: تكرار انقطاعها يضر بالسياحة الوافدة ويسىء لمصر د. محمد شاكر خبير الهندسة الكهربائية: «مصر تشهد 4 سنوات عجاف فى قطاع الكهرباء والطاقة» الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل» هربوا من انتظار "اليأس" مع قطار الوظيفة الميرى والان قطار الحكومة يدهس "مشروعاتهم الصغيرة"