الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل»

كتب: رحاب عبدالله

الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل»

الإسكندرية تنتظر "صيف خراب البيوت مستعجل»

«الصيف جاى.. والخراب المستعجل حييجى معاه بسبب قطع الكهرباء، لسة بنقول يا هادى والكهرباء بتتقطع أكثر من ساعتين يومياً والخسائر بدأت تشتغل السنة اللى فاتت كانت فترة الصيف سودا على جميع تجار الإسكندرية وخسرنا خسائر ما يعلم بيها إلا ربنا».. هذا لسان حال تجار وبائعى الإسكندرية، الذين أعلنوا تخوفهم من خسائر فادحة مع قدوم شهور الصيف بسبب قطع الكهرباء، وقالوا إن مؤشرات «الخراب» بدأت بالفعل.. إلى تفاصيل ما قاله عدد من تجار الإسكندرية لـ«الوطن».. عبدالقادر معروف، صاحب محل جزارة، قال: «لو الوضع الصيف ده حيبقى زى الصيف اللى فات يبقى بيوتنا هتتخرب، إحنا لسة الصيف ما دخلش وبيقطعوا الكهربا ساعتين فى اليوم والبضاعة بتبوظ جوه الثلاجات، وعشان خايفين على اللحمة بقينا بنجيب كميات قليلة عشان ماتبوظش وده طبعاً وقف حال، لأن ساعات الزبون ييجى يشترى ما يلاقيش بضاعة، وبدل ما الحكومة تشوف لنا حل خرج أحد المسئولين يقول لنا إن الصيف القادم مظلم، همّا أحرار حيضلموها علينا الشعب حيضلمها عليهم».[FirstQuote] ويقول محمد فاروق، حلوانى: «كل يوم يقطعوا الكهربا أكثر من ساعتين والصيف لسه ما دخلش وإحنا المحل بتاعنا داخل جوه شوية وما بيظهرش غير بإضاءة الفتارين فكل ما النور يقطع البيع يتوقف نهائياً، ده غير أن الميزان شغال بالكهرباء ولما بتقطع إحنا مش بنعرف نبيع حتى لو الزبون جه، بس حنعمل إيه حسبى الله ونعم الوكيل». خميس عمران، صاحب محل مجمدات، يوضح أن اللحوم والدواجن عند انقطاع الكهرباء تتعرض لما يسمى بالتسيل ويقول: «يضطر البائع أن يقطع الأجزاء التى أصيبت بالتسيل وهو ما يسبب له خسائر مادية كبيرة، كما أن المنتجات المجمدة حين ينقطع الكهرباء تفقد تجميدها ثم تعود وتتجمد بعد عودة التيار فتصبح غير صالحة، فيرميها حتى لا تضر بصحة المواطنين فيتكبد التاجر خسائر فادحة». ويضيف عمران: «فكرنا فى شراء مولدات بالرغم من أن أسعارها مرتفعة جداً فعلمنا أنها تعمل بالسولار وهناك أزمة سولار كبيرة، والسيارات تصطف بالعشرات وأحياناً بالمئات أمام محطات البنزين لتحصل عليه، فتراجعنا عن الفكرة، ويومياً نخسر ما يزيد على 300 جنيه ولسه الصيف ما دخلش، ولما بنحاول نعوض الخسائر برفع سعر المنتجات الزبائن بتزعل ومش بترضى تشترى واللى بيحصل فينا ده حرام بجد وربنا ينتقم من اللى كان السبب». ويقول أبونعمة، صاحب سوبر ماركت، «إن انقطاع الكهرباء يومياً يتسبب فى تلف الألبان والزبادى بالثلاجة، ويكبد المحل خسائر مادية فادحة، ولما يوم ويوم اللبن يقطع ونضطر لإلقاء 100 كيلو لبن فى الزبالة بالذمة ده مش حرام وخراب بيوت مستعجل، هو إحنا بنكسب كام فى ثلاجة اللبن كلها عشان اللبن اللى فيها يخسر من يوم لآخر حسبى الله ونعم الوكيل». ويوضح محمد أبوالسعود صاحب محل جزارة أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يتسبب فى فساد اللحوم بالمحل ويكبده خسائر مادية كبيرة، واستطرد قائلاً «مش عارفين نعمل إيه فى خراب البيوت ده، كنا عايزين حكومة تحللنا مشاكلنا دلوقتى بقينا مش عايزين منها أكتر من أنها تكفينا شرها». لكن قطع التيار ليس خراباً على الجميع، فمصائب قوم عند قوم فوائد، ومنهم عصام سليمان، صاحب محل منتجات كهربائية، الذى قال إن إقبال المواطنين وخاصة التجار على شراء الكشافات والشواحن الكهربائية زاد بنسبة كبيرة جداً للدرجة التى جعلت عدداً كبيراً من أصحاب المحلات وخاصة محال بيع لعب الأطفال، يغيرون نشاطهم إلى بيع الشواحن والكشافات.[SecondQuote] وأوضح أن الإقبال على شراء الشواحن جعل سعرها يرتفع بنسبة 100%، ولم تكن موجودة بكثافة لدى محلات المنتجات الكهربائية، ولكن الآن تعيش محلات الكهرباء فقط على بيعها وتشكل مبيعاتها أكبر نسبة لديهم. ولم يقتصر ضرر الانقطاع المستمر للتيار الكهربائى على التجار البسطاء فقط، ولكنه امتد ليصل إلى المصانع، وتسبب فى خسائر وصلت قيمتها إلى ملايين الجنيهات بسبب تراجع طاقتها الإنتاجية، فضلاً عن عدم قدرة المصانع على الالتزام بالعقود التصديرية. ويقول المهندس هانى المنشاوى، رئيس اتحاد المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن الخطورة كبيرة على المصانع التى تعتمد اعتماداً كلياً على الكهرباء فى تشغيل الماكينات والمعدات الإنتاجية، واصفاً انقطاع الكهرباء بـ«كارثة إضافية متعمدة» تم إضافتها لعرقلة التنمية الاقتصادية لأهداف غير معروفة. ويضيف «المنشاوى» أن المصانع مع الانقطاع المستمر للكهرباء تفقد قدرتها على الالتزام بالعقود التصديرية المطلوبة، وهو الأمر الذى يحملها غرامات إضافية، نظراً لتأخر إرسال الشحنات المطلوبة، محذراً من استمرار هذه المشكلة، وتأثيرها السلبى على استمرارية المصانع، مشيراً إلى أن المصانع الكبيرة لا تتمكن من توفير المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية، بينما تعجز المشروعات الصغيرة والمتوسطة عن شراء تلك المولدات نظراً لارتفاع أسعارها. ويحذر الدكتور طارق جاد، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى منطقة برج العرب الصناعية، من مشكلة انقطاع الكهرباء عن المصانع، «ستوقف إنتاجها، وسنضطر للاعتماد على المنتجات المستوردة، مما سيترتب عليه إغلاق المصانع، وتشريد العمال»، مشدداً على ضرورة إعادة النظر فى سياسة خلق المشاكل والمتمثلة فى تعمد قطع الكهرباء، لتغييب عقول المواطنين والمستهلكين، عما يدور على الساحة السياسية.[ThirdQuote] ويشير على عبدالمنعم، عضو الغرفة التجارية بالإسكندرية، إلى الخسائر التى تسبب فيها استمرار قطع الكهرباء على المحال التجارية، لافتاً إلى أن العديد من المحال أغلقت أبوابها الصيف الماضى بسبب الخسائر الكبيرة التى تكبدتها للانقطاع المستمر فى الكهرباء، ويطالب الحكومة بالإسراع فى حل أزمة الكهرباء قبل قدوم الصيف لتجنب إغلاق محال تجارية وتشريد مزيد من الأسر. أخبار متعلقة: أهلا بكم فى عصر "الضلمة" «مولدات الكهرباء».. «بيزنس» يزدهر فى عصر النهضة «اللمبة الجاز» تستعيد «هيبتها».. وتعيد للغلابة «ذكريات ما قبل الكهرباء» «أزمة الكهرباء» تهدد «ألومنيوم نجع حمادى».. والعمال يتوعدون بثورة «خافى منا يا حكومة» تلف الأدوية يهدد مرضى السكر والجلطات.. والصيادلة: خسائرنا من «أدوية الثلاجة» «المخابز» مهددة بالإغلاق: الوزارة تقطع الكهرباء والتموين يحرر المحاضر ضدها.. وأصحابها: «يعنى موت وخراب ديار» أصحاب الفنادق: تكرار انقطاعها يضر بالسياحة الوافدة ويسىء لمصر د. محمد شاكر خبير الهندسة الكهربائية: «مصر تشهد 4 سنوات عجاف فى قطاع الكهرباء والطاقة» "مقاهى الإنترنت ومحلات السلع الغذائية والمكوجية".. مهن فى خطر هربوا من انتظار "اليأس" مع قطار الوظيفة الميرى والان قطار الحكومة يدهس "مشروعاتهم الصغيرة"