مروة «مالدينى»: لا مكان للاعبة «الراجل» داخل صفوف منتخب «الهوانم»

مروة «مالدينى»: لا مكان للاعبة «الراجل» داخل صفوف منتخب «الهوانم»
مارست اللعبة مع الأولاد فى الشارع.. شاركت مع منتخب العالم.. و«زيدان وروبرتو كارلوس وحياتو» أشادوا بموهبتى
لعبت كرة القدم مع الشباب فى الشارع، وعمرها 8 سنوات، تجاهلت تعليقات وسخرية الأفراد، وجعلت منها حافزاً للوصول إلى هدفها، انضمت عام 1992 لأول مدرسة كروية نسائية، لتنطلق منها إلى نادى المعادن ثم إلى قيادة المنتخب، مروراً بتمثيلها لمصر ضمن صفوف منتخب العالم وانتهاءً بتقلدها منصب المدرب العام للمنتخب الوطنى، «الوطن» التقت «مروة الحواط» أفضل لاعبة كرة قدم نسائية فى مصر وكان الحوار:
* كيف تغلبت على رفض الشارع المصرى لفكرة ممارسة «البنت» لكرة القدم؟
- لم أضع التعليقات فى ذهنى، مهاراتى كانت تجذب الناس لكى تنزل إلى الشارع لترانى ألعب كرة، وكنت ألفت نظرهم بموهبتى أكثر من كونى بنتاً تلعب كرة.
* كيف مارستِ اللعبة رسمياً؟
- أول ما عرف والدى أن الدكتورة سحر الهوارى أنشأت مدرسة كرة فى المركز الأولمبى، ضمنى لها مباشرةً، كنا حوالى 30 بنتاً فقط وقتها.
* من مثلك الأعلى؟
- على المستوى المحلى، محمد عمارة وياسر ريان، وعلى المستوى العالمى أعشق باولو مالدينى وروبرتو كارلوس.
* ماذا عن أول بطولة شاركتِ بها؟
- كانت البداية الحقيقية عام 1997 بالحصول على المركز الثانى بالبطولة العربية، بعدها تمكنا من التأهل لكأس الأمم الأفريقية، لتعتمد اللعبة بعدها رسمياً باتحاد الكرة ويتم إنشاء قاعدة لها بالأندية.
* ما الصعوبات التى واجهت انطلاق اللعبة فى مصر؟
- الدورى بدأ بأربعة أندية فقط، كما أن المجتمع كان غير متقبل للفكرة فى بدايتها مما جعلنا نمر بفترات عصيبة وتحمل تعليقات سخيفة من البعض.
*كيف بدأتِ الانطلاق للعالمية؟
- تم اختيارى لتمثيل منتخب العرب عامى 2001 و2003 كأفضل لاعبة مصرية، كما مثلت مصر ضمن صفوف منتخب العالم عام 2004 لمواجهة بطل العالم حينها، المنتخب الألمانى ضمن الاحتفالية الذى أقامها الاتحاد الدولى احتفالاً بالمئوية.
* كيف كان استعدادك لتلك التجربة؟
- تم إبلاغى بقرار اختيارى قبل المباراة بشهر، بدأت الاستعداد بشكل مكثف من خلال التدريب مع الرجال من أجل اكتساب مزيد من المهارة والقوة البدنية والاحتكاك.
* احكى لنا عن تجربتك فى تلك المباراة؟
- سافرت قبل المباراة بيومين وتدربنا مرة واحدة قبلها، كنت منبهرة وأنا بلعب مع أحسن لاعبات فى العالم فى العالم وكانت أمنيتى أن أشارك 5 دقائق فى اللقاء.
* وماذا عن المباراة؟
- أقيمت المباراة على نفس الملعب وفى اليوم المقرر له إقامة مباراة البرازيل وفرنسا للرجال، الملعب كان فيه 80 ألف متفرج، وفوجئت باختيارى فى التشكيل الأساسى.
* وبماذا شعرتِ حينها؟
- شعرت بالتوتر والارتباك، لم أكن أتوقع أن أبدأ مباراة العالم كله يتابعها، ولكنى شعرت بالمسئولية بتمثيل بلدى فى هذا الحدث العالمى وتحديت نفسى بأن أظهر بمظهر مشرف.
* وما أبرز المواقف التى قابلتك فى هذه التجربة؟
- صادف هذا التوقيت حصول مصر على «صفر» المونديال بعد فشلها فى تنظيم كأس العالم 2010، مما جعل عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم يواسينى مما أشعرنى بأهمية الموقف.
* وما ردود الفعل عقب المباراة؟
- فوجئت فور خروجى من الملعب بزين الدين زيدان وروبرتو كارلوس اللذين كانا يستعدان لمقابلتهما بعد مباراتنا يصافحانى ويحييانى على أدائى، كان أفضل شعور فى العالم بأن أرى مثل هؤلاء اللاعبين العالميين الذين كنت أشاهدهم فى التليفزيون فقط.
* وكيف اتخذتِ قرار اعتزال الكرة؟
- قررت الاعتزال فى الثالثة والعشرين من عمرى، وأنا حاصلة على أفضل لاعبة فى الدورى، كنت أريد أن أنهى مشوارى وأنا فى القمة خاصةً أن إصاباتى كانت عديدة.
* ولماذا سلكتِ طريق التدريب؟
- طموحى من البداية هو تدريب المنتخب الأول، بدأت بالمدارس مروراً بالأندية حتى وصلت إلى منصبى الحالى كمدرب عام للمنتخب.
* بماذا تفسرين ظاهرة الفتيات «المسترجلة» فى عالم كرة القدم؟
- هذه النماذج ضحية البيئة والثقافة المحيطة بها ولا علاقة لها بكرة القدم، أحياناً تلجأ الفتيات لممارسة اللعبة لإخراج طاقاتها الذكورية، ولكن هذه النماذج تعتبر قليلة فى مصر مقارنةً بالدول الأخرى.
*وهل ترين أن ممارسة الكرة هى التى تؤدى إلى ذلك أم العكس؟
- بالطبع الكرة ليس لها أى ذنب فى ذلك، بل على العكس الكرة لها إيجابيات عديدة مثل اكتساب قوة الشخصية والثقة بالنفس، ولكن تلك الحالات تكون مشكلتهن نفسية من الأساس.
*وكيف تتعاملين مع هذه الحالات كمدربة لمنتخب مصر؟
- أنا دايماً بقول للاعبات إنت «وحشة» داخل الملعب ولكنك أنثى خارجه، ولابد أن تتعاملى كذلك، فى البداية نحاول معالجة الأزمة النفسية بالنقاش وقد نلجأ لوسائل ضغط أخرى مثل القرار الذى تم اتخاذه بعدم انضمام أى لاعبة تتبع أو يسيطر عليها «المظهر الرجولى» إلى صفوف المنتخب.
*وهل تجدين استجابة من هذه الحالات؟
- بنسبة كبيرة، اللاعبات يستجبن للعلاج النفسى، فأنا أراه هو أهم عوامل التعامل مع لاعبة كرة القدم وفى حالة عدم استجابتهن لهذا السلوك، يكون نهاية مشوارها داخل الملاعب مبكراً.
أخبار متعلقة:
«فتيات لكن رجال».. مأساة داخل ملاعب الكرة النسائية
نرمين: «الاسترجال» حرية شخصية.. و«كوارشى»: عدم معاملة «البنت زى الولد» وراء الأزمة
«نعمة» من بنت مسترجلة إلى الشاب «حازم» مدرب وادى دجلة
بنت مصرية: «حَكَمتُ» للرجال وأتجاهل المعاكسات
لجنة الفتوى بالأزهر: التغيير الجنسى حرام شرعاً والتصحيح «جائز»
لاعبة تلفظ أنوثتها.. وأخرى تلجأ إلى هرمونات الذكورة لتصبح فتاة بـ«دقن وشنب»
«إحسان» لاعبة لم تحاصرها الأزمة: «نعاملهم كأولاد عشان نريحهم نفسياً.. والبنات دى بتصرف على أهاليها»
طب أمراض الذكورة: عمليات التصحيح الجنسى للتعايش فقط
الطب النفسى: مرض المتحول يسيطر على اللاعبات.. وتأخر العلاج يسبب الانتحار