الأرض تنتظر «رصاصة الرحمة».. و35% من الفلاحين يبحثون عن مهنة أخرى

الأرض تنتظر «رصاصة الرحمة».. و35% من الفلاحين يبحثون عن مهنة أخرى
يقف الفلاح المصرى وحيداً أمام أزماته ومشكلاته التى تتفاقم يوماً بعد يوم، بعد تخلى الدولة عن رعايته، بل وراحت تخلق له المشاكل والمعاناة. أولى بشائر تلك المعاناة: إلغاء الدورة الزراعية التى كانت تشرف فيها الدولة على المحاصيل منذ زراعتها وحتى تسويقها، الأمر الذى أدى إلى اختفاء زراعات استراتيجية، أهمها القطن الذى فشلت الوزارات المتعاقبة فى تسويقه، وانحسار المساحة المزروعة من قصب السكر بعد ثبات سعره عند حد 240 جنيهاً للطن.
يقول الدكتور محمد عبدالمجيد، مدير معهد القطن السابق: إن المؤامرة على القطن قديمة، وأدت إلى إفقار الفلاح الذى كان يعتبر القطن أهم محاصيل العام، التى يبنى بها بيته ويزوج ابنه وابنته منها، ويضيف: المساحة تنخفض سنوياً عن السنة التى تسبقها، وفى العام الماضى جرت زراعة 320 ألف فدان فقط، فى مقابل 365 ألف فدان فى العام قبل الماضى، نتيجة لانخفاض سعره وعدم تولى الحكومة مسئولية تسويقه، بعد كساد نحو 900 ألف قنطار من العام قبل الماضى.
ويقول الدكتور سمير فياض، أستاذ الاقتصاد الزراعى بمركز بحوث الصحراء: إن الرقعة الزراعية فى مصر ثابتة منذ عام 2004، لم تجر زيادتها عن 8٫5 مليون فدان، لعدم اهتمام الدولة برفع المساحة، ما دفع المزارع إلى حلول بديلة، إما البناء على الأراضى الزراعية وإما الهجرة إلى المدن. ويضيف: كل هذه الأسباب دفعت إلى خفض مساهمة الزراعة فى الناتج القومى من 20% عام 2004 إلى 15% فى الوقت الحالى، كما أنها مهددة بالانخفاض إلى أقل من ذلك، إذا انخفضت المساحة وهجر المزارع أرضه وارتفع تعداد السكان.
ويؤكد «فياض»، بالأرقام، أن مصر أصبحت من الدول العاجزة عن توفير سلة غذائها حتى وصل العجز إلى 60%، وجرى تصنيفها على أنها الدولة الأولى فى العالم التى تستورد القمح، وارتفعت الواردات إلى 50% طبقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، كما ارتفعت واردات الزيت إلى 80%، والسكر إلى 40%، والبقوليات مثل الفول والفاصوليا واللوبيا إلى 80%، وهى سلع للفقراء فقط، بينما تستورد مصر من اللحوم 30%، والبيض والدواجن 35%، وكذلك الألبان، وليس هذا بسبب توافرها، لكن لأن غالبية الشعب لا يقبلون عليها بفعل الأوضاع الاقتصادية السيئة.
الدكتور أحمد الخطيب، أستاذ الاقتصاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية، يرى أن رفع الدولة يدها عن هموم الفلاح جعله كارهاً لأرضه، التى صارت عبئاً عليه، بعد أن فشلت فى رفع مستواه المعيشى، كما أن الممارسات الاحتكارية التى تحدث لبعض السلع زادت من حدة أزماته، وأهمها أزمة الأسمدة الآزوتية والمبيدات ونقص السولار واستيراد التقاوى، فى مقابل العجز عن تسويق المحاصيل الأساسية كقصب السكر والقطن والأرز والذرة، مشيراً إلى أن مصر تعتبر من الدول الأولى فى العالم التى تعتمد الزراعة فيها على القطاعات المعاونة؛ حيث تستورد المبيدات والتقاوى والميكنة الزراعية، التى من المفترض أن ترتفع أسعارها خلال الأيام المقبلة، لاعتماد الاستيراد على العملة الصعبة.
بينما يؤكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن الزراعة فى مصر تنتظر رصاصة الرحمة وأن السياسات الأخيرة للوزارة ستجبره على أن يبحث عن وسائل أخرى للعيش منها التجارة فى المبيدات المغشوشة، وبيع الأراضى الزراعية على أنها عقارات، مضيفاً أن المسئولين تناسوا أن مصر بلد زراعى، وأن 35% من المواطنين يعملون بالزراعة، وألغوا الدورة الزراعية وقطاع الإرشاد، وتُرك المزارع ليحارب بمفرده ضد مصاعب الحياة.
يمكنك مشاهدة الملف التفاعلي "العيشة واللي عايشينها" على الرابط التالي:
http://www.elwatannews.com/hotfile/details/139
الأخبار المتعلقة:
«عزيز قوم ذل».. ربات بيوت «مكرمات» سابقاً.. انتقلن إلى «رصيف الإحسان»
الصناعات الصغيرة والمتوسطة: أهملها.. وتوكل
عمال مصنع سجاد: «بقينا نشترى التموين بالتقسيط».. بالتقسيط يا دكتور مرسى!
رئيس اتحاد «جمعيات التنمية الاقتصادية»: الصندوق الاجتماعى «فقد ظله»
أرجوك أعطنى هذا الدواء.. ادفع أولاً و«بعدين اتعالج»
«وكالة البلح»: الطبقة المتوسطة مرت من هنا
السياحة: شركات «مفلسة» وعمال «مشردون» وفنادق تسكنها «أشباح»
مأساة «مرشد سياحى»: بيوتنا اتخربت خلاص
صاحب إسطبل اضطر إلى قتل خيوله: «إحنا لاقيين ناكل؟!»
رئيس «الغرف السياحية»: العنف المتوقع فى «ذكرى الثورة» سيقضى على الأخضر واليابس
البورصة.. «فوائد» قوم عند قوم.. مصائب
«أشرف» يحدثكم رغم الألم: كنت بلعب بالفلوس لعب!
عجز الموازنة يتربص بـ«ودائع البنوك»
الخبير الاقتصادى د. أحمد السيد النجار: تحويلات المصريين أنقذتنا من الإفلاس
«دولار» بقوة «659 قرشاً» يضرب سوق العقارات.. ويكبدها خسائر فادحة
مقاول بدأ رحلة نجاحه من «الصفر» قبل عشرين عاماً.. وعاد إليه فى «عهد مرسى»
«فتحى وبدر وجابر».. 3 بأجر واحد
«عبدالعزيز»: الحكومة توقفت عن طرح مشروعات جديدة
«القمح مش زى الدهب.. القمح زى الفلاحين.. عيدان نحيلة جدرها بياكل فى طين»
«الغرفة التجارية»: نستورد 60٪ من الغذاء وتدهور الجنيه يضرب «الأمن الغذائى» فى مقتل
صناعة الدواجن تتعرض لـ«الذبح» بـ50٪ انخفاضاً فى الإنتاج
د. على لطفى: «المركزى» طبع 22 مليار جنيه فى أول شهر بعد الثورة دون غطاء نقدى.. وأتحدى أن «يكذّبنى» أحد