«فتحى وبدر وجابر».. 3 بأجر واحد

كتب: أحمد الليثى

«فتحى وبدر وجابر».. 3 بأجر واحد

«فتحى وبدر وجابر».. 3 بأجر واحد

افترشوا جميعاً الأرض، تقفز قلوبهم بين ضلوعهم كلما اقترب نحوهم شخص ما؛ لعله يخبرهم بعمل يقيهم شر السؤال، ثلاثتهم قدم من القرية ذاتها (ديرمواس، بمحافظة المنيا)، كلهم امتهن المهنة ذاتها، فـ«المعمار» هو ما يستطيعون عمله بجدارة». جابر عبدالله كان أول النازحين إلى عاصمة المعز، ظل يرفع «شكاير» الأسمنت والرمل فوق ظهره، مستمتعا بأجر يعينه على «دخول دنيا»، وبالفعل كانت الـ40 جنيها، يوميته، حينها تكفيه وتفيض، بمرور السنين بدأ العمل يقل رويدا رويدا حتى جاءت الثورة، معظم أصحاب الأعمال اليومية نقموا وكالوا الشتائم للثوار إلا هُم، فقد كانت سبيلا لمزيد من الكتل الخرسانية وإن كانت بالمخالفة للقانون «إحنا عارفين إن البنا بالمخالف غلط بس إحنا مالناش علاقة.. المهم عندنا لقمة العيش عشان الناس اللى فى البيت مايموتوش من الجوع». يلعب «فتحى محمد»، رفيق «جابر»، بيديه فى حصى الأرض وهو يتحدث عن يومهم، ضمن رجال «طائفة المعمار»: «بنبتدى شغل من 8 الصبح لحد المغربية»، المقابل الذى يحصلون عليه يبدو جيدا حال استمراره، على حد قول الرجل الثلاثينى «بناخد 70 جنيه فى اليوم، بس الشغل مش مستمر والحال واقف حبتين». بضحكة مملوءة بانكسار، يشاركهم «بدر حجازى» الهم، أصغرهم سنا، أكمل عقده الثانى قبل شهور، «بدر» لا يزال طالبا فى العام الأخير للثانوى التجارى، طلب أن يذاكر دروسه «منازل» حتى يستطيع الإنفاق على عائلته المكونة من 5 أخوات وأب وأم طاعنين فى السن، فكان بديهيا أن يحضر للقاهرة قبل 4 سنوات ليشارك أشقاءه فى الغربة العمل، قدرته على التحمل كبيرة؛ لذا استعان به بعض المقاولين فى العمل فى عمليات الإنشاء بأحد الفنادق السياحية بشرم الشيخ، قبل أن يسرح مع عدد غير قليل من العمال بسبب توقف العمل بالموقع، فكان الرصيف بجوار رفاقه هو السند الوحيد، أفضل ما يحمدون الله عليه هو حبهم الشديد لبعض، «اللى بيشتغل فينا بيقسم اليومية على 3، إحنا مع بعض على الحلوة والمرة.. وما تعرفش الرزق ده بييجى إزاى». يمكنك مشاهدة الملف التفاعلي "العيشة واللي عايشينها" على الرابط التالي: http://www.elwatannews.com/hotfile/details/139 الأخبار المتعلقة: «عزيز قوم ذل».. ربات بيوت «مكرمات» سابقاً.. انتقلن إلى «رصيف الإحسان» الصناعات الصغيرة والمتوسطة: أهملها.. وتوكل عمال مصنع سجاد: «بقينا نشترى التموين بالتقسيط».. بالتقسيط يا دكتور مرسى! رئيس اتحاد «جمعيات التنمية الاقتصادية»: الصندوق الاجتماعى «فقد ظله» أرجوك أعطنى هذا الدواء.. ادفع أولاً و«بعدين اتعالج» «وكالة البلح»: الطبقة المتوسطة مرت من هنا السياحة: شركات «مفلسة» وعمال «مشردون» وفنادق تسكنها «أشباح» مأساة «مرشد سياحى»: بيوتنا اتخربت خلاص صاحب إسطبل اضطر إلى قتل خيوله: «إحنا لاقيين ناكل؟!» رئيس «الغرف السياحية»: العنف المتوقع فى «ذكرى الثورة» سيقضى على الأخضر واليابس البورصة.. «فوائد» قوم عند قوم.. مصائب «أشرف» يحدثكم رغم الألم: كنت بلعب بالفلوس لعب! عجز الموازنة يتربص بـ«ودائع البنوك» الخبير الاقتصادى د. أحمد السيد النجار: تحويلات المصريين أنقذتنا من الإفلاس «دولار» بقوة «659 قرشاً» يضرب سوق العقارات.. ويكبدها خسائر فادحة مقاول بدأ رحلة نجاحه من «الصفر» قبل عشرين عاماً.. وعاد إليه فى «عهد مرسى» «عبدالعزيز»: الحكومة توقفت عن طرح مشروعات جديدة الأرض تنتظر «رصاصة الرحمة».. و35% من الفلاحين يبحثون عن مهنة أخرى «القمح مش زى الدهب.. القمح زى الفلاحين.. عيدان نحيلة جدرها بياكل فى طين» «الغرفة التجارية»: نستورد 60٪ من الغذاء وتدهور الجنيه يضرب «الأمن الغذائى» فى مقتل صناعة الدواجن تتعرض لـ«الذبح» بـ50٪ انخفاضاً فى الإنتاج د. على لطفى: «المركزى» طبع 22 مليار جنيه فى أول شهر بعد الثورة دون غطاء نقدى.. وأتحدى أن «يكذّبنى» أحد