بروفايل| روبين كوك.. نصير قضايا العرب في أوروبا

بروفايل| روبين كوك.. نصير قضايا العرب في أوروبا
بارع في حواره، لا يتقلد منصبًا إلا ولمع فيه نجمه، بديهته دائمًا حاضرة، يعتبره أعداؤه متغطرسًا ويراه أنصاره يستحق ما يصل إليه، اشتُهر باسم تدليله في المدرسة، لكنه لم يكن مُدللًا في مواقفه السياسية، عُرف عنه أنه حازمًا ينتصر لما يراه حقًا، فأصبح "روبن كوك" نصيرا للقضايا العربية بالرغم من كونه أوربيًا.
روبرت فينلسون كوك، الاسم الحقيقي لـ"روبين"، الذي اشتهر بالأخير بين رفاقة للتدليل، درس الأدب الانجليزي في جامعة أدنبرة، وأصبح عضوًا بلديًا في أدنبره بين عامي 1971 و1974، ثم نائبا عن "أدنبره سنترال" بين عامي 1974 و1983، ومنذ عام 1986 وهو في الصفوف الأولى لحزب العمال حيث عُين وزيرا للشؤون الاقتصادية ثم الصحة، ثم أصبح وزيرًا للخارجية بعد وصول حزب العمال إلى السلطة عام 1997، كما ذكرت تقارير مختلفة عنه.
"أرضًا محتلة عسكريا من قِبل إسرائيل".. الرأي الذي تبناه وزير الخارجية البريطاني الأسبق روبين كوك، عندما زارها في مايو 1996، وعبر عن رأيه بأنها تملك السلطة بحكم الواقع فقط على غرب القدس، مشيرًا إلى أن حل القضية يجب أن يراعي الطموحات الشعبية للأطراف المعنية، وأن يحترم الطبيعة الخاصة للأماكن المقدسة، كما أنه يجب ألا تفرض تسوية على الفلسطينين، بل يجب أن تحترم الحقوق الفلسطينية الأساسية وخاصة فيما يتعلق بحق تقرير المصير، كما أن قرار مجلس الامن رقم 242 هو أساس حل القضية وتحقيق السلام في المنطقة.
عارضت بريطانيا ممثلة في "روبين"، إسرائيل في بناء المستوطنات، حتى زار في مارس 1998 المنطقة، وأكد خلال زيارته أنه لا يجوز الاستطيان بالقدس، وأجرى زيارة استطلاعية إلى المستوطنة التي يتم إنشاؤها في جبل أبو غنيم، بهدف تسجيل عدم مشروعية السياسات الاستيطانية الإسرائيلية في القدس، ما أدى إلى إلى تظاهر إسرائيلين وهاجموا موكبه وتم اختصار زيارته إلى إسرائيل، كما أشارت الصحف الفلسطينية حينها.
ومن فلسطين إلى العراق، وبآداءه البرلماني المميز، حفظت له أروقة مجلس العموم البريطاني، الذي ألف عضويته منذ دخوله لأروقته نائبا عن دائرة أدنبرة عام 1974 وهو في الثامنة والعشرين من العمر، لحظاته التاريخية يوم وقف مرافعًا ضد الحرب على العراق بعد ساعتين فقط من تسلمه نسخة من تقرير سكوت المكون من 2000 صفحة، فشن حملة عنيفة على الحرب على العراق ودعا لأول مرة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى إعادة الجنود البريطانيين إلى البلاد ووقف هذه الحرب.
واعتبر روبين، الحرب على العراق "غير شرعية ولاتستند إلى قرار واضح من مجلس الأمن الدولي"، و"أن هذه الحرب شنت ودخلت مرحلة دموية لا مبرر لها بأي حال من الأحوال"، وعقبها استقالته من حكومة بلير في 17 مارس 2003، بعد أن رأى أن الأمل في إنهاء تلك الحرب "ذهب أدراج الرياح"، مضيفا أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ستواجهان بموجة كبيرة وطويلة من الكراهية لهما في أوساط الرأي العام الإسلامي في كل أنحاء العالم لاسيما في العالم العربي.
ورحل أكبر معارضي الحرب على العراق، وأعلى الأصوات المنتقدة للسياسة الخارجية الأميركية، عن عمر ناهز 59 عاما وظل محتفظًا بمنصب زعيم الأغلبية بالبرلمان إلى حين وفاته.