بروفايل| "14 مارس".. ليلة سقوط جنوب لبنان

بروفايل| "14 مارس".. ليلة سقوط جنوب لبنان
منذ إعلانها دولة في عام 1948، باشرت إسرائيل سعيها للاستيلاء على الأراضي العربية المحيطة بها، ولهذه الغاية نفذت الكثير من الاعتداءات والاجتياحات، كان للأراضي اللبنانية النصيب الأكبر منها، وقضى خلالها مئات الأبرياء نحبهم ضحية أطماع العدو، وكانت للجيش اللبناني في ذلك الوقت مواجهات عديدة مع العدو، سجّل خلالها بطولات، وقدّم شهداء، حسب الموقع الرسمي للجيش اللبناني.
"ليلة سقوط جنوب لبنان"، الوصف لما حدث على أثر هجوم نفّذه فلسطينيون على طريق "حيفا - تل أبيب"، مبررة ذلك بالرد على ضربات الفصائل الفلسطينية لأراضي 48 المحتلة، وبذريعة قدوم مهاجمين من الأراضي اللبنانية، فاجتاحت إسرائيل جنوب لبنان ليلة 15 مارس 1978 في عملية اسمتها "الليطاني".
قائد الأركان الإسرائيلي موردخاي غور، أعلن إقامة إسرائيل حزاما أمنيا على طول الحدود اللبنانية، وحدد مسؤولون إسرائيليون العمق المنوي بلوغه بـ10 كيلومترات، وفي 18 مارس كانت القوات الإسرائيلية اجتازت هذا العمق واحتلت كل المناطق الواقعة جنوب الليطاني باستثناء 4 جيوب، وقدَّرت الحكومة اللبنانية أن نحو 285 ألف لبناني أصبحوا لاجئين، وقُتِل من 1100 لـ2000 لبناني، كلهم تقريبًا من المدنيين.
انسحبت القوات الإسرائيلية في يونيو 1978 وانتشرت قوات الطوارئ الدولية، لكن إسرائيل أبقت سيطرتها على الأرض من خلال تسليم الأمن في المنطقة الحدودية الممتدة من الساحل غربًا حتى مرجعيون شرقًا، إلى ميليشيا المتعاملين معها، وأضافت لهم مناطق أخرى فيما بعد، وحاولت الدولة اللبنانية استعادة سلطتها على الجنوب، فقررت إرسال قوة من الجيش إليه تعمل بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية.
وفي 31 يوليو 1978 تحركت هذه القوة باتجاه مرجعيون لكنها توقفت في كوكبا بعد تعرضها لقصف مدفعي كثيف، وأخفقت الأمم المتحدة والولايات المتحدة في إقناع اسرائيل بعدم عرقلة انتشار الجيش اللبناني، واستمرت الحرب في لبنان ورفضت دولة الاحتلال تطبيق قرار مجلس الأمن، وسلمت مناطق الجنوب المحتلة لحليفها سعد حداد قائد جيش لبنان الجنوبي، ليعلن لبنان دولة حرة.
في 19 يناير 1979، صدر عن مجلس الأمن القرار 444 الذي دعا الحكومة اللبنانية إلى وضع برنامج عمل خلال 3 أشهر لاستعادة سيطرتها على جنوب البلاد، ورفضت إسرائيل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، وأصرت على بقاء الحزام الأمني تحت سيطرة الميليشيات المتعاملة مع العدو، ومع اقتراب الموعد المحدد للانتشار بدأت هذه الميليشيات المدعومة من إسرائيل قصفًا مدفعيًا استهدف القوى العسكرية اللبنانية المتمركزة في القطاع التابع للقوات الدولية، وتحت ضغط المقاومة انسحب الاحتلال من جنوب لبنان عام 2000 باستثناء مزارع شبعا.