بروفايل: محمود عزت.. «مرشد العواجيز»

كتب: سعيد حجازى

بروفايل: محمود عزت.. «مرشد العواجيز»

بروفايل: محمود عزت.. «مرشد العواجيز»

شحيح الكلام والظهور، فضّل تربية أتباعه على طاعته، فظل طوال ربع قرن من الزمان صقر التنظيم، كاهن المعبد الأكبر ومالك مفاتيحه، فلم يجرؤ أحد على الوقوف فى وجهه طوال سنوات وجوده فى الجماعة، لكنه الآن يعيش أسوأ فترات حياته السياسية بعدما قرّر مَن صنعهم الوقوف فى وجهه، حيث يتابع إزاحته من منصب مرشد الجماعة، ثار وغضب وأرسل رسالة لأتباعه يطالبهم بالطاعة والالتزام بدعوة الإمام البنا، يذكرهم بـ«فتنة شباب محمد» ضد الإمام عام 1940، ويحذرهم منها.

عقب القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة فى 2013، تولى المنصب بالإنابة، ليصبح محمود عزت مرشد الجماعة المؤقت منذ ذلك الحين، يصفه الشباب بـ«مرشد عواجيز الجماعة»، ظل مختفياً منذ ثورة 30 يونيو وكان أول المغادرين من الجماعة إلى خارج مصر، ولا يعرف أحد مكانه، وتابع حشد الأتباع طوال اعتصامى رابعة والنهضة ولم يدخل أحدهما مرة واحدة.

يقتنع المرشد المؤقت بمنهج استرداد السلطة بالعنف والقوة، من خلال زج شباب الجماعة فى معارك مع قوات الأمن، لاستغلال عدد القتلى فى الترويج إلى ظلم الإخوان فى الإعلام الخارجى وخلق رأى عام معادٍ للسلطة الحاكمة بمصر، فهو قائد للتنظيم الخاص ومخطط للجماعة ومحرك لها يفعل بها ما يشاء من عنف وتخريب.

لم يظهر الرجل طيلة إدارته لتحركات التنظيم خلال العامين اللذين تليا فض الاعتصام، وهو ما لم يناسب طموح القواعد الشبابية التى بدأت فى التمرد على سيطرة الجيل القديم على الجماعة، تعالت الأصوات بالهيكلة حتى قام بإقالة محمد منتصر من منصب المتحدث باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلاً منه، ما دفع شباب الجماعة إلى التمرد ورفض 11 مكتباً إدارياً تابعاً للجماعة القرار، حتى إنهم قرروا تشكيل لجنة تقصى حقائق فى ممارسات الدكتور محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة وآخرين.

تعرّف المرشد العجوز على تنظيم الإخوان المسلمين صبياً عام 1953 وهو ابن 9 سنوات، ثم انتظم فى صفوفهم عام 1962 عندما كان طالباً فى كلية الطب، ثم اعتُقل سنة 1965، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 1974 وكان وقتها طالباً فى السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج فى كلية الطب عام 1976، وعاش مع المفكر الإخوانى الراحل «سيد قطب» فى زنزانة واحدة وشرب منه «الفكر المتطرف».

اختير عضواً فى مكتب الإرشاد سنة 1981 ثم تولى مسئولية تدريب وتنشئة كوادر الإخوان، وتدرّج فى مناصب مكتب الإرشاد حتى كوّن مع خيرت الشاطر أقوى ثنائى بالجماعة، وأصبح هو «الرجل الحديدى» الذى يدير الجماعة، فكثير ممن ظهروا بعد ثورة يناير فى قيادة الجماعة هم تلاميذ له بينهم محمد مرسى وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وعصام العريان، وخلال فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى الحكم سعى هو وخيرت الشاطر لحكم مصر والسيطرة على كل شىء وتسيير الأمور بينما يظل مرسى مجرد ستار تتحرك الجماعة من خلاله.


مواضيع متعلقة