بروفايل: «بن سلمان».. أمير التحالفات

09:32 م | الثلاثاء 15 ديسمبر 2015

لم يكد العام يمر على الأمر الملكى الصادر فى يناير الماضى بتعيينه وزيراً للدفاع فى أكبر الدول العربية نفوذاً فى منطقة الشرق الأوسط، حتى أصبح مسئولاً عن قيادة تحالف يضم أكثر من 30 دولة لمواجهة خطر الإرهاب، الذى فشل تحالف دولى آخر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فى القضاء عليه بعد نحو عامين من الغارات الجوية على معاقل الإرهابيين.

ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، الشاب الذى أكمل عامه الثلاثين مؤخراً، برز اسمه مع إعلان المملكة عن تحالف عسكرى عربى لدعم الشرعية فى اليمن، بعد شهرين فقط من توليه مسئولية قيادة الجيش السعودى، وما هى إلا ساعات منذ إعلان وقف إطلاق النار فى اليمن، حتى أعلن الأمير من مقر قاعدة جوية تحمل اسم والده فى العاصمة السعودية الرياض، عن تشكيل تحالف إسلامى عسكرى لمحاربة الإرهاب، ينتقل بعدها مباشرة من نفس القاعدة الجوية إلى القاهرة فى خطوة لا تخفَى دلالاتها على مدى التعاون الوثيق بين البلدين فى هذا الصدد.

الأمير الشاب الذى حرص على الظهور وسط جنوده خلال قيادته لعملية «عاصفة الحزم»، هو واحد من أصغر وزراء الدفاع سناً فى العالم، وأصغر وزير دفاع منذ تأسيس المملكة عام 1932، ليس ذلك فقط، بل أصبح أقوى شخصية خليجية فى السلطة بحجم المناصب التى تولاها، كمنصب رئيس الديوان الملكى، والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، لفترة قصيرة بعد أن قضى نحو عام كرئيس لديوان ولى العهد ومستشاره الخاص، ثم أصبح النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء السعودى، بالإضافة لاحتفاظه بمنصبه الأساسى كولى ولى العهد ووزير الدفاع. «بن سلمان» الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحفيد الملك المؤسس، لم يكتف بدراسته القانون، فحصل على درجة الماجستير فى العلاقات الدولية، ربما يكون لهذه الدراسة تأثير على تكوين توجهاته السياسية التى تميل إلى إقامة التحالفات غير التقليدية، فالرجل قام بزيارة «تاريخية» إلى موسكو منذ شهور، رغم الخلافات بين البلدين وخاصة حول الأزمة السورية. لكنه يعلم أن أولويات الدول فى محاربة التنظيمات الإرهابية تختلف، فقد حرص على التأكيد أن التحالف الإسلامى لن يحارب «داعش» فقط، كما أن التحالف سوف ينسق مع «الشرعية» فى سوريا ومع «المجتمع الدولى»، فلم يشترط حجم وطبيعة مشاركة كل دولة فى التحالف، تاركاً الباب مفتوحاً حسب قدرة كل دولة، لضمان أكبر قدر ممكن من التوافق.