بروفايل: «عرفات».. المحرِّض على عبادة الحرية

كتب: محمد على زيدان

بروفايل: «عرفات».. المحرِّض على عبادة الحرية

بروفايل: «عرفات».. المحرِّض على عبادة الحرية

من رماد النكبة إلى جمر المقاومة قفز اسمه، كبطل تراجيدى أسطورى يراوده حلم الوصول، ظهر الشاب الصغير بردائه العسكرى الذى لم يخلعه قط طيلة سنوات عمره، وكوفيته الفلسطينية ذات اللونين الأبيض والأسود، مدفوعاً بفكرة النضال والتحدى خاض الشاب رحلته الطويلة، وما بين عامَى 1929 تاريخ ميلاده و2004 تاريخ وفاته سطر الشاب الذى لم يعُد شاباً تاريخه بحروف من نور ونار، يمتزجان بالدم والدموع، أو كما يحلو للبعض أن يطلقوا عليه: «فكرة محرضة على عبادة الوطن والحرية».

محمد عبدالرؤوف عرفات، الشهير بـ«ياسر عرفات»، وُلد فى «القدس» عام 1929، انتقل بعدها للقاهرة، حيث تعلم وتخرج فى جامعتها، وانضم فى شبابه للحركة الوطنية الفلسطينية، وناضل ضد النشاط الصهيونى، ومع إعلان إسرائيل دولتها العنصرية فى فلسطين عام 1948 اتخذ نضاله بُعداً جديداً، حيث انضم لكتائب مقاومة الاحتلال.

عمل «أبوعمار»، الاسم الحركى لـ«عرفات»، على تتويج النجاحات السياسية للثورة الفلسطينية فى 13 من نوفمبر 1974 حين ألقى خطابه التاريخى أمام الأمم المتحدة، قائلاً عبارته الشهيرة: «جئت حاملاً غصن الزيتون فى يد، وفى الأخرى بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدى». وبعد سنوات طويلة من النفى والإبعاد عاد «عرفات» للاستقرار فى وطنه عام 1994 فى أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو التى منحت للفلسطينيين الحكم الذاتى فى غزة وأريحا، وانتخب بعدها رئيساً للسلطة الوطنية فى 20 يناير 1996.

عاش «عرفات» عمره كله «أعزب»، ثم فاجأ العالم بزواجه من سهى الطويل عام 1990، وأنجب منها ابنته الوحيدة «زهوة»، وفى عام 2002 استطاع أن ينتزع احترام العالم أجمع بعد أن صمد فى وجه قوات الاحتلال التى حاصرته فى مقر إقامته بـ«رام الله» إبان انتفاضة الأقصى، خاصة بعد أن أطلق عبارته الشهيرة متحدياً: «يريدوننى أسيراً أو طريداً أو قتيلاً، وأنا أقول لا بل شهيداً شهيداً شهيداً».


مواضيع متعلقة