الانتخابات التشريعية.. طريق أردوغان لعودة صلاحياته المفقودة

كتب: محمد حسن عامر

الانتخابات التشريعية.. طريق أردوغان لعودة صلاحياته المفقودة

الانتخابات التشريعية.. طريق أردوغان لعودة صلاحياته المفقودة

لا يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الانتخابات البرلمانية في بلاده إلا من زاوية واحدة وهي أنها طريقه الأوحد لتحويل بلاده إلى نظام رئاسي يعيد إليه صلاحياته التي فقدها إسميا منذ مغادرته منصب رئاسة الوزراء، في الوقت الذي شيد فيه قصره الجديد الذي يعيد إلى الأذهان مظاهر خلافة العثمانيين.

ولم يخف "أردوغان" من ذلك فعقب العملية الإرهابية التي استهدفت تجمعا للأكراد في بلدة "سوروتش" في يوليو عقب الانتخابات الأولى، وراح ضحيتها نحو 33 قتيلا تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي، خرج الرئيس التركي وقال إنه "لو كان حزبًا سياسيا (في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية)، لتمكن من الحصول على 400 مقعد في البرلمان أو حصل على عدد كاف لتعديل الدستور، لكان الوضع مختلفا عما هو عليه الآن".

وهذا التصريح أثار المعارضة التركية، واعتبر حزب "الشعوب الديمقراطية" المناصر لحقوق الأكراد، أن الهجوم معاقبة من "أردوغان" للمواطنين بعد تصويتهم للحزب في انتخابات يونيو، وحصولهم على نسبة 13% من مقاعد البرلمان التي كانت السبب الرئيسي في فقدان حزب "العدالة والتنمية" الأغلبية، وساهمت كثيرا في تبخر حلم "أردوغان" بتوجيه تركيا نحو النظام الرئاسي.

من جهة أخرى، فإن النظام الرئاسي روج له بعض الكتاب الموالين للرئيس التركي وللحزب الحاكم باعتباره طريقا إلى دولة "الخلافة الإسلامية" وفقا لهم.

وفي تصريحات شهيرة للكاتب عبدالرحمن ديليباك، الكاتب الصحفي التركي بجريدة "يني عقد" الموالية للحكومة، في مؤتمر شارك فيه بكندا، قال إن "الرئيس رجب طيب أردوغان سيصبح خليفة للمسلمين في حال انتخابه رئيسا للدولة (وفق النظام الرئاسي)، والغرف في القصر الأبيض ستخصص لممثليات الخلافات".

وأضاف "ديليباك"، الذي أثار الجدل بتصريحاته، أن "الخلافة لم تلغ ولكن حدِد من مهامها"، قائلا: "لقد نص القانون على أن الخلافة دمجت في الشخصية الاعتبارية للجمهورية، وهذا يعني أن مهامها حددت، فالأوقاف الدينية، ورئاسة الشؤون الدينية وكلت بتنفيذ بعض الخدمات، فالقانون لم ينص على إلغاء الخلافة، فالخلافة الآن قد انتقلت إلى البرلمان، أي أن الحكومة تنفذ ما يجب القيام به وما تتطلبه الخلافة".

ويتابع الكاتب: "إذا انتقل أردوغان إلى النظام الرئاسي فمن المحتمل أنه سيعين مستشارين له في كل بلاد من بلاد الإسلام والمناطق المرتبطة بالخلافة، وسيفتتح مفوضيات للاتحاد الإسلامي في (بيش تبه وهو اسم منطقة قصر أردوغان)".

 

 

 


مواضيع متعلقة