محلل تركي: كل أطياف المعارضة توحدت لإسقاط ديكتاتورية "أردوغان" عبر الانتخابات

كتب: محمد حسن عامر

محلل تركي: كل أطياف المعارضة توحدت لإسقاط ديكتاتورية "أردوغان" عبر الانتخابات

محلل تركي: كل أطياف المعارضة توحدت لإسقاط ديكتاتورية "أردوغان" عبر الانتخابات

قال تورجوت كارا محمد أوغلو المحلل السياسي التركي، إنه من المحتمل أن يتكرر سيناريو انتخابات يونيو، ويعمل حزب العدالة والتنمية على إفشال تشكيل حكومة ائتلافية، فتذهب البلاد نحو انتخابات ثالثة.

وأضاف المحلل التركي لـ"الوطن": أن "هناك احتمال آخر أن يتدخل الجيش للضغط على الرئيس التركي وحزبه لتكوين حكومة جديدة، بعد وجود أكثر من دليل حول تورطه في أعمال العنف والفساد.. وإلى نص الحوار:

ـ كيف ينظر "أردوغان" إلى تلك الانتخابات؟ وماذا تمثل له؟

ـ أولا: أؤكد أن أردوغان خسر الشعب التركي حتى لو كسب الانتخابات بطريقته. إن انتخابات اليوم مصيرية للرئيس التركي وحزبه "العدالة والتنمية"، لأنه يخشى إذا خرج من السلطة تماما أن تكون هناك محاكمات حول قضايا الفساد التي تورط فيها، إلى جانب دعم أعمال العنف في البلاد. "أردوغان" في الرئاسة يفعل كل شيء بالمخالفة لتقاليد نظامنا البرلماني واستبد بكل شيء في الدولة.

ـ هل العمليات الأمنية على وسائل الإعلام المستقلة لها علاقة بالانتخابات؟

- بالطبع، ففي الوقت الذي تداهم فيها السلطات مقرات وسائل إعلام كبرى مثل "مجموعة إيباك"، وتغلق البث عن بعض الفضائيات المستقلة والمعارضة انشغل الشارع بما حدث لتلك المجموعة الإعلامية. "أردوغان" يلهي المواطنين بتلك العمليات في حين هو يجهز ويستعد للانتخابات.

ـ كيف انعكست تصرفات "أردوغان" على توجهات المواطنين في رأيك؟

- الشعب التركي كله موحد ضد تصرفات الرئيس، مجموعة "إيباك" قريبة من حركة "الخدمة" الإسلامية، التي يقودها المفكر الإسلامي محمد فتح الله كولن، حتى أولئك الذين لا يؤمنون بأفكار "كولن" والشيوعيون وغيرهم هم الآن يرون بأنه إذا توحدوا في السباق الانتخابي فإنهم قادرون على إسقاط الديكتاتور "أردوغان"، إنه من وحد المواطنين الأتراك ضده بمختلف توجهاتهم.

ـ ما النسبة التي يمكن أن يحققها حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات؟

- حزب "العدالة والتنمية" سيخسر الانتخابات في كل الأحوال ولن يحقق الأغلبية التي كان يتمتع بها من قبل. ربما لن يحقق في تلك الانتخابات نسبة 35%، وحتى لو حقق نسبة 41% التي حققها في انتخابات يونيو فإنه خاسر. وهنا سيكون عليه التفاوض لتكوين حكومة ائتلافية.

ـ هل من الممكن أن يتكرر ما حدث بعد انتخابات يونيو وتفشل مفاوضات تشكيل الحكومة؟

- ممكن جدا، إذا لم يحصل "أردوغان" على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة منفردة، فإن لرئيس الجمهورية مرة أخرى أن يدعو إلى انتخابات أخرى مبكرة خلال 6 أشهر، ويتكرر نفس السيناريو الذي حدث بعد انتخابات يونيو. ولكن هناك احتمال أخير أن يدخل الجيش على خط العملية السياسية ويدفع باتجاه تكوين الحكومة.

ـ هل تقصد أن هناك احتمال لوقوع انقلاب عسكري على "أردوغان"؟

- لن يكون هناك انقلابا عسكريا، ولكن الجيش سيتدخل للضغط على "أردوغان" من أجل إنجاز حكومة ائتلافية قوية وأن يلتزم الرئيس بالحدود الدستورية لمنصبه. الجيش لن يترك الأمور تتجه للتدهور أكثر من هذا، خاصة في ظل امتلاكه عدد من الأدلة التي تشير إلى تورط الرئيس التركي وحزبه في أعمال العنف وعلاقته بتنظيم "داعش" الإرهابي، إلى جانب الأدلة على عمليات الفساد.

ـ ماذا يعني الفشل في تشكيل حكومة عقب انتخابات 1 نوفمبر؟

- هذا يعني أن البلاد ستتجه أكثر إلى العنف والتفجيرات، مثل ما حدث عقب انتخابات يونيو، فمنذ فشل "العدالة والتنمية" في تلك الانتخابات، قتل نحو 450 من جنود ورجال أمن ومواطنين في أعمال عنف. والرئيس التركي بنفسه وحزبه هددا بأن مشكلات العنف ستستمر ما لم يحقق حزب ما الأغلبية البرلمانية ويكون حكومة منفردة، وهو هنا بالتأكيد يقصد حزبه. وهناك مواطنين يخشون التهديدات وربما يصوتون لـ"العدالة والتنمية".

ـ هل حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي قادر على عرقلة "العدالة والتنمية"؟

- نعم حزب "الشعوب" قادر على تحقيق نحو 12 أو 13% من أصوات الناخبين الأتراك وبالتالي فإنه ينتقص من حصة حزب "العدالة والتنمية". والنسبة التي حصل عليها في انتخابات يونيو كانت سببا مباشرا في فقدان العدالة والتنمية أغلبيته. خاصة أن حزب "الشعوب" أدان كل أعمال العنف، كما أنه رفض كل ما له صلة بالزعيم الانفصالي الكردي عبدالله أوجلان.

ـ لماذا اختفت مواقف "أردوغان" من مصر والإخوان قليلا في الدعاية الانتخابية لحزبه هذه المرة؟

- "أردوغان" نسى الإخوان، هو الآن يفكر في حزبه والانتخابات وفي مصيره إذا لم يحقق الأغلبية. والإخوان بصفة عامة خسروا عندما اعتمدوا على "أردوغان" فقط، وخسروا شعبهم.


مواضيع متعلقة