رفعت رشاد يكتب: ظواهر رمضانية

رفعت رشاد يكتب: ظواهر رمضانية
بعدما وضع شهر رمضان أوزاره وقارب على الرحيل , بدأ الناس يفكرون ويعدون لاستقبال العيد . ازدحمت الشوارع نهارا وليلا , لا فرق . القاهرة في كل مناطقها وجميع شوارعها مليئة بالبشر , الكل يسير في اتجاه لقضاء مصلحة , إما للزيارات أو للشراء . أمام البنوك طالت الطوابير في انتظار صرف المرتبات أو إيداع مبالغ لصالح المستشفيات والمراكز الطبية تسديدا للزكاة , وتصادف أن جاء العيد مع نهاية الشهر فوقف الناس لصرف مرتباتهم وفي نفس الوقت للتبرع بالزكاة .
ملايين الناس خرجوا قبل العيد بأيام وانتشروا في شوارع وسط القاهرة , في العتبة ووكالة البلح وفي مناطق وأحياء القاهرة المنتشرة وفي أسواقها التي تبيع بأسعار أقل من المحلات . كل يبحث عن ملابس لأبنائه ولزوجه وربما لأقاربه .
ورغم أن القاهرة مدينة لا تغلق أبوابها ولا تنام حتى في أيام الأعياد أو الأجازات , إلا أن الناس يحتاطون فيخزنوا الطعام واحتياجات المطبخ تحسبا لإغلاق محلات البقالة أو المخابز . وتعد الأسر لنزهات في العيد كالذهاب إلى الحدائق او السفر إلى مناطق قريبة . ومن يملك سكنا في الساحل الشمالي او في العين السخنة يفضل مغادرة القاهرة لقضاء أيام العيد هناك , للاستجمام والاسترخاء في هدوء بعيدا عن العاصمة والضوضاء العالية .
من الظواهر الإيجابية , التكاتف المجتمعي الذي تمثل في موائد الرحمن في شهر رمضان والذي صار سمة خيرية في الشهر الكريم , وكذلك قيام المؤسسات الخيرية بإعداد ملايين الكراتين المعبأة بالطعام وتوزيعها على الجيران أو الأقارب او المعارف , كل حسب احتياجاته , وربما يندر ان تجد في رمضان جائعا خاصة في وقت الإفطار , بل إن الكثيرين يقفون في الشوارع وعلى الكباري لتقديم البلح والمشروبات الرمضانية لقادة السيارات وقت الإفطار .
لا يقتصر الأمر على ذلك , بل إن كثيرا من ميسوري الحال يحرصون على مشاركة آخرين ملابسهم وعدد كبير من هؤلاء يحرص على أن تكون تلك الملابس جديدة وغير مستعملة من قبل .
هذه الظواهر وغيرها تليق بشهر رمضان الكريم أي شهر الكرم وتليق بمحبي العطاء وتقديم المساعدة لمن يحتاجها في ظروف تتطلب التكاتف والتعاون لتخفيف متاعب الحياة .