بروفايل: الملك سلمان.. المصاب الأليم

كتب: عبدالعزيز الشرفى

بروفايل: الملك سلمان.. المصاب الأليم

بروفايل: الملك سلمان.. المصاب الأليم

واثق من نفسه، يتحرك بخطى ثابتة هنا وهناك، فهو الرجل الذى لعب دوراً بارزاً فى الحرب على الإرهاب فى إطار التحالف الدولى لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى باعتباره قائداً للجيش السعودى ووزيراً سابقاً للدفاع، ومن بعدها فاجأ العالم بإطلاق حربه فى اليمن بقيادة تحالف يضم 10 دول عربية على الأقل للمرة الأولى تقريباً، وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، باعتباره أمين سر الأسرة ورئيس مجلسها ومستشاراً شخصياً لملوك المملكة سابقاً قبل أن يصعد هو إلى منصب الملك أو كما يحلو للسعوديين أن يسموه «خادم الحرمين الشريفين».

وجد العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذى لم يكمل عامه الأول فى منصبه بعد، نفسه مضطراً إلى تقديم العزاء فيما يزيد على 100 قتيل ضحية سقوط الرافعة فى الحرم المكى، فى واقعة هى الأولى التى تسفر عن سقوط هذا العدد الكبير فى موسم الحج هذا العام. لكنه رغم ذلك، خرج متماسكاً ليؤكد أنه لا تغيير فى مراسم الحج لهذا العام حتى بالرغم من الحادث الأليم، معلناً فى الوقت ذاته عن أن تحقيقاً فى الأمر سيجرى لمعرفة المتسبب فى الحادث. العاهل السعودى الذى يحظى بلقب «السديرى»، وهو الاسم الذى يطلق على الأبناء السبعة لزوجة الملك المؤسس حصة بنت أحمد السديرى، هو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ولد عام 1935 بالمملكة العربية السعودية، وقد تلقى تعليمه فى الرياض وختم القرآن كاملاً فى سن العاشرة، وتدرج فى المناصب القيادية فى مملكته إلى أن بات مستشاراً خاصاً لعدد من أشقائه الذين تولوا الحكم سابقاً، حتى وصل هو أخيراً إلى سدة الحكم بإعلان وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

«حكيم الأسرة».. هكذا يطلق المحللون والمراقبون عليه؛ فهو رئيس «مجلس العائلة» الذى استطاع التوفيق بين أشقائه لحل خلافاتهم. وتجمع الأوساط السعودية على أن «سلمان» يعتبر «حكماً ومرجعاً» فى العلاقات بين أشقائه السبعة من والدته «حصة». وعلى مستوى العمل السياسى هو «مؤسس الرياض الحديثة»، حيث ينسب إليه الفضل فى كل ما وصلت إليه مدينة الرياض من تطور خلال فترة ولايته كأمير عليها، قبل أن يتدرج فى المناصب ويتولى منصب ولى العهد خلفاً لشقيقه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز فى عام 2012. على مدار نصف قرن تقريباً، تنقل العاهل السعودى بين المناصب فى بلاده بشكل دفعه إلى اكتساب خبرة يحسده عليها كل من تعامل معه، بينما حالة الترقب والتركيز تتسلط عليه داخلياً وخارجياً، لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور فى ظل سياساته الجديدة التى اتبعها.


مواضيع متعلقة