بروفايل| «سالمان» «يضحى» بالجنيه

كتب: محمود الجمل

بروفايل|  «سالمان»  «يضحى» بالجنيه

بروفايل| «سالمان» «يضحى» بالجنيه

من أعلى المنصة فى القاعة الرئيسية بأحد فنادق القاهرة صوّب أشرف سالمان، وزير الاستثمار، كلمات قليلة مرقت كالسهم النارى للجنيه المصرى المريض، فأصابته بالدوار وأغضبت محافظ البنك المركزى، هشام رامز، وأربكت أسواق الصرف.

ففى صباح يوم الاثنين الماضى وأثناء كلمته فى مؤتمر «اليورو منى»، الذى عقد فى القاهرة على مدار يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين، قال «سالمان» بجرأته المعهودة إن تخفيض الجنيه المصرى لم يعد اختيارياً، فإما التضحية بالجنيه أو الاحتياطى النقدى، ورغم أن «سالمان»، 46 عاماً، لم يفصح إلا عن حقيقة مرة يعرفها القاصى والدانى ويتوقعها الجميع، فإن الإفصاح عنها على هذا النحو، ولأول مرة من وزير، أربك سوق الصرف ونشّط السوق السوداء للدولار ليسجل 8 جنيهات و5 قروش مقابل 7.83 جنيه فى السوق الرسمية، وأعطت هذه التصريحات سبباً إضافياً لارتباك البورصة التى سجلت على أثر هذه التصريحات خسارة نحو 9 مليارات جنيه، ولم تفلح محاولة «سالمان» التراجع بشكل دبلوماسى عن تصريحاته فى اليوم التالى حينما قال: «إن البنك المركزى المصرى هو الذى يحدد السياسة النقدية فى مصر ويتمتع باستقلالية تامة ويتميز بالاحترافية ولديه من الأدوات والخبرات والإمكانات التى مكنته من تخطى العديد من المراحل الدقيقة التى مرت بها مصر»، إذ يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لنزع فتيل الأزمة وتهدئة هشام رامز، محافظ البنك المركزى، الذى غضب واعتبر تصريحات «سالمان» تدخلاً فى شئون السياسة النقدية وسعر الصرف، ما اضطر رئاسة مجلس الوزراء إلى إصدار بيان صحفى فى وقت متأخر من مساء الاثنين، أكدت فيه أن الحكومة لا تتدخل على الإطلاق فى السياسة النقدية.

الوزير الشاب، المتخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة شعبة محاسبة عام 1990، والحاصل على شهادة الماجستير فى إدارة الأعمال عام 1993 والخبير فى إدارة صناديق الاستثمار.

وجاء قرار تعيينه وزيراً بعدما تم فصل الاستثمار عن التجارة والصناعة، أثار أزمة كان فى غنى عنها.. ووقع فى فخ التصريحات «غير المسئولة»، والتى جرّت كثيراً من المتاعب على كثير من المسئولين قبله، لكن ربما يشفع له أنه من الوزراء القلائل الذين يتمتعون بالكفاءة فى حكومة «محلب»، ما قد يمنحه فرصة أخرى فى التعديل الوزارى المرتقب.

 


مواضيع متعلقة