في ذكرى ميلاد جيفارا.. سر حب عبدالناصر له وسبب خلافهما؟

كتب: إلهام الكردوسي

في ذكرى ميلاد جيفارا.. سر حب عبدالناصر له وسبب خلافهما؟

في ذكرى ميلاد جيفارا.. سر حب عبدالناصر له وسبب خلافهما؟

يوافق اليوم الذكرى الـ95 على ميلاد الثائر تشي جيفارا، رمز الثورة والحريات في الثقافات الشعبية على مستوى العالم، ويتم تداول صوره إلى الآن حول العالم، والذي زار مصر عدة مرات، وزار القاهرة لأول مرة في يونيو 1959، وقضى 15 يوما لدراسة تجربة الإصلاح الزراعي في مصر عقب قيام حركة كاسترو في بلاده.

ويروي الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، كواليس زيارة جيفارا إلى القاهرة، ولقائه مع الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر ضمن صفحات كتابه «عبدالناصر والعالم»، قائلا إنّ أول لقاء لعبدالناصر مع جيفارا كان في القاهرة، وتأثر موقف عبدالناصر من حركة كاسترو في كوبا.

وتابع «هيكل»: «في هذا اللقاء الأول روى تشي لعبدالناصر إنّه عندما كان كاسترو يجابه المصاعب والنكسات، وهو يقود حرب العصابات في قمم التلال الكوبية في 1956، كان يستمد كثيرا من الشجاعة من الطريقة التي صمدت بها مصر للعدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي، وقال إنّ عبدالناصر كان مصدر قوة روحية وأدبية لرجاله».

وعن نتائج الزيارة، قال هيكل إنّها لم تتمخض عن شيء يذكر، إذ اختلف الاثنان عبدالناصر وجيفارا فيما يخص وجهة نظر كل منهما حول تجربة الإصلاح الزراعي: «كان الرئيس عبدالناصر حتى ذلك الوقت لا يولي الكوبيين وسياستهم الكثير من الاهتمام».

كواليس زيارة جيفارة الثانية للقاهرة

واستعرض هيكل مظاهر التقارب بين الرئيس عبدالناصر والكوبيين والمتمثل في لقاء ناصر مع كاسترو وغيره من زعماء كوبا، وذلك قبل اللقاء الثاني مع جيفارا، قائلا: «عاد جيفارا إلى القاهرة في فبراير 1965، ومكث في المنطقة العربية إلى مارس، في ذلك الحين كان عبدالناصر قد نبذ شكوكه الأولية في الكوبيين وأخذ يعجب بهم، استقبل عبدالناصر جيفارا في اليوم الثاني من زيارته، وشعر على الفور بأنّ جيفارا يعاني من الحزن وضيق شخصي وكرب عميق، وحاول عبدالناصر حثه على الكلام، لكن جيفارا ظل منطويا على نفسه».

طالت المناقشات بين الزعيمين المصري والكوبي، ولم تفضي إلى اتفاق، حسب ما رصده هيكل في كتابه، خاصة بشأن رغبة جيفارا في التوجه إلى أفريقيا لمساندة الثوار في عدد من المناطق الأفريقية الساخنة بالقلاقل.

وتابع هيكل: «كان عبدالناصر يحب جيفارا، وكان يشعر بميل عاطفي خاص نحو هذا الزعيم الكوبي»، وألمح هيكل إلى عدد من الزيارات التي صحب عبدالناصر خلال جيفارا من بينها أحد المصانع خارج القاهرة والسد العالي بأسوان: «أعجب كل الإعجاب بما شاهده».

وفاة جيفارا

ويشير هيكل إلى اختلاف وجهتي نظر عبدالناصر وجيفارا حول مفهوم الثورة، إذ رأى الزعيم المصري أنّها مجرد مرحلة لابد أن تكون متبوعة بالبناء والتعمير وإنشاء المصانع، في حين كان جيفارا يريد أن يواجه الموت ليس في بلده وحدها ولكن في أي مكان في العالم، وينطلق جيفارا إلى بوليفيا لمواجهة الموت هناك ويرحل في 9 أكتوبر 1967.


مواضيع متعلقة