"برقاش" في حياة هيكل.. داخلها جلس ناصر ومشى جيفارا وسارت أم كلثوم

"برقاش" في حياة هيكل.. داخلها جلس ناصر ومشى جيفارا وسارت أم كلثوم
- هيكل
- جيفارا
- عبدالناصر
- أم كلثوم
- الإخوان
- السادات
- مبارك
- هيكل
- جيفارا
- عبدالناصر
- أم كلثوم
- الإخوان
- السادات
- مبارك
هنا جلس عبدالناصر، وفي هذا الركن نام جيفارا، وبهذه الحديقة سارت أم كلثوم، وهناك تحدثت إلى الفريق عبدالمنعم رياض، شخصيات متنوعة الثقافات جمعتهم فيلا الأستاذ محمد حسنين هيكل في "برقاش"، وهي إحدى القرى التابعة لمركز إمبابة في محافظة الجيزة، وكانت ذات مكانة خاصة في وجدان وحياة هيكل، حتى أنه صنع ركنًا خاصًا فيها يضم 13 ألف زهر أهداه إلى زوجته "هدايت" تكريمًا وامتنانا لها، ذلك المكان الذي احترق مرتين في حياة هيكل.
طريق يصل مباشرة من مكتبه لبرقاش على النيل، كان يُسهل وصول هيكل إلى ذلك المكان الخاص به، حتى احترق في المرة الأولى، حسب تعبير الكاتب يوسف القعيد، حينما ظهرت المباني وصعّبت الطريق إما المرور من ناحية القناطر الخيرية أو الذهاب عن طريق القرية الذكية بالجيزة، والمرة الثانية حينما أشعل عناصر من جماعة الإخوان النار فيها يوم فض اعتصام رابعة عام 2013.
نحو 6 مكتبات كان يملكها هيكل، إلا أن الأهم لديه كانت مكتبة "برقاش" فكان مخصصًا جدارًا بها للوحات نادرة ومنها لوحات وقّع عليها نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر، بنفسه، وكانت تشمل نسخ كاملة من أجزاء كتاب "وصف مصر"، ويوميات جمال عبدالناصر في حرب فلسطين عام 1948، وعلى غلافها بقعة من دمه، ومراسلات الزعيم مصطفى كامل إلى السلطان العثماني والخديو عباس حلمي، وغيرها، كما ذكر الكاتب عبدالله السناوي في مقال له عن هذه المكتبة.
"ظلال تاريخ"، التعبير الذي أطلقه هيكل على مكتبته بـ"قرية الجمال"، فكانت قبلة للزعماء "كل ركن فيه ظل تاريخ، المكان قعد فيه ناصر والسادات، مشي فيه مونتجمري، وكل من جاء مصر في ذلك الوقت وكنت بعرفهم ودتهم هناك، عرفات وجيفارا، أم كلثوم، عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، عبدالمنعم رياض"، فاستحق المكان رثاء هيكل له بالشعر، وإن خجل الحديث عنه "أتكسف أتكلم في موضوع برقاش ومصر موجوعة في حاجات تانية"، كما قالت الإعلامية منى الشاذلي إن تلك الكلمات جاءت على لسانه.
بسبب "برقاش" غضب الرئيس الأسبق حسني مبارك من هيكل، في واقعة سردها الأديب يوسف القعيد، والذي كان مقربًا من الأستاذ، أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، جاء إلى مصر وخرج من المطار مباشرة متجهًا بسيارته إلى برقاش، وقضى اليوم كاملًا بصحبة هيكل، ليقول القعيد إنه كان من المتبع في هذه الأمور أن يتم الاتصال بالرئاسة لإخبارها بوجوده "ولما الليل جه ملقوش سرير على قده راح فندق الفور سيزون اللي بيطل على حديقة الحيوان"، وسبب ذلك أزمة قطرية مصرية "وحسست مبارك إن مصر فيها رئيسين".