حديقة «الزهرية».. 154 عاما من احتضان النباتات النادرة على 8 أفدنة بالزمالك

حديقة «الزهرية».. 154 عاما من احتضان النباتات النادرة على 8 أفدنة بالزمالك
- "الزهراوية"
- النباتات النادرة
- الزمالك
- الخديو إسماعيل
- "الزهراوية"
- النباتات النادرة
- الزمالك
- الخديو إسماعيل
بأمر من الخديو إسماعيل تم إنشاء «حديقة الزهرية» سنة 1868 على الجزء الجنوبى من حدائق قصره المنشأ فى جزيرة الزمالك، بهدف إكثار وأقلمة النباتات، ولا سيما المستوردة والنادرة منها، لتصبح اليوم واحدة من أهم الحدائق التاريخية المتبقية حتى الآن، وهو ما دفع الدولة لضمها لقائمة المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز. واليوم، بعد استضافة مصر قمة المناخ والتوصيات الصادرة عنه بالاعتناء بالحدائق والمسطحات الخضراء، تنتظر الحديقة دخولها ضمن خطط تطوير الحدائق التى تنفذها الحكومة على مستوى الجمهورية.
وحسب ما تحكى الدكتورة إحسان الديب، مديرة الحديقة، فقد عهد الخديو إلى مسيو دوشان والمسيو جابى مع المسيو دلشفاليرى، مدير الأعمال الزراعية بالقصر المصرى آنذاك، بإنشاء حديقة لإكثار وأقلمة النباتات، حيث زرعت النباتات المستوردة، سواء كانت نباتات زينة أو فاكهة، وغُرست بها مجموعة جميلة من الأشجار والشجيرات للزينة منها شجرة التين البنغالى، وهى موجودة حالياً فى وسط الطريق الذى يشق حديقة الزهرية مؤدياً إلى برج القاهرة.
أُنشئت بأمر من الخديوي إسماعيل وتم ضمها لقائمة المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز
بلغت مساحة الحديقة وقت إنشائها تسعة وأربعين فداناً، ثم أنشئ بها عام 1871 المشتل وروضة الزهور، وخُصصت بها أماكن لتربية النباتات تم نشرها فى شتى الحدائق. وأقيمت بها الصوب الزجاجية المدفأة لإكثار النباتات وصوب خشبية أخرى للإكثار.
وفى كتابه حدائق القاهرة ومتنزهاتها عام 1924، ذكر «ديشفاليرى» أن هذه الحديقة اشتملت على ما يزيد على مليونى نبات. وقد سُميت حديقة الزهرية بهذا الاسم لإنشائها بموقع مشتل الزهور التى كانت تُستعمل لتنسيق الزهريات وتجميل الحجرات وموائد القصر.
وقد زُرع بأرض الحديقة أول أصناف زهور الأراولة التى دخلت مصر عام 1914 على يد مسيو روبرت كريج، وقد أقيم لها أول معرض فى فندق سميراميس عام 1915، حيث افتتحه السلطان حسين كامل.
لكن رغم ما احتوته الحديقة من نباتات نادرة فإن حظها العثر أدى إلى أن تم اقتطاع أجزاء منها على مراحل، من جانب نادى الشباب، ومعهد التربية الرياضية، ومدرجات النادى الأهلى، وكانت آخر المساحات المقتطعة تلك التى أقيم عليها برج القاهرة عام 1964.
مساحتها الآن 8 أفدنة مقسمة إلى أقسام مخصصة لزراعة الحوليات المزهرة
وتبلغ مساحة الحديقة الآن 8 أفدنة مقسمة إلى أقسام مخصصة لزراعة الحوليات المزهرة، بالإضافة إلى مشتل الأشجار، ومشتل الحوليات ونباتات التربية الخاصة، والصوب الزجاجية، وصوبة النخيل. وتُعتبر هذه الصوب من المنشآت الأثرية ذات التنسيق الجميل. وتحتوى على شعب مرجانية فريدة ومجرى مائى.
وفى عام 2020 بدأت الإدارة الحالية للحديقة خطة لتطويرها، وإزالة المخلفات التى كانت تراكمت بها وإعادتها لرونقها، وذلك بالتزامن مع القرار الوزارى الذى صدر من وزير الإسكان ونُشر فى جريدة الوقائع المصرية بتاريخ 24 أكتوبر 2020، باعتبارها من «المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المميز».