«الوطن» ترصد كواليس منع حملة حى العجوزة لإزالة مخالفات سور «الزمالك النهرى»

كتب: طارق صبرى

«الوطن» ترصد كواليس منع حملة حى العجوزة لإزالة مخالفات سور «الزمالك النهرى»

«الوطن» ترصد كواليس منع حملة حى العجوزة لإزالة مخالفات سور «الزمالك النهرى»

فى ساعة مبكرة من صباح أمس الأول، رفع حى العجوزة، برئاسة اللواء جمال الشبكشى، رئيس الحى، درجة الاستعداد القصوى لإطلاق حملة مكبرة، بالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة وشرطة المرافق لإزالة مخالفات المرسى النهرى لنادى الزمالك على كورنيش النيل، المتمثلة فى إقامة ١٩ عموداً خرسانياً بارتفاع ٥ أمتار، يتخللها سور بالطوب الحرارى بطول ٦٠ متراً على الكورنيش، مما يتسبب فى حجب رؤية النيل، بالمخالفة للقانون، قبل أن يوقف مرتضى منصور حملة الإزالات استغلالاً لنفوذه البرلمانى للمرة الثانية فى أقل من أسبوع. ووفقاً لما ينص عليه قانون البناء على نهر النيل، فإن أى سور يقام على طرح النهر لا يتعدى ارتفاعه من ٩٠ إلى ١١٠ سنتيمترات بحيث لا يحجب رؤية النيل. مصدر بارز بحى العجوزة روى لـ«الوطن» ما حدث داخل الحى، صبيحة أمس الأول الخميس، حيث وُجد اللواء علاء هراس، نائب المحافظ، واللواء جمال الشبكشى، رئيس حى العجوزة، وعدد من القيادات الأمنية وشرطة المرافق.

ويروى المصدر قائلاً: «فى التاسعة والنصف صباح الخميس الماضى تلقى رئيس حى العجوزة مكالمة من إحدى قيادات المحافظة، كان مفادها أن الحملة جاهزة لإزالة المخالفات، وفى انتظار تحديد موعد الانطلاق، قبل أن يبلغ أحد موظفى الحى اللواء الشبكشى بأن رئيس الزمالك يرتب لشىء غريب ومريب منذ الصباح الباكر، حيث لأول مرة يتم وضع أوتوبيسات رحلات وسيارات ملاكى يصل عددها 10 سيارات ملاصقة لرصيف النادى النهرى للزمالك، وتوازى عرض سور النادى، بحيث تمنع أى معدات تابعة للحى من الوصول لسور النادى، وإعاقتها عن عملية الإزالة، علاوة على ظهور أفراد من أمن النادى يقفون بطول سور النادى على استعداد لمواجهة حملة الإزالة.

المصدر واصل حديثه لـ«الوطن»، نقلاً عن رئيس الحى الذى شدد على أنه لا تراجع عن تنفيذ القانون، مبدياً اندهاشه من قيام مسئول ورجل قانون وعضو مجلس نواب بانتهاك القانون، ومحاولة لىّ ذراع الدولة تحت مبررات ومزاعم وهمية.

{long_qoute_1}

بحسب المصدر، فإن حملة الإزالات كان من المفترض أن تنطلق فى الساعة 12 من ظهر الخميس، قبل أن يبلغ اللواء علاء الهارس، نائب المحافظ، رئيس حى العجوزة، بتوقف حملة الإزالة، نظراً لقيام رئيس الزمالك باستغلال نفوذه والتوجه لمجلس الوزراء وإجرائه اتصالات بمجلس النواب، ما أدى لتوقف الإزالة وتحديد موعد اجتماع بينه وبين اللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، لبحث الأمر، قبل أن يبلغ الحى رسمياً فى الخامسة من مساء أمس بتأجيل الحملة لوقت لاحق.

بينما أوقفت حملة الإزالات، كان رئيس الزمالك يواصل تعلية سور النادى، حيث قام بزيادة طول السور لـ5 أمتار أخرى، ضارباً بالقانون عرض الحائط، فى ظل توقف حملة الإزالات لأجل غير مسمى. وقال مصدر بمحافظة الجيزة إن لقاء جمع بين اللواء كمال الدالى، محافظ الجيزة، ورئيس نادى الزمالك مساء الخميس الماضى بمقر ديوان عام المحافظة، وإن «الدالى» أكد أن المحافظة مع سيادة القانون على الجميع دون استثناء، حيث تعهد رئيس نادى الزمالك بإزالة مخالفة سور النادى النهرى بمعرفته قبل مساء الغد.

وأشار المصدر إلى أن قرار الإزالة ما زال سارياً وسيتم تنفيذه اليوم حال عدم وفاء رئيس الزمالك بتعهده.

وقال اللواء جمال الشبكشى، رئيس حى العجوزة لـ«الوطن»: تم إنذار نادى الزمالك بمخالفاته، وكورنيش النيل منفعة عامة ومن ضمن شروط التخطيط العمرانى عدم حجب رؤية النيل.

وأضاف «الشبكشى»: فى شهر نوفمبر الماضى تقدم رئيس نادى الزمالك بطلب لترميم سور النادى النهرى ووافقنا على رخصة الترميم، بحيث يكون السور عبارة عن ارتفاع ٩٠ سم حديد مفرغ كاشف للرؤية، وفوجئنا يوم الأربعاء الماضى بقيام مدير النادى بتكسير السور كله وبدأ فى زراعة ١٩ عموداً خرسانياً، ما اضطر أجهزة الحى إلى التحرك للتصدى للمخالفة وإزالتها على الفور، وتم إبلاغ اللواء كمال الدالى، محافظ الجيزة، بكل التطورات والحصول على موافقته، مؤكداً أن المحافظ يوصى دائماً بضرورة سيادة القانون على الجميع دون استثناءات.

وتابع الشبكشى: فى اليوم التالى كرر نادى الزمالك نفس المخالفة وأجهزة الحى توجهت إلى الموقع، وتم فك الشدات الخشبية، ودارت مشادة كلامية بين رئيس نادى الزمالك ومحمد سليمان، نائب رئيس حى العجوزة، إلى أن تعهد رئيس نادى الزمالك بعدم تكرار المخالفة والامتثال للقانون وتعليمات الحى فى بناء السور الخارجى للنادى، مضيفاً أن رئيس الزمالك قال بلسانه: «لو تمت المخالفة مرة أخرى من حقكم تنفيذ الإزالة»، وعلى أثر هذا الكلام انصرف الحى من المكان يوم الخميس قبل الماضى، وبعد انصراف أجهزة الحى بساعات قليلة، عاد رئيس الزمالك وأحضر عمالاً ومعدات ومواد بناء وأصر على إقامة الأعمدة الخرسانية وبناء سور يصل ارتفاعه إلى 5 أمتار ليحجب رؤية النيل، فى تحدّ واضح لدولة القانون.


مواضيع متعلقة