وصلنى تعليق وردٌّ على مقال الأسبوع الماضى من نقابة المهن التمثيلية حول ما أثرته فى المقال السالف ذكره عن قرار النقابة بوقف التصاريح ومنع مزاولة المهنة للنجم الشاب الذى ضرب بقوانين ولوائح وأخلاقيات المهنة عرض الحائط ولعبت خمر النجومية برأسه صغير الحجم فتعاقد مع إحدى الشركات على بطولة مسلسل لرمضان عام 2015 وأخذ منها عربوناً بالملايين، ثم تعاقد مع شركة أخرى على مسلسل لرمضان 2015 أيضاً، ولهف منها العربون بالملايين. وبالطبع، الشركة الأولى تعاقدت مع مؤلف ومخرج و«كاست» من الفنانين والفنيين، والشركة الأخرى فعلت مثل ما فعلته الأولى، وأنفقت كل شركة ملايين عديدة للتحضير لدخول المسلسل، حتى تكشّف لكلتا الشركتين أنهما وقعتا فريسة جريمة لم يسبق حدوثها «جريمة نصب»، فلجأت الشركتان لنقابة المهن التمثيلية فى صراع محموم على أيهما أحق بصناعة مسلسل لصاحبنا نجم الـ3 ورقات، خاصة أن كلتا الشركتين قد تعاقدت مع المحطات الفضائية على مسلسل صاحبنا نجم الـ3 ورقات، وكل شركة منهما يقع عليها بند شروط جزائية بعشرات الملايين إن لم تقدم مسلسلها لتلك المحطات لعرضه فى رمضان. وطبعاً صاحبنا نجم الـ3 ورقات لهف من الشركة الأولى مليوناً و600 ألف جنيه عربوناً، ومن الثانية مليوناً و800 ألف عربوناً، والتزم الاستعباط والاستهطال وهو يرى الشركتين تتصارعان على أحقية إحداهما، بأن تتشرف بإنتاج مسلسله لعام 2015. وقد حسمت نقابة المهن التمثيلية مهزلة صاحبنا نجم الـ3 ورقات وصراع الشركتين عليه بأن أصدرت قراراً من مجلس إدارتها بإيقاف إعطاء نجم الـ3 ورقات تصاريح عمل «حيث إنه ليس عضواً بالنقابة ويعمل بتصاريح عمل مؤقتة»، حتى يتم حسم خلاف الشركتين ودياً وتصالحاً أو بأحكام قضائية.
وذكرت فى مقالى الأسبوع الماضى أن صاحبنا نجم الـ3 ورقات يصمم فى جلساته الخاصة على أنه سيضرب بقرار النقابة عرض الحائط، وأنه سيمثل كما يشاء وكيفما يشاء رغماً عن النقابة وأنف قرار النقابة، ويؤكد أن علاقاته ستجبر النقابة (كما يؤكد) على إرسال التصاريح له حتى باب فيلته «ديليفرى»، وقد خاطبتُ النقابة فى مقالى السابق بأنه سيكون مستنَكراً للغاية ومذهلاً للغاية وموهناً للنقابة للغاية أن يعطوه التصاريح خرقاً لقرار النقابة تحت أى ضغوط أو استعباط أو مسكنة أو استهطال منه، لأن ساعتها لن تحترم أى شركة أو جهة توقيع أعضاء النقابة أو حمَلة تصاريحها لأية عقود، وساعتها ستكون إرادة النجم (الذى هو بالتأكيد على باطل) قد انتصرت، وإرادة النقابة قد اندحرت واتفرمت تحت قدميه. وجاءنى بعد نشر مقالى الأسبوع الماضى رد نقابة المهن التمثيلية الذى نصه:
«السيد الأستاذ محسن الجلاد.. تحية طيبة وبعد.. بناء على المقال الذى نشرتموه سيادتكم فى جريدة «الوطن» بتاريخ 17/11/2014 نحيط سيادتكم علماً بأن المجلس يربأ بنفسه عن الدخول فى صراعات شخصية أو ملاسنات كلامية أو أى شكل من أشكال الخلافات مع العاملين فى مجال المهنة، وأن دور النقابة الأساسى هو الحفاظ على تقاليد وأخلاق المهنة وحماية العاملين بها، وهذا هو الإرث العظيم الذى ورثناه من أجيال الرواد الذين سبقونا... ولذا تكون مهمتنا الأساسية هى تفعيل القانون وتطبيقه على الجميع سواسية بغض النظر عن وضعه الفنى ونجوميته، وأننا سنظل أوفياء لهذه المهنة محافظين على أخلاقها... أما فيما يخص الواقعة التى ذكرتموها فإن النقابة قد اتخذت قرارها وفقاً للقانون دون الحاجة إلى تنبيه أو لفت نظر، ودون النظر إلى وضع وقيمة من ارتكب الخطأ... والنقابة لا تتعامل بمنطق «قيل فى جلسة خاصة»، ولكنها تتعامل بموجب مستندات وأوراق رسمية، ولديها من الآليات ما يجعلها قادرة على تنفيذ قراراتها المتوافقة مع صحيح القانون. وطوال تاريخ النقابة الممتد لم يحدث أن ضرب أى من أعضائها عرض الحائط بقراراتها، ولذا لم تستخدم النقابة الآليات المتاحة لها والتى تصل إلى حد التحويل للنيابة العامة ومصادرة معدات التصوير والمصنف الفنى ذاته إذا ما حدث اختراق لقراراتها، حرصاً على فنانيها والمهنة التى تمثلها.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير».
وأعتقد أن رد نقابة المهن التمثيلية واضح وحاسم وصارم، خاصة وهى تؤكد أنها اتخذت قرارها بالنسبة لإيقاف تصاريح نجم الـ3 ورقات بموجب مستندات وأوراق رسمية، ووفقاً للقانون، وأن النقابة لديها من الآليات ما يجعلها قادرة على تنفيذ قراراتها التى تصل إلى حد الضبطية القضائية (فى حالة ممارسة صاحبنا نجم الـ3 ورقات التمثيل دون الحصول على التصريح اللازم من النقابة)، وتصل هذه الآليات المتاحة للنقابة إلى حد التحويل للنيابة ومصادرة معدات التصوير والمصنف الفنى ذاته. إذن النقابة قامت بدورها حفاظاً على كرامة المهنة وأوقفت إعطاء صاحبنا نجم الـ3 ورقات التصاريح، وأخطرت بذلك الشركات بخطابات رسمية. إذن فالشركة التى تغامر وتقوم بتصوير مسلسل أو فيلم من إنتاجها يمثل فيه نجم الـ3 ورقات الموقوف ولو مشهداً واحداً تضع نفسها فى صدام قانونى مع النقابة ومع قوانينها المعتمدة دستورياً وتجعل النقابة مجبرة على تفعيل آلياتها القانونية بأن تنزل لموقع التصوير مأمورية ضبطية قضائية لوقف التصوير ومصادرة معدات التصوير وما تم تصويره على شرائط وتحويل نجم الـ3 ورقات والشركة المنتجة للنيابة العامة.
أما تعليقاً على ما وصل إليه نجم الـ3 ورقات من غرور متناه وكم الجهل والغباء الفطرى المسيطر عليه، فلا أملك إلا أن أقول: «رب إنى أعوذ بك من أصحاب البطون الخاوية عندما تعطيهم اختباراً لنا ولهم بلا حدود فيشبعوا وتصيبهم التخمة.. وكذلك أعوذ بك من سكان العشش والكفور عندما تعطيهم فيصبحوا فجأة من أصحاب الفيلل والقصور.. وأعوذ بك كذلك من هؤلاء الذين كانوا يتلطعون على أبواب المكاتب طلباً لدور صغير فى فيلم أو مسلسل بأجر لا يتعدى خمسمائة جنيه فأصبحوا بقدرتك بين عشية وضحاها نجوماً أجورهم بالملايين وأصبح لديهم مكاتب فى المهندسين.. وأعوذ بك من جهل الجهلاء وغرور الأغبياء».
وما زال للحديث عن نجم الـ3 ورقات بقية بمشيئة الله.