إلغاء النيش والسفرة وهدايا أم العريس.. مبادرة لتيسير الزواج بسوهاج

إلغاء النيش والسفرة وهدايا أم العريس.. مبادرة لتيسير الزواج بسوهاج
100 ألف جنيه «حطاط»، وهو عشاء وخبيز العروسة بالمنشأه والبلينا والعسيرات، و700 ألف جنيه «قائمة منقولات»، و200 جرام ذهب، ليصبح الإجمالي قرابة مليون جنيه، وهي تكاليف الزواج المعتادة حاليا بمعظم قرى ومراكز محافظة سوهاج، والتى تزيد وفقا لوضع العائلة الإجتماعي والمالي، ورغبة فى مزايدة كل عائلة وأسرة عن الأخرى، فالجميع داخل سباق القائمة الأعلى والذهب الأكثر، فضلا عن تكاليف زيارات العريس بالخطوبة وردها من أهل العروسة، والتى تدخل أيضا سباق المزايدة بين العائلتين، لتظهر كل عائلة الهدية الأغلى لتحصل على لقب الأفضل.
ومع هذه العادات والتقاليد عزف الكثيرون عن الزواج، بعدما أصبح لمن استطاع إليه سبيلا، ولجأ البعض للارتباط من خارج المحافظة، وجدوه أنه الحل الأمثل، وفقا لحديث الشيخ محمود عز الدين، منسق مبادرة تيسير الزواج.
«الرويهب» تطلق مبادرة تيسير الزواج
وحلًا لتلك الظاهرة، أطلقت قرية الرويهب بمركز المنشأة بمحافظة سوهاج مبادرة «تيسير الزواج على العروسين»، وبدأت المبادرة بدعوة إلى أهالي العسيرات ونجع الرويهب ونجع المسلسل، للانضمام للمبادرة والموافقة على بنودها من مؤسس المبادرة الشيخ محمود عز الدين، وعدد من شباب القرية، وحضر إطلاق المبادرة ممثل عن كل عائلة بالقرية.
بنود وشروط المبادرة وتحديد واجبات كل طرف
وقال رضوان الشريف، من مسئولي المبادرة، إن بنود المبادرة تضمنت عدة شروط للزواج، منها إلغاء بند العَشاء المقرر على العريس نهائيا، وإلغاء النيش والسفرة ومحتوياتهم، وغرفة الأطفال، وكذلك هدايا أخوات العريس وخاتم والدة العريس (وهي هدية تحضرها العروس لشقيقات العريس بعد الفرح وخاتم ذهب لوالدة العريس)، وأن تكون قاعه الزفاف وفقا لإمكانيات ورأي العريس.
وحددت المبادرة لكل عروس طقمين فقط بالمطبخ، حيث كانت تحضر كل عروس طقمين من كل أطقم المطبخ بدايه من الألومنيوم وحتى الجرانيت والرخام، وكذلك عدم تدخل العريس باختيار ملابس العروسة أو كميتها (لاشتراط بعض الأسر إحضار 100 قطعة من كل نوع ملابس)، وأن يقتصر عشاء العروسين (الوسويسة) على العروسين فقط، وإلغاء الديك الرومي والاكتفاء بـ10 أزواج حمام (بدلا من 50)، وعدم المغالاة برد زيارة الخطوبة، (وهي عادة بمركز سوهاج أن يقدم أهل العريس زيارة عند الخطبة، يردها أهل العروس بعد الخطبة، ويجب أن تزيد عن زيارة أهل العريس).
وتضمنت المبادرة أن يتكفل العريس بتجهيز سكن الزوجية والأجهزة الكهربائية والستائر والسجاد وفقا لاستطاعته، وأن يتحمل العريس 3 عربات (بدلا من 15) لنقل عفش العروسة، وما زاد على ذلك تتحمله العروسة، وأن الذهب الضروري خاتم ودبلة وحلق، والزيادة وفقا لمقدرة العريس، وأن يعامل العريس من خارج القريه معاملة أهل البلد، حيث أنه من المعتاد أن تضاعف تكاليف وطلبات الزواج إذا كان العريس غريبا، (فابن البلد أو ابن العم) له مميزات خاصة منها التخفيف بطلبات الزواج.
المنسق: «المبادرة ستحل العديد من المشكلات الاجتماعية بالقرية»
وفى حديثه لـ«الوطن» أوضح الشيخ محمود عز الدين منسق المبادرة، أن المبادرة مقدمة من جمعية تنمية المجتمع بقرية الرويهب بالاشتراك مع الجمعية الشرعية لغلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، التي زادت عن الحد وتسببت فى مشكلات اجتماعية كبيرة وخروج مراسم الزواج عن شكلها الشرعي والاجتماعي المعروف فى مجتمعاتنا المحافظة، إلى استنزاف الأسر والتنافس والتناحر بين عائلتي العروسين.
كما أن الزواج أصبح مضمار يتبارى فيه كل طرف لإرهاب واستنزاف الطرف الآخر، وإن أدى ذلك إلى تراكم الديون، من أجل ذلك فإنه يدرس حاليا مقاطعة العائلة التي لا تلتزم بالمبادرة، فلا يحضر فرحها أهل القرية، في إلزام للجميع بالمبادرة عقب التوقيع عليها رسميا.
المبادرة تلاقى استحسان أهل الرويهب
ولاقت المبادرة استحسان وقبول أهالي قرية الرويهب، فقال رمضان جودة: «ده المفروض كان يحصل من زمان زي المدن وبلد بحري، العريس يجهز الشقة بمحتوياتها من أجهزة كهربائية والعروسة تجهز المطبح بمحتوياته والملابس الشخصية لها فقط وإلغاء ماعدا ذلك من تكاليف زيادة ومرهقة للعروسين وليس منها فائدة، وأتمنى من الله أن يتم هذا العمل على خير ويتم التطبيق على أرض الواقع بإذن الله».
واتفق معه في الرأي بدوي السيد، حيث أضاف أن المبادرة ممتازة جدا وموافقة للعقل والشرع: «نرجو الله التوفيق والسداد فيها وأن يتم التطبيق على أرض الواقع بإذن الله، خاصة بعد غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، وشراء أشياء ليست مطلوبة ولا أساسية من الطرفين وأصبح الشباب فى عجز تام عن تكاليف الزواج».
توقيع بنود المبادرة رسميا
ووافق حضور الاجتماع على المبادرة، وسيعقد اجتماعا لاحقا، لكتابة البنود خطيا والتوقيع عليها لتحويلها لمستند قانوي، وسيتم مقاطعة أي زفاف لا يلتزم بالمبادرة لتلتزم كل العائلات بعدم حضور فرح من يخالف المبادرة.
«باصونة» تسبق الرويهب ومازال القوس مفتوح
جدير بالذكر أن تلك هى التجربة الثانية لمبادرات تيسير الزواج، حيث سبقت قرية الرويهب قرية باصونة بمركز المراغة، منذ أكثر من 4 سنوات، لتتفق القرية جميعا بإلغاء تكاليف الزفاف والاكتفاء بالضروريات فقط، ومازالت المبادرة قائمة بقرية باصونة.