مسئول سابق بالمخابرات يكشف «الخداع الاستراتيجى» فى «نصر أكتوبر»

كتب: هدى محمد

مسئول سابق بالمخابرات يكشف «الخداع الاستراتيجى» فى «نصر أكتوبر»

مسئول سابق بالمخابرات يكشف «الخداع الاستراتيجى» فى «نصر أكتوبر»

كشف العميد محيى الدين على عشماوى، مدير مكتب اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر، تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجى التى انتهجها الرئيس الراحل أنور السادات والقيادة العامة للقوات المسلحة، بعيداً عما روجه الإعلام. وقال فى حوار، لـ«الوطن»، إن المخابرات الحربية تعمدت الترويج لدى دول العالم عبر ملحقيها العسكريين لعدم وجود نية لدى مصر شن حرب على إسرائيل، وأن الرئيس السادات يخشى من ثورة الشعب عليه، فى حال تعرض الجيش للهزيمة. وأوضح «عشماوى» أن الرئيس السادات أرسله إلى النمسا لحضور مؤتمر «السلام فى الشرق الأوسط»، وألقى كلمة بالنيابة عنه يعرض فيها السلام على إسرائيل، وفيما وصف السادات بالزعيم ورجل الحرب والسلام، قال العشماوى: إن الله أرسل عبدالفتاح السيسى لينجى مصر من الإخوان.. وإلى نص الحوار: ■ ما دور المخابرات الحربية فى حرب أكتوبر؟ - مما لا شك فيه أن هناك دورا كبيرا للمخابرات الحربية فى نصر أكتوبر، وأهم أدوارها كان إخفاء نية الحرب لدى مصر وإخفاء تاريخ وتوقيتات الحرب ورغبة مصر فى شن حرب التحرير من الأساس. ■ وهل استطاعت المخابرات الحربية أن تخفى نية الحرب على المخابرات الإسرائيلية بشكل كامل؟ - نعم، نجحت المخابرات الحربية المصرية فى أن تخفى نية الحرب ليس فقط على المخابرات الإسرائيلية بل واستطعنا إخفاء نية الحرب على المخابرات الأمريكية والروسية أيضاً.[FirstQuote] ■ وكيف استطاعت المخابرات الحربية أن تخفى نية الحرب؟ - لقد وضعنا خطة مخابراتية استراتيجية، وقام اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية فى ذلك الوقت بعد الاتفاق مع وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل بعرضها على الرئيس أنور السادات. ■ ما تفاصيل هذه الخطة المخابراتية؟ - أولاً، اتفقنا مع هيئة العمليات وقيادة الجيوش أن يتم عمل هجوم هيكلى فتتحرك القوات المسلحة من القصاصين ومن أماكن تمركزها فى اتجاه الجبهة، وبالفعل فى المرة الأولى ظنت إسرائيل أن هناك قتالاً واستعدت للحرب، لكن قواتنا بعدها انسحبت، وكررنا هذا عدة مرات، إلى أن ظنت إسرائيل أنها عمليات تدريبية عادية، حتى فوجئوا بعبور قواتنا للقناة فى 6 أكتوبر 73. ثانياً، المخابرات الحربية لديها ملحقون عسكريون فى جميع دول العالم، فكلفناهم بأن يشيعوا فى الدول التى يتعاملون فيها أن مصر غير قادرة على القتال وأن الجيش المصرى غير مستعد وأنه ليس هناك للرئيس السادات نية فى الحرب، كما وضعنا خطة إجازات لكل الملحقين العسكريين فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، وبالتالى يكون من غير المعقول أن تنطلق الحرب فى هذا التوقيت، لأن إسرائيل لا يمكن أن تتصور أن الملحقين العسكريين يحصلون على إجازات أثناء الحرب. الأمر الرابع، كان عملية جمع شمل العائلات الفلسطينية، فكل سنة مصر تأخذ الطلبة الفلسطينيين للجامعات فى شهر أكتوبر وتعيدهم فى شهر يونيو، ويتم ذلك عن طريق الصليب الأحمر، وأنا كنت أعمل بجهاز الاتصال بالصليب الأحمر ولدى مندوب من جنيف فى مكتبى فى المخابرات، فأبلغنا مندوب جنيف الذى أبلغ إسرائيل بأن الطلبة الفلسطينيين سيأتون إلى مصر فى 6 أكتوبر. خامساً، وكان الأخطر، أن النمسا دعت لمؤتمر السلام فى الشرق الأوسط، قبل أيام من اندلاع الحرب، وكان مكان انعقاده فى مدينة جنيف بسويسرا، ووجهت الدعوة إلى الرئيس السادات للحضور، فاستدعانى الرئيس، وقرر تعيينى مستشاراً قانونياً للقيادة العامة، وأوفدنى لحضور هذا المؤتمر وطلب منى أن أشيع فى المؤتمر أن السادات يخاف الحرب ولا يريدها، وأنه يخشى من الهزيمة وثورة الشعب عليه. سافرت إلى جنيف بسويسرا وحضرت المؤتمر بالفعل، وهناك قابلت الجنرال «ريكى»، مدير أكاديمية السلام فى نيويورك، ورئيس قوات الطوارئ فى مصر، ودعانى الجنرال ريكى على العشاء فى مسكنه فى جنيف وأتى بمندوبى إسرائيل وأمريكا، وقلت لهم إن السادات لن يحارب فقالوا لى كلامك مضبوط، لأن السادات يتفاوض سراً مع اليهود ولن يحارب، وعندما رجعت قابلت السادات وأبلغته بما حدث. ■ ما دور الشعب فى حرب أكتوبر؟ - الشعب تحمل كل مهام الدولة فى الاستعداد للحرب فإعداد الدولة للحرب كان من المجهود الشعبى، وإنتاج كل متطلبات التموين والأطعمة، بالإضافة إلى التحضير للحرب ومساندة القوات المسلحة. ■ وما رأيك فى شخصيتى الرئيس السادات، واللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر، وهل يتشابهان مع الرئيس السيسى الذى شغل منصبيهما؟ - الرئيس السادات محارب ورجل سلام وسياسة وزعيم عظيم، واللواء فؤاد نصار درس فى أمريكا وخدم فى الجيش المصرى وقام بتطوير المخابرات الحربية فى جميع أفرعها وكان رجلاً كفؤاً وعظيماً، والرئيس السيسى أيضاً طور المخابرات الحربية بكفاءة تامة. ■ بصفتك رجل مخابرات سابقاً.. هل تعتقد أن مصر آمنة مخابراتياً؟ - بكل تأكيد مصر آمنة، ومصر ربنا هيّأ لها الرئيس السيسى، ربنا أرسل لنا الرئيس السيسى لينجى مصر من الإخوان وكان له دور كبير فى حماية مصر وإنقاذها. ■ وماذا تقول للشباب؟ - أقول لهم استغلوا النهضة التى بدأتها مصر وساهموا فى بنائها. ملف خاص: «الوطن» فى 7 ساحات لمعركة استرداد الكرامة «السويس الباسلة».. حكايات الفدائيين فى «بلد الغريب» «تبة الشجرة».. أقوى الحصون الإسرائيلية التى أسقطها الجيش المصرى «معدية نمرة 6».. صعد الشهيد عبدالمنعم رياض فارتفع علم مصر «القنطرة شرق».. الباقى من المعركة مسجد وكنيسة وعبارة «الله أكبر» بدم أحد الشهداء «كبريت».. أرض البطولات التى اشتراها عائلة مبارك بالملاليم «أبوعطوة».. مقبرة جماعية للإسرائيليين وحاخام يهودى لاستخراج الرفات اللواء عبدالمنعم سعيد: الضربة الجوية «معجزة» العميد يسرى عمارة بطل موقعة أسر «عساف ياجورى»: عاملته باحترام وفق تعليمات الجيش المصرى اللواء عبدالوهاب سيد عبدالعال: كنت سبباً فى تغيير خطة حرب أكتوبر