ما «الرقص الحلال» عند شاعر الصوفية جلال الدين الرومي؟.. جمعة يجيب

كتب: إمام أحمد

ما «الرقص الحلال» عند شاعر الصوفية جلال الدين الرومي؟.. جمعة يجيب

ما «الرقص الحلال» عند شاعر الصوفية جلال الدين الرومي؟.. جمعة يجيب

«فيما مضى كُنت أحاول أن أُغير العالم، أما حين لامستني الحكمة، فلا أحاول أن أُغير شيئًا سوى نفسي»، لكن في محاولته لتغيير نفسه، ترك جلال الدين الرومي، الصوفي الشهير، شيخ الطريقة المولوية، أثرًا كبيرًا في الكثيرين سواء ممن عاصروه وتعلموا منه، أو اختاروا طريقته، أو قرأوا شعره.

يصفه البعض بأنه رجل دين صوفي، ويراه آخرون شاعرًا أو حكيمًا، بينما يقول هو عن نفسه «أنا أشبه أنا، وأحدُنا يشبه الآخر»، كان يميل إلى حب الموسيقى الروحية والرقص الديني المصحوب بتواشيح في حب الله، وقال في هذا الاتجاه عبارته الشهيرة التي يرددها البعض حتى اليوم: «لا يفنى في الله، من لا يعرف قوة الرقص».

ليس المقصود في عبارة الرومي، رقص الأفراح والحفلات والنوادي الليلية، هكذا يقول الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، موضحًا أن المقصود بعبارة شيخ الطريقة المولوية هو «تمايل الروح ورقصها فرحًا بالتقرب من الله»، قائلا:«مولانا جلال الدين الرومي عُرف بأنه شاعر الحب، لأنه تحدث عن الحب في دواوينه وشعره ونثره، واختار الحب طريقا للوصول إلى الله».

عقيدة الحب عند جلال الدين الرومي

وقال علي جمعة لـ«الوطن» إن عقيدة الحب عند جلال الدين الرومي لا تتجزأ، فهو أحب كل شيء في هذا العالم، «أحب الزهور، وأحب الطيور، أحب البحار، وأحب الأشجار، أحب البشر حتى من غير أصحاب الجنسيات أو المملل أو العقائد الأخرى، أحب كل شيء»، لأنه - وبحسب علي جمعة - كان يرى أن الحب هو أساس عمارة الدنيا، وهو أساس العلاقة بين العبد وبين ربه، وهو أساس العلاقة بين العبد وبين نفسه، وهو أساس العلاقة بين العبد وبين غيره.

نشأة وتعلم جلال الدين الرومي

جلال الدين الرومي هو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، ولد في سبتمبر من العام 1207م، في منطقة بلخ بخراسان «أفغانستان حاليا»، وعاش طفولته خلال فترة كانت تعاني من الصراعات السياسية والعسكرية في تلك المنطقة، وتلقى تعليمه الديني على يدي والده الذي كان أستاذًا صوفيًا، وعالمًا دينيًا، وواعظًا بليغًا، التف حوله العديد من المريدين ولقبوه بـ«سلطان العارفين»، كما تتلمذ على يد شيخ آخر هو «برهان الدين»، وأخذ منه كثير من الطريقة الصوفية.

وبعد وفاة أبيه، بدأ جلال الدين الرومي رحلته بين تعلم الرياضيات ثم تعلم الموسيقى وكتابة الأشعار وإنشادها، إلى جانب علمه الديني، وترك تأثيرًا كبيرًا على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم.

 

 


مواضيع متعلقة