جلال الدين الرومي.. "الصوفي العاشق" ابن 4 أوطان وحفيد أبي بكر الصديق

كتب: أحمد البهنساوى

جلال الدين الرومي.. "الصوفي العاشق" ابن 4 أوطان وحفيد أبي بكر الصديق

جلال الدين الرومي.. "الصوفي العاشق" ابن 4 أوطان وحفيد أبي بكر الصديق

«يتنافس على نِسبة جلال الدين الرمي أربعة أوطان، وهي بلاد الأفغان، وبلاد فارس، وبلاد العرب، وبلاد الترك، التي اشتهرت ببلاد الروم، فهو قد وُلِد في بلخ من بلاد الأفغان، في بيتٍ عريقٍ من بيوت العلم والإمارة، ونظم بالفارسية والتركية والعربية، ونسبه عربي صميم إلى الخليفة أبي بكر الصديق، وعاش في بغداد حينا، وضريحه في قونية، حيث وفاته»، هكذا تحدث الأديب الراحل عباس العقاد، عن جلال الدين الرومي الفقيه المسلم والشهير بـ (مولانا) الذي تحل ذكرى وفاته اليوم.

وواصل «العقاد» فيما نسب إليه حديثه عن «الرومي»، ملخصا محاور هذه الشخصية الإسلامية الثرية قائلا «فلا جرم أن تتفتح الأبواب للتنافس عليه؛ بحجة من الحجج، لكل منافس يحرص على هذه الدرة النفيسة، وإنها في الحق لذخيرة للحضارة الإسلامية وللإنسانية، يأخذ منها مَنْ شاء من بني الإنسان بنصيب موفور».

وتعد «قواعد العشق الأربعون»، من أبرز الأدلة على تأثير جلال الدين الرومي في الثقافة الحديثة والمعاصرة، باعتبارها واحدة من أبرز وأشهر الروايات الحديثة استمدت أحداثها من السيرة الذاتية للصوفي الشهير، للكاتبة التركية ألف شفق، وصدرت الرواية عام 2010، وحققت نجاحاً مدوياً حيث وصل عدد النسخ المبيعة منها في تركيا إلى أكثر من مليون نسخة، وفي الأعوام التالية تم ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات الحية، وتصدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العديد من الدول حول العالم.

جَلَال الدِّين الرُّومي والذي تحل ذكرى وفاته اليوم، 17 ديسمبر، هو شاعر، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف، إذ يقول عليه مؤرخو العرب «ترك الدنيا والتصنيف».

ولد «الرومي» في بلخ، أفغانستان عام 1207، وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية، حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فقد قام أبوه برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلةً، وهو معه، ثم استقر في قونية وسط تركيا سنة 623 هـ في عهد دولة السلاجقة الأتراك، وتوفي بها في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر من العام 1273، عن عمر ناهز 67 عاما.

عرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 هـ، ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف سنة 642 هـ أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعاً جداً إذ وصفته البي بي سي سنة 2007، بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.

حين وفاته عام 1273، دفن في مدينة قونية وأصبح مدفنه مزاراً حتى الآن، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التي عرفت بالسماح والرقصة المميزة.

قيل عن جلال الدين إنه تأثر بشمس التبريزي ومحي الدين ابن عربي وعبدالقادر الجيلاني، وبطلب من مريديه وضع الرومي أفكاره ومبادئه في كتاب سماه «المثنوي» الذي استعمل في حياكته خيوطاً من قصص يومية وإرشادات قرآنية وحكمة من خبرته.

ومن أعماله «الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر»، ومن شعره أيضا مثنويه المعاني والديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي؛ والذي كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر، وكتب فيه أكثر من أربعين بيت شعر وخمسين قصيدة نثرية.


مواضيع متعلقة