جلال الدين الرومي.. معلم "قواعد العشق الأربعون" عبر 1000 عام

جلال الدين الرومي.. معلم "قواعد العشق الأربعون" عبر 1000 عام
- جلال الدين الرومي
- قواعد العشق الأربعون
- ذكري جلال الدين الرومي
- أعمال الرومي الشعرية
- ديوان شمس تبريز
- جلال الدين الرومي
- قواعد العشق الأربعون
- ذكري جلال الدين الرومي
- أعمال الرومي الشعرية
- ديوان شمس تبريز
1000 عام مرت ولا تزال مؤلفات جلال الدين الرومي لها بصمتها في الأدب، بداية من الآداب الفارسية والتركية والعربية والأردية، فضلا عن تأثيره في التصوف، فكانت أشعاره تغنى في كل بقاع العالم حتى القرن الحالي وفلسفاته تظهر في الآداب.
واليوم يحتفل المحبون بذكرى ميلاد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري المعروف بمولانا جَلَال الدِّين الرُّومي الشاعر، والعالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، والذي لا يزال محل تناول في الأغنيات والآداب في كل العالم.
قواعد العشق الأربعون
"قواعد العشق الأربعون" الرواية التي ألفتها التركية إليف شفق، تروي تفاصيل من حياة جلال الدين الرومي في زمن الحكاية، قبل وبعد سقوط دولة الخلافة العباسية على أيدي المغول حيث تنتهي الوقائع سنة 1260 ميلادية.
مغنية البوب الأمريكية "مادونا" غنّت قصيدة "تعلم كيف تقول وداعا" من أشعار مولانا جلال الدين الرومي.
من هو جلال الدين الرومي
ولد الرومي لأسرة ينتهى نسبها إلى الصحابي أبي بكر الصديق رضى الله عنه، ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، نسبة إلى مدينة "بلخ" في أفغانستان في العام 1207 من الميلاد، التي اشتهرت بالعلم والفلسفة والفقه، ونسب إليها الفردوسي وابن سينا والغزالي.
غادرها جلال الدين الرومي مع والده "بهاء الدين" الملقب بـ"سلطان العلماء" عام 1219، بسبب الغزو المغولي القادم من الشرق الذي دمر المدينة بعد عام واحد، فكان عصر شهد الاضطرابات والصراعات الداخلية والخارجية بالدولة الإسلامية.
انتقل مع أبيه إلى بغداد في الرابعة من عمره، ودخل المدرسة المستنصرية لكنه تركها بعد فترة قصيرة بسبب رحلة والده الواسعة في بعض البلدان مددًا طويلة، حتى استقر في قونية سنة 623هـ، لذلك عرف بالرومي نسبة إلى بلاد الروم، إذ إنّ قونية كانت جزء منها، وهي تقع وسط تركيا حاليًا، تزوج بابنة خوجة شريف الدين السمرقندي سنة 623 ه، فأنجب منها سلطان وَلَد وعلاء الدين جلبي، وبعد وفاة والده تولى مكانه في الفقه والإفتاء والتدريس .
وبعد عام وصل إلى قونية تلميذ والده، تتلمذ على يد "برهان الدين محقق الترمذي"، الذي تولى تعليمه حتى نصحه بالتوجه إلى حلب للدراسة، ومنها انتقل إلى دمشق، وكان الشيخ محيي الدين بن عربي يمضي بها السنوات الأخيرة من عمره، وقضى نحو 9 سنوات بين حلب ودمشق تحت ظل وإشراف معلمه ومرشده، ليعود بعدها إلى قونية عالمًا بارزًا في العلوم الإسلامية ليبدأ بالتدريس في المدينة وسط لفيف من مريديه.
بوصول شمس التبريزي إلى المدينة، تبدأ معه رحلة جديدة مختلفة عوالمها عما اختبره الرومي مع والده ومعلمه، فكان التبريزي باحثًا عن شخص يجد فيه خير الصحبة حتى تصادف بالرومي، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى أنّ تقاربهما ظل دافعًا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي.
تعددت الروايات حول ما جمع شمس بالرومي، فبعد أن تعرَّف الرومي على رفيقه، هجر التدريس والفقه كفقيه، متخليًا عن كل ما كان يشغله في حياته، مستحوذًا على روح الرومي ومشاعره، وأخذ قرب الرومي بين سنة لقائه مع شمس 1244م وسنة وفاته 1273م نحو 70 ألف بيت من الشعر، وبعد اغتيال التبريزي فاض حزن الرومي بأشعار وموسيقى ورقصات تحولت إلى ديوان سماه ديوان "شمس الدين التبريزي" أو الديوان الكبير، وأنشأ الرومي الحفل الموسيقي الروحي المعروف بـ"السماع".
من أهم أعمال الرومي الشعرية ديوان "شمس تبريز"، وهو غزليات صوفية يصل عددها إلى ما يقارب 3 آلاف و500 غزلية، نظمت على أبحر مختلفة وصلت إلى 43 ألف بيت، المولوية هي إحدى الطرق الصوفية التي تنتشر بشكل خاص في تركيا وسوريا، وأخذت هذا الاسم نسبة لـ"مولانا" أو "مولوي" كما عرف الرومي أصحابه، وهي الرقص الدائري والغناء واستعمال الناي، فكانت علاقة الرومي بالموسيقى تصل إلى أعلى درجات الروحانية، كما وصف حاله بأنه موصولة مع الله، ومن هذا المنطلق أسس المولوية.
"هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك.. كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس"،.. توفي الرومي في العام 1223 وهو في السابعة والستين، وترك التسامح وأفكاره الدينية المرنة تركه لمن بعده في مؤلفات الصوفية والأشعار، حضر جنازته الكثيرين من مختلف الديانات والأعراف، مسلمون، مسيحيون، يهود، عرب، فرس، أتراك، الفقير، الغني، النخبة، والنساء، والرجال.