رجال الدين: «تسييس» خطبة الجمعة أصاب العمل الدعوى بالعوار

رجال الدين: «تسييس» خطبة الجمعة أصاب العمل الدعوى بالعوار
تعد خطبة الجمعة من الأدوات الدعوية المهمة، لما لها من تأثير على نفوس المصلين، لذلك تحاول أغلبية الأنظمة الحاكمة السيطرة على أئمة وخطباء المساجد وضمهم إليها، للتأثير على الرأى العام ومنع خروجه على الحاكم ونظامه، من خلال إلصاق قراراته وأفعاله بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، مستغلين حالة التدين لدى المصريين، ولوحظ الأسابيع القليلة الماضية، التى أعقبت فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة، استغلال بعض الخطباء خطبة الجمعة وتحويلها إلى أسلوب دعائى لفصيل بعينه، دون العمل بضوابط الأسلوب الدعوى الصحيح.
قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن العمل الدعوى الآن أصابه العوار؛ بسبب اتجاه الخطباء من راغبى أكل العيش لتأييد تيارات سياسية بعينها، الأمر الذى حول خطبة الجمعة إلى «سمك، لبن، تمر هندى»، وأرجع السبب فى ذلك إلى إسناد الأمر لغير أهله، قائلا: «دخل مجال الدعوة العديد من سائقى التوكتوك والشيالين، وغيرهم من غير المتخصصين الذين يلتحقون بما يسمى معهد إعداد الدعاة، الذى لا يزيد فى مستوى تعليمه عن المرحلة الإعدادية، فضلا عن سحب مسئولية الإشراف على المنابر من الأزهر الشريف، الأمر الذى أدى إلى ضعف مستوى الدعاة والخطباء».
وأضاف أن ابتعاد الأئمة عن مراجعة المصنفات العلمية وركونهم إلى المصادر البشرية فى وسائل الإعلام، وتأييدهم تيارا سياسيا بعينه، قسّم الدعوة فى مصر إلى 4 اتجاهات: وهابية سلفية، وإخوان، ومتصوفة، والتبليغ والدعوة، لذلك فإن عودة خطباء المنابر إلى المسار الصحيح مرة أخرى تتطلب عدة خطوات؛ أولها: ترشيد أداء القنوات وإخضاعها لإشراف الأزهر، ثانيا: قصر أداء الخطاب الدينى على خريجى الأزهر فقط، ثالثا: التشديد على ألا يكون الخطيب ذا اتجاه سياسى ولا ينتمى إلى أى تيار، وأخيرا: الاستعانة بكبار المتقاعدين من علماء الأزهر، والأوقاف والتوسع فى إنشاء المراكز الثقافية الأزهرية.
واستنكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، ما سمته «تسييس خطبة الجمعة» وتحويلها إلى وصلات لمدح الرئيس ونظامه أو فصيل سياسى بعينه؛ لأن ذلك يتسبب فى هجوم المصلين على الإمام، وتسييس عقيدتهم حتى يفوت الإمام عليهم أمور دينهم.
وأضافت: «مصر تحولت إلى مركب داخل بحر تدار حركتها بالبوصلة، إما إلى المديح أو الهجوم، ونحن شعب ننافق الحاكم حتى نغريه ونضعه فى خانة الإغواء، وحين يحدث ذلك، فحدث ولا حرج، ثم نعود مرة أخرى لنعيش بنظرية عاش الملك.. مات الملك، لذلك فإننى أرى -رغم أسفى الشديد- أننا أصبحنا أمة إمعة، تسبّح بحمد الرئيس الحاكم، ثم تتحول لتهجوه وتهاجمه فور رحيله».
أخبار متعلقة:
«الأوقاف» سلفية.. برعاية إخوانية
«الوطن» ترصد.. «سَلْفنة» الدعوة تبدأ من «الوزارة»
الصوفيون يخشون الاضطهاد.. والأئمة متخوفون من سيطرة «غير المؤهلين» على المنابر
نقيب «الدعاة المستقلة»: السلفيون سيطروا على الدعوة فى الأوقاف بفضل سياسة الوزير
منسق «الدعاة المهنية»: لسنا من «الجماعة».. ونعمل تحت لواء «الأزهر»
وزير الأوقاف يرد: لست سلفياً ولا إخوانياً.. بل أزهرى وسطى