الصوفيون يخشون الاضطهاد.. والأئمة متخوفون من سيطرة «غير المؤهلين» على المنابر
الصوفيون يخشون الاضطهاد.. والأئمة متخوفون من سيطرة «غير المؤهلين» على المنابر
دخل عفيفى فى صدام مبكر مع الطرق الصوفية، بعدما قرار إيقاف الموالد والحضرات الصوفية بالمساجد، حيث برر الوزير قراره بأنه اتخذه ليلتزم الصوفيون بضوابط إقامة الموالد والحضرات، وذلك تفادياً لحدوث الخزعبلات، أو الاختلاط بين الرجال والنساء، فضلاً عن التصدى للتقاليد والعادات التى تسىء للدين، بالإضافة إلى وضع شروط جديدة لصناديق النذور، بهدف منع التلاعب فى الأموال، وهو ما أثار تخوف الطرق الصوفية من تقليص حصتها ومحاربتها فى إقامة الموالد والاحتفالات، التى اعتادوا عليها منذ زمن طويل. ما اضطر كلا من الدكتور حسن الشافعى، كبير مستشارى شيخ الأزهر ورئيس مجمع اللغة العربية، والشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إلى مقابلة الوزير، والحصول على وعد منه بعدم المساس بأنشطة الصوفيين أو مضايقتهم. فيما أبدى الشيخ فوزى القوصى، إمام أول بإدارة أوقاف قنا تخوفه من اتجاه الوزارة نحو التشدد، من خلال فتح الباب للسلفيين، خاصة ممن لم يحصلوا على مؤهلات عليا للالتحاق بالمراكز الثقافية الإسلامية، وعددها 22 مركزاً بمختلف المحافظات، حتى يرتقوا المنابر فيما بعد كخطباء لسد العجز الموجود فى مساجد الجمهورية من الأئمة. وبالتالى تستغل بيوت الله -بحسبه- فى تنفيذ أجندات سياسية لتلك التيارات تحت راية الدين، فهذا يخالف قول الله تعالى «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِله فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً».
وأكد أحد وكلاء الوزارة المستبعدين -رفض ذكر اسمه- أن وضع «الأوقاف» بات سيئاً جداً، خاصة بعدما تم تدمير هيكلها التنظيمى بالكامل واستبعاد كل القيادات وعدم ترقية آخرين محلهم لتبقى أماكنهم شاغرة بحيث يشغلها تيارات بعينها، لافتاً إلى أن الوضع فى المساجد ازداد سوءاً بعد هيمنة التيار السلفى على الدعوة واقتسامه الأمر مع الإخوان وصارت المساجد لهم، علاوة على استبعاد الوسطيين والمعتدلين من الأئمة ومعارضى الإخوان والتيار السلفى.
وقال الشيخ محمد الشهاوى، شيخ الطريقة الشهاوية، إن الوضع خطير وسوف يصبح أكثر تعقيداً لو انفرد تيار أو جماعة بتحديد مسار الدعوة فى مصر، لافتاً إلى وجود تخوف من توغل «السلفية الوهابية» فى فكر ونهج «الأوقاف»، فالمذهب الوهابى مسئول عن انتشار الإرهاب وإلصاق تلك التهمة بالمسلمين.
ودعا «الشهاوى» إلى ضرورة أن يتوحد الجميع تحت مظلة الإسلام، محذراً من المساس بالصوفية وأتباعها والتمييز بينهم وبين أتباع الإخوان والسلفيين فى المناصب داخل الوزارة أو فوق المنابر.
وانتقد العاملون بالوزارة قرارات عفيفى بالفصل بين الرجال والسيدات فى الاجتماعات معتبرين ذلك تشدداً لم تتسم به الوزارة من قبل، علاوه على قراره بحظر منع التدخين داخل الوزارة، ووضع عقوبات مادية لمن يخالف ذلك، وصلت إلى 50 جنيهاً، كما أسند إلى بعض العاملين مهمة الإشراف على تنفيذ هذا القرار.
أخبار متعلقة:
«الأوقاف» سلفية.. برعاية إخوانية
«الوطن» ترصد.. «سَلْفنة» الدعوة تبدأ من «الوزارة»
نقيب «الدعاة المستقلة»: السلفيون سيطروا على الدعوة فى الأوقاف بفضل سياسة الوزير
منسق «الدعاة المهنية»: لسنا من «الجماعة».. ونعمل تحت لواء «الأزهر»
وزير الأوقاف يرد: لست سلفياً ولا إخوانياً.. بل أزهرى وسطى
رجال الدين: «تسييس» خطبة الجمعة أصاب العمل الدعوى بالعوار