كتب ورسائل علمية ترصد حكاية جماعة الإخوان مع الفشل والخيانة والسقوط

كتب ورسائل علمية ترصد حكاية جماعة الإخوان مع الفشل والخيانة والسقوط
الكثير من الكتب والروايات تناولت ثورة 30 يونيو، التى أسقطت حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، اتخذ أصحابها من الكلمة سلاحاً ناعماً لتوثيق الحدث التاريخى، منهم من ارتكز على نقل اللحظات الأخيرة لحكم جماعة الإخوان، وقوة إرادة الشعب المصرى بمساندة الجيش، ومنهم من ألقى الضوء على قرارات الجماعة خلال فترة حكم مصر من خلال تحليل سياسى اقتصادى ترك أثراً على الشعب حينها.
كتاب «سقوط الإخوان.. اللحظات الأخيرة بين مرسى والسيسى»، للكاتب الصحفى والمحلل السياسى مصطفى بكرى، هو جزء ضمن الأجزاء الأربعة لكتابه «الدولة والفوضى» الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفيه شهادات موثقة لتفاصيل مواقف ولقاءات ونقاشات كان شاهداً عليها فى إطار خاص أو داخل غرف مغلقة بين أطياف المشهد السياسى المصرى فى ذلك الوقت، خاصة فى الفترة من 23 يونيو حتى 30 يونيو عام 2013 وهى مهلة الأسبوع التى أعطاها الجيش لكل أطراف الأزمة، بحسب وصفه.
وتطرق الكتاب أيضاً إلى رصد شهادات المشاركين فى الحدث الثورى، وبحسب وصف الكاتب مصطفى بكرى لـ«الوطن» بحكم مشاركته فى أحداث الثورة وثق كل أكاذيب جماعة الإخوان كما شاهدها وعاشها ولحظات النصر والفرح بانتصار إرادة الشعب وكواليس القرارات المصيرية آنذاك، بحكم قربه من صناع القرار فى تلك الفترة.
أما كتاب «سقوط جمهورية الإخوان»، لمؤلفه الدكتور عادل عامر، الفقيه القانونى والمحلل السياسى، فقد رصد فيه كل سياسات الإخوان، خلال عام حكمهم، وتحليل علمى لأخطائهم، حيث عكف عليه خلال الفترة بين 25 يناير حتى 30 يونيو 2013، أى حتى سقوط النظام. ورصد عامر، وفقاً لحديثه لـ«الوطن»، محاولات الإخوان للصعود إلى الحكم وعام وصولهم للمقعد الرئاسى والاستحواذ على السلطة وجميع الأحداث السياسية خلاله والأخطاء القاتلة التى أدت لسقوطهم مثلما تنبَّأ، من الإعلان الدستورى ومساعى السيطرة والقرارات الفاشلة والأطماع الحقيقية وأزمة سد النهضة، ما أظهر ضعف الإخوان، عبر تحليل سياسى واقتصادى وقانونى لتلك القرارات الفاشية.
وأكد فى كتابه أن الإخوان كانوا قادمين من أجل السيطرة وتفتيت مصر وشعبها وليس إدارة البلاد، وهو ما ظهر من خلال أكاذيبهم وتضليلهم للمجتمع الذى ثار عليهم وأسقط النظام فى 30 يونيو.
«كنت أتوقع سقوطهم، بسبب الخلط بين الدين والسياسة، فالسياسة لها مداركها وتوجهاتها ورجالها».. لذلك السبب اتجه الفقيه القانونى للاستعداد لذلك الكتاب قبل سقوط نظام الإخوان بأشهر، مؤكداً أن الحكم يحتاج لرجال سياسة وليس رجال دين، ولذلك أيضاً فشل الإخوان سريعاً وبقوة.
وأجاب عبر صفحات الكتاب عن عدة تساؤلات، منها «لماذا سقطت جمهورية الإخوان؟ وهل توجد فرص أخرى أمامها للتصالح والعودة مرة أخرى؟ ولماذا تصر الجماعة على العودة إلى السلطة بعد فشلها؟». كما استعان فى كتابه بالكثير من المراجع التى سلطت الضوء على الإخوان وتاريخهم ومساعيهم العديدة للوصول إلى السلطة، بجانب تحليله جميع القرارات والإجراءات والمواقف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية خلال عام الحكم التى تسببت فى فقدان الثقة بين الشعب ونظام الإخوان، لتنطلق ثورة 30 يونيو، وتطرق أيضاً لجانب من أوضاع البلاد بعد تلك الفترة، حيث صدر الكتاب فى 1 أغسطس 2013 لدار مصر اليوم للنشر والتوزيع.
لا يزال الباحث حامد عبدالرحمن متذكراً كل تفاصيل الثورة كما لو كانت بالأمس القريب، حتى جاء يوم الثالث من يوليو عام 2013 هلل فرحاً وشارك شباب محافظته الاحتفالات بانتصار كلمة الشعب واتخذ حينها قراراً بتخصيص موضوع رسالة الماجستير الخاصة به حول الحراك السياسى المصرى فى تلك الفترة وما قبلها. يأتى تاريخ يوم الثلاثين من شهر يونيو كل عام حاملاً بين طياته بهجة مختلفة يتذكرها الباحث حامد عبدالرحمن، ليس فقط لتذكره أيام النصر التى عاشها بنفسه فى شوارع مدينة المنصورة، مسقط رأسه، بعد سقوط حكم الإخوان فى مصر وانتصار إرادة الشعب المصرى، بل لكونه صاحب أول رسالة ماجستير تناقش الحراك السياسى فى الفترة قبل ثورة 30 يونيو وفشل قنوات الجماعة الإرهابية وحتى سقوط حكم الإخوان بعد إعلان بيان 3 يوليو، وذلك بجامعة المنصورة، بحسب قوله.
الشاب العشرينى خلال رسالته ألقى الضوء على خصائص ثورة 30 يونيو، وفشل وسائل إعلام جماعة الإخوان الإرهابية حينها، والأسباب العلمية لعزوف الجماهير عنها، وبحسب روايته لـ«الوطن» كان ذلك لأول مرة فى دراسة علمية أكاديمية على مستوى جامعات مصر مناقشة ذلك الموضوع، «الاختلاف فى الرسالة لأنها بتتناول حالة الحراك السياسى فى الشارع المصرى فى الفترة دى تحديداً»، بحسب تعبيره. «أيام ثورة 30 يونيو ما تتنسيش».. يستكمل الباحث بجامعة المنصورة حديثه عن مشاركته فى تظاهرات رفض حكم الإخوان، معتبراً تلك الفترة تأكيداً على وعى المصريين وقدرتهم على الاختيار الأفضل لمستقبل بلادهم.
رسالة الماجستير التى جاء موضوعها متأثراً بمشاركة «حامد» فى المظاهرات المناهضة لحكم الإخوان فى شوارع مدينة المنصورة، تمت مناقشتها بمقر جامعة المنصورة فى الرابع من يوليو عام 2018، وتشكلت لجنة المناقشة من الدكتورة عايدة السخاوى، أستاذ الإعلام المساعد بجامعة المنصورة، والدكتور عربى عبدالعزيز الطوخى أستاذ الإذاعة والتليفزيون وعميد معهد الإسكندرية العالى للإعلام، الدكتور حازم أنور البنا، أستاذ الإذاعة والتليفزيون المساعد بكلية التربية النوعية بالمنصورة، وحصل الباحث بقسم الإعلام بكلية الآداب، حينها، على الماجستير بدرجة امتياز، ومنذ ذلك الوقت بات تاريخ ذكرى الثورة مميزاً فى ذاكرته: «من يومها وتاريخ 30 يونيو مميز بالنسبة لى عشان فرحة انتصار الشعب وموضوع رسالتى»، حسب تعبيره.