«راؤول»: «30 يونيو» غيرت شكل الفن.. وأعادت «الأغنية الوطنية»

كتب: محمد أباظة

«راؤول»: «30 يونيو» غيرت شكل الفن.. وأعادت «الأغنية الوطنية»

«راؤول»: «30 يونيو» غيرت شكل الفن.. وأعادت «الأغنية الوطنية»

لم تُغير ثورة 30 يونيو الأوضاع السياسية والأمنية لمصر فقط، بل تغير معها شكل الفن، واختلفت طريقة كتابة الأغانى الوطنية، لتأخذ مساراً جديداً، بكلمات أكثر شبابية وحيوية، واعتمدت على الشعراء الشباب، وأصحاب الكلمة الحماسية، والرغبة فى التطوير، من بينهم كان الشاعر أحمد حسن راؤول.

شارك الشاعر الشاب فى الكثير من الفعاليات والاحتفاليات الرسمية والمهمة، بكلمات أغانيه الوطنية، الناطقة بلسان أبناء جيله، ليصل إجمالى ما كتبه للوطن أكثر من 50 أغنية، بداية من دراسته بالجامعة، حسبما ذكر فى حديثه مع «الوطن»، موضحاً أسباب التغيير الذى حدث فى طريقة كتابة الأغانى الوطنية بعد الثورة: «كل فترة بتناقش جيل معين له مفرداته وطريقة تعبيراته وكلماته الخاصة»، مضيفاً أن مصر كُتب لها آلاف الأغانى الوطنية، ما يحتاج من الجيل الجديد الاختلاف، وتقديم أفكار جديدة.

أغانى «راؤول» الوطنية مختلفة ومتنوعة، منها الحماسية، والتى تحكى التاريخ، وبعضها مفرح، وأخرى توثق لقصص وحكايات، ولكن تبقى هناك علامات بارزة بالنسبة له، ويضعها ضمن أعماله المفضلة، مثل أغنية الحملة الرئاسية «صبَّح على مصر»، وكذلك «مشاعر الخير، صوامع القمح»، وأغانى منتدى شباب العالم، ومنها «عصر جديد»، واحتفالية يوم الشهيد، وتكتمل أحلامه بمشاركته بأغنية احتفالية 6 أكتوبر، وعيد تحرير سيناء.

«ثورة 30 يونيو لعبت دوراً كبيراً فى زيادة الوعى، ما زاد الشعور والإحساس بقيمة الأغنية الوطنية»، بحسب «راؤول»: «الفن هو الحاجة المؤثرة الكبيرة اللى بنحكى بيها عن كل حاجة بنحسها»، لافتاً إلى أنها غيرت طريقة الشعب فى استقبال الأغانى الوطنية، بسبب أن الجيل الحالى أصبح أكثر نضجاً، وقدرة على التفريق بين النفاق والصدق، لذلك صارت الأغنية الوطنية تحتاج لكلمات تحمسهم، وتدخل قلوبهم.

زيادة الوعى والإدراك لدى الشعب بعد ثورة يونيو سببها أن المواطنين شعروا بالخطورة التى كان الوطن بها، واختلاف تلك الفترة عن الوقت الحالى، على حسب تعبير الشاعر الشاب، ما جعل الأغانى الوطنية أكثر مصداقية بالنسبة لهم: «بفرح لما حد يقول لى بسمع (إحنا مش بتوع حداد) فى العربية وأنا ماشى»، وكذلك أغنية «صبّح على مصر» المسموعة فى كل الأماكن، وأوبريت «مصر اللى بجد»، الذى فوجئ باستخدام الرئيس السيسى عنوانه فى حديثه: «كان شرف كبير»، مضيفاً أنه من المهم ألا تقتصر الأغنية الوطنية على حدث معين، وتظل تلعب دورها فى مد المستمعين بالحماس والقوة: «الناس أحست بالخطر فبدأت تستقوى بالفن».

وفى آخر أيام شهر رمضان الماضى، وبالتحديد بعد الحلقة الأخيرة من مسلسل «الاختيار 2»، فوجئ الجمهور بأغنية «إحنا مش بتوع حداد»، التى طُرحت على شكل فيديو كليب، تم تصويره فى ميدان التحرير، بمشاركة أبطال «الاختيار» بجزأيه الأول والثانى، وعدد من مختلف فئات الشعب، ولاقت نجاحاً كبيراً، ورواجاً ضخماً.

ويتحدث «راؤول» عن أسباب ذلك النجاح قائلاً: «يرجع لعدة عوامل، أولها أن الأغنية تعد جزءاً ثانياً لنسخة قديمة من كتابة الرائد بالمعاش محمد طارق الوديع، وغناء أحمد جمال، وحققت نجاحاً كبيراً، وكذلك لأنها ارتبطت بأحداث مسلسل «الاختيار 2»، وعُرضت بعد الحلقة الأخيرة منه، فضلاً عن وجود الأبطال المشاركين فى الفيديو كليب، لافتاً إلى أنه لن يتحدث عن الكلمات، لأن الحكم فى ذلك يرجع إلى الجمهور. وأكد «راؤول»، لـ«الوطن»، أن احتفالية 30 يونيو المقبلة ستضم 3 أغانٍ من تأليفه، وتُقدم جميعها على طريقة الكورال، ومن الممكن أن يشارك عدد من الفنانين فى غنائها خلال الاحتفالية.


مواضيع متعلقة