بعيدا عن الـ«250 ألف أغضبني».. أستاذ جامعي يوزع شيكولاتة بالامتحان: «زي ولادنا»

06:38 م | الخميس 27 مايو 2021

فترة الدراسة الجامعية من السنوات التي لا ينساها معظم الطلاب، يتذكرون دائماً أفضل وأسوأ أستاذ جامعي، من وجهة نظرهم، ومواقفهم مع هؤلاء الأساتذة، التي يتحاكاها كل شخص كلما تذكر تلك الفترة، إلا أن الصدمة الكبرى تمثلت في أن تتحول تهنئة أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية علوم الإسكندرية، بمناسبة ترقيته إلى درجة مدرس، إلى حملة غضب واسعة، تجمع ما يزيد على 251 ألف تفاعل بـ«أغضبني» خلال 48 ساعة، وهو ما لم يحصل عليه أحد قبله من هذا التفاعل، سواء كانوا من داخل الجامعة أو خارجها، إلا أن هناك أساتذة جعلوا طلابهم يتذكرونهم بكل خير بمواقف إنسانية تعاملوا مع الطلاب على أنهم آباء لهم، وليسوا ضدهم.

مواقف إيجابية من أساتذة الجامعة مع طلابهم

ونفذ أعضاء هيئة تدريس مواقف إيجابية مع طلابهم، ومن بينهم الدكتور حسام الدين مصطفى، مدير برنامج الهندسة الطبية والحيوية والأستاذ بقسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات، من بينها العام الماضي، عندما فوجئ طلاب الفرقة الأولى، قبل أداء امتحان مقرر «احتمالات وإحصاء» بكراسة الإجابة وورقة الأسئلة وقطعة شوكولاتة لكل طالب، قبل بدء الامتحان، للتخفيف من التوتر.

دكتور يضع شوكولاتة في ورقة الامتحان

وقال الدكتور حسام الدين مصطفى: «نعمل على التواصل الدائم مع الطلاب من خلال سياسة الباب المفتوح طوال اليوم، وعلى مدار كافة أيام الأسبوع، وتقديم دعم معنوي وإرشاد أكاديمي مكثف للطلاب المتعثرين، ومساعدتهم على النهوض بمستواهم العلمي والتعليمي».

وأضاف قائلاً لـ«الوطن» إنه يحرص دوماً على أن تكون ورقة الأسئلة ذات شكل مميز ومبهج بالألوان، مع مراعاة أن يحتوي المضمون تطبيقات حقيقية، ترتبط بالواقع مثل تشخيص سرطان القولون وارتباطه بالإعلامي شريف مدكور، فكرة منظومة الانتخابات الإلكترونية وارتباطها بإعلان المستشار الراحل لاشين إبراهيم لنتائج استفتاء الرئاسة، كيفية المساهمة في الحفاظ على التراث من خلال أفكار لترميم وإعادة بناء كاتدرائية نوتردام، ومكافحة الإرهاب من خلال دراسة لبعض الحوادث الغاشمة.

حفل استقبال الطلاب يبقى عالقاً بأذهانهم طوال دراستهم

وأشار إلى أن الجامعة تحرص كل عام على عمل حفل استقبال ترفيهي فني مميز لطلاب الفرقة الإعدادية بكلية الهندسة، بحيث يبقى اليوم الأول لهم في الجامعة عالقاً بأذهانهم طوال دراستهم الجامعية، وتشجيع الطلاب الدائم على ممارسة الأنشطة الرياضية، وحصول العديد منهم على جوائز ومراكز متميزة على مستوى الجامعة، وفي نفس الوقت يحرص أساتذة الكلية على إبراز مهارات الطلاب المتميزين علمياً، وتشجيعهم، وتعريف الإعلام بهم، من خلال الأوساط الإعلامية المختلفة، وكذلك اكتشاف مواهب الطلاب الفنية كجانب ترفيهي بعيد عن الأنشطة العلمية، وإقامة حفل سنوي دوري للمواهب في مجالات الغناء والشعر والتقليد والعزف والإنشاد والرسم والنحت.

شتا: الطلاب زي أولادنا

وقال الدكتور إبراهيم حمدي شتا، أستاذ الاقتصاد، إن «حب الطالب للأستاذ من عند ربنا«، داعياً إلى أن يراعي الأستاذ ربنا في عمله، عملاً وليس قولاً فقط، وخاصةً مع الطلاب الجدد، فهم «زي ولادنا»، مؤكداً أن «إدراك الطلاب زاد عن زمان، والطالب يستطيع أن يفرز بعد فترة من المحاضرات، من الأستاذ الذي يشرح من غيره، فأنا خلال المحاضرة أترك الطالب على حريته يشرب مياه وعصير وغير ذلك، وأقول لهم: المهم مش تجيب معاك حلة محشي».

وأضاف أنه في نهاية العام الجامعي يقوم بجمع المحاضرات المكتوبة مع الطلاب بصورة عشوائية، ويضع الامتحان مما شرحه في المحاضرة، ولذلك يحرص الطلاب على الحضور دون الحاجة إلى دروس خصوصية، مشيراً إلى أنه يشعر بالسعادة عندما يضعه الطلاب في «كوميكس» على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم بإعادة نشر التعليق على صفحته، حيث يحرص دائماً على تبادل الآراء مع طلابه.