أمريكا حليفا رسميا لإسرائيل..أستاذ تاريخ يشرح أبعاد العلاقة التاريخية

كتب: إلهام زيدان

أمريكا حليفا رسميا لإسرائيل..أستاذ تاريخ يشرح أبعاد العلاقة التاريخية

أمريكا حليفا رسميا لإسرائيل..أستاذ تاريخ يشرح أبعاد العلاقة التاريخية

تحدث المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، عن أنّ العلاقة بين اسرائيل والأمريكان تعود جذورها إلى عدة قرون ومنذ اكتشاف الأمريكتين فى القرن السادس عشر، موضحا أنّ السر في التحالف القديم والقائم بين الأمريكان الإنجيليين وبين اليهود، تزامنا مع اكتشاف العالم الجديد، ما يؤثر تأثيرا واضحا وعميقا في سير عملية السلام في المنطقة وعلى فض النزاع بين الفلسطينين والإسرائيليين.

وأوضح عاصم الدسوقي لـ«الوطن»، إنّ إسرائيل لا تسعى إلى حلول، وتدعمها أمريكا، وهذا التحالف قديم وعمره نحو 5 قرون، ويعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، حيث انشق القس مارتن لوثر في الكنيسة الكاثوليكية بمدينة تريف بألمانيا، وصاغ مذهبا جديدا هو المذهب الإنجيلي، وهو الذي يحتكم لأفكار الإنجيل وليس إلى ما ورد على لسان البطارقة أو القساوسة، لكن مارتن لوثر ناله وقتها اضطهاد الكنيسة الكاثوليكة، وأصدر بابا روما (الذي يمثل الكنيسة الكاثوليكية) قرارا بحرمان لوثر من الرحمة، لكن مارتن لوثر مزق هذا القرار البابوي وتعرض هو وأتباعه للاضطهاد بسبب اختلافهم مع الكنيسة.

وتابع الدسوقي: وكان مارتن لوثر بحاجة إلى حليف له، ولأن الكاثوليك والأرثوذكس يكرهون اليهود، بدأ مارتن لوثر كسب تعاطف اليهود الذين يتعرضون للاضطهاد والكره، فقد وجد في اليهود حليفا مناسبا له، وكتب مارتن لوثر كتابا عنوانه «المسيح ولد يهوديا»، يتحدث عن فيه عن أفكاره ومنها أفكار تتتناول تاريخ الشعب الإسرائيلي، كما طرح حتمية العودة إلى أرض فلسطين وإقامة وطن دولي لليهود هناك.

وأضاف أنّ اليهود وجدوا في مارتن لوثر خير سند، وتعرض الطرفين (اليهود والإنجليين الجدد أو البروتستانت) لاضطهاد الحكومات الأوروبية الكاثوليكة الأوروبية، فما كان منهم إلا الهروب لأمريكا التى جرى اكتشافها حديثا آنذاك، ولعبت الصدفة دورا في تقوية هذا التحالف الذي حدث في القرن الـ16 تزامنا مع اكتشاف أمريكا.

وتابع: وهناك في أمريكا حدث تحالف سياسي بين الإنجليين وبين اليهود، وقوام التحالف أن يساند الطرفين بعضهما البعض لتحقيق هدفين، الاعتراف بعودة المسيح ليحكم ألف عام فيما يعرف بالحكم الألفي، ليقيم العدل بعد الظلم، أما مطلب اليهود فهو إعادة بناء هيكل سليمان وهذا أساس التحالف، ولذلك لا يمكن لأي سياسي أمريكي أن يخرج على مبادئ هذا التحالف، والدليل على ذلك أنّ الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي الذي تولى في 1961 والذي كان متفاهما مع الرئيس جمال عبدالناصر بشأن حق الفلسطينيين في إقامة دولة، فما كانت النتيجة إلا إطلاق الرصاص عليه، لأن كنيدي كان كاثوليكيا، وكان هذا التحالف وراء الحادث المدبر لاغتيال كنيدي.

وأشار الدسوقي إلى أنّ اليهود لا يسعون للتعايش مع الفلسطينيين، لكنهم يريدون التفوق، ولديهم وهم أنّ معبد سليمان موجود أسفل المسجد الأقصى، ولكي يجدوا المعبد يسعون لهدم المسجد الأقصى، مؤكدا أنّ المعبد اليهودي (معبد سليمان الذي يتعللون به) تم هدمه من أيام الامبراطور الروماني تيتوس قبل الميلاد، لكن سيستمر الأمريكان في دعم إسرائيل انطلاقا من التحالف القديم بين البروتستانت واليهود.

وكان مجلس الأمن الدولي، أعلن فشله أمس الأحد، في التوصل إلى بيان بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للمرة الثالثة على التوالي بسبب الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أسبوع على أبناء شعبنا في قطاعي غزة والضفة الغربية بما فيها القدس إلى 218 شهيدا وأكثر من 5604 جريحا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.


مواضيع متعلقة