من هم يهود الحريدية الذين رفضوا الاعتداءات على الفلسطينين في القدس؟

كتب: خالد عبد الرسول

من هم يهود الحريدية الذين رفضوا الاعتداءات على الفلسطينين في القدس؟

من هم يهود الحريدية الذين رفضوا الاعتداءات على الفلسطينين في القدس؟

برز اسم طائفة اليهود الحريدية أو الحريديم، في الساعات القليلة الماضية، وذلك في أعقاب تبرئهم من المظاهرات المعادية للفلسطينيين والعرب وأحداث العنف التي نظمها اليهود من «القوميين المتطرفين» في القدس، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الطائفة ومعتقداتها.

وقالت هذه الطائفة، في بيان، تعليقا على أحداث العنف التي شهدتها مدينة القدس خلال الأيام الماضية: «إننا لا نريد أن يظنوا بأن هذا العنف مرتبط بأناس متدينين»، داعية إلى تهدئة نيران الحرب، مشددة على أن اليهودية الحريدية ليس لها علاقة بهذه المظاهرات والاضطرابات، داعية شباب المدارس اليهودية الدينية وأهالي الطلاب إلى عدم المشاركة في هذه المظاهرات.

و«الحريديم» هم طائفة يهودية أصولية، تعيش حياتها اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية، وقد رفضت في البداية الصهيونية عند تأسيسها، بل عارضها الكثير منهم بشدة في مراحلها الأولى، وذلك من منطلق أنها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية.

أما اليوم فمعظمهم يؤيدون دولة إسرائيل ويتعاونون معها، باستثناء مجتمعات معينة مثل الحركة المعروفة باسم «ناطوري كارتا»، والتي ما زالت معارضة بشدة لمؤسسات الدولة وترفض التعاون معها، وذلك بحسب تقرير لإذاعة مونت كارلو الدولية.

وكان أحد قادة «ناطوري كارتا»، وهو الحاخام موشيه هيرش، معارضا لقيام دولة إسرائيل، وكان هو وجماعته الصغيرة يحرقون أعلام إسرائيل في «يوم استقلال إسرائيل»، وقد كان موشيه هيرش، مقربا من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي عينه وزيرا لشؤون اليهود في السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان مستشارا له أيضا.

وكلمة «حريديم» هي جمع لكلمة «حريدي» وتعني «التقي»، والحريديم يرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهي معطف أسود طويل وقبعة سوداء، بالإضافة إلى «الطاليت» وهو شال خاص بصلاة اليهود غالبا ما يكون أبيض اللون في زواياه الأربع «التزيتزيت»، وهي مجموعة خيوط طويلة من الصوف مجدولة ومعقودة بطريقة خاصة.

ويرسل رجال الحيرديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، وكذلك يرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة. أما نساء الحيريديم فتتشابه ملابسهن إلى حد كبير جدا مع النساء المسلمات الأصوليات المتطرفات، إذ ترتدي الكثير من نساء الحيرديم لباسا يكاد يطابق النقاب الذي ترتديه النساء المسلمات المتشددات.

وكتب جون روبرت في موقع your jewish news المختص بأخبار اليهود في العالم ومقره في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عن نساء هذه الطائفة «أنهن كن دائما فخورات بلباسهن المحتشم.. الذي يسمى فرومكا frumka ، والذي يطلق عليه البعض اسم برقع طائفة الحيرديم، Haredi burka sect» وتعليقا على الموضوع قال الحاخام بنيزري لموقع «your jewish news»، إن الطائفة اعتمدت هذا اللباس بسبب مخاوف بشأن حالة تدهور الحياء في المجتمع اليهودي المتشدد، حسب قوله.

.ومن أهم سمات «الحيرديم»، التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية (الهالاخاه) الأرثوذكسية، وترفض إعادة النظر في الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية، وهم يفضلون نوعا خاصا من المدارس الدينية اليهودية يدعى (اليشيفات)، يتم فيها تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود.

ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل الطب) أو من أجل كسب الرزق، أما دراسة الأدب والفلسفة وغيرها، فمرفوضة عندهم.

ومن شدة محافظتهم، فإنهم قلما يستخدمون التكنولوجيا وتطبيقاتها مثل التلفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال إلخ. ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذي كان شائعا لدى اليهود في شرقي أوروبا قبل القرن الـ 20 الذي تحدثنا عنه سابقا.

واليهودية الحريدية موجودة في مدينة القدس (في حارة مئة شعاريم مثلا وفي حارات يهودية أخرى)، وفي مدينة بني براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها الشرقي. ولم يكن هناك علاقة لليهود الحيدريم بالصهيونية عند تأسيسها، بل عارضها الكثير منهم بشدة في مراحلها الأولى إذ اعتبروها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية.


مواضيع متعلقة