إسرائيل على أعتاب حرب أهلية بين «عرب 48» والمستوطنين اليهود

إسرائيل على أعتاب حرب أهلية بين «عرب 48» والمستوطنين اليهود
- حرب أهلية في إسرائيل
- الصراع العربي اليهودي
- القضية الفلسطينة
- جرائم الاحتلال الإسرائيلي
- حي الشيخ جراح
- اشتباكات القدس
- أخبار القدس
- حرب أهلية في إسرائيل
- الصراع العربي اليهودي
- القضية الفلسطينة
- جرائم الاحتلال الإسرائيلي
- حي الشيخ جراح
- اشتباكات القدس
- أخبار القدس
تطورت الصدامات التي بدأت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، إلى تصاعد أعمال عنف ومواجهات مباشرة بين الإسرائيليين من العرب واليهود، بما ينذر من إمكانية حرب أهلية في الداخل الإسرائيلي بين «عرب 1948» والمستوطنين اليهود، بذرتها الاشتباكات الحالية في المدن المختلطة في إسرائيل، أهمها الاشتباكات التي تشهدها مدينة اللد، وهي مواجهات بين عرب ويهود لم يحدث مثلها منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
وحذر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، من احتمالية «الحرب الأهلية» داخل إسرائيل، في حين رأى محللون إسرائيليون، أن الصدامات الحالية تكشف حقيقة الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي على أسس دينية وعرقية.
وبدأت الأحداث بتصاعد الغضب العربي بسبب انتهاك المستوطنين اليهود لحرمة شهر رمضان المبارك، ومحاولة طرد سكان عرب من منازلهم وتهجيرهم واقتحام المسجد الأقصى، وهو ما تطور فيما بعد لاشتباكات بين العرب واليهود وأعمال شغب وحرق سيارات، ورشق بالحجارة في مدن الداخل الإسرائيلي، بينما تطورت على صعيد آخر إلى مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وتفاقمت الأحداث في القدس منذ أول شهر رمضان الكريم، بعد انتشار تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق «تيك توك»، تظهر يهودًا يعتدون على سكان من العرب، كما تظهر فلسطينيين يصفعون يهودا متدينين بشكل عشوائي، وبلغت ذروة الأحداث الأسبوع الماضي، في مواجهات امتدت لساعات طويلة، ونظمت مجموعة يهودية يمينية متطرفة، تعرف باسم «لاهافا» مسيرة لمئات المتظاهرين وهم يهتفون «أخرجوا العرب» نحو باب العامود.
تطورت الأحداث بعد ذلك لتشهد شوارع حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، اضطرابات، لما يزيد عن 10 أيام، بين فلسطينيين ومستوطنين يهود على خلفية دعوى قانونية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية، تواجه خطر الإخلاء من منازلها المقامة على أراض يطالب بها مستوطنون.
التطور الأحدث بعد ذلك هو اشتباكات متواصلة بين السكان العرب «عرب 48» والمستوطنين اليهود، منذ 5 أيام، جراء تنظيم مظاهرات تحتج على الأحداث في القدس وقطاع غزة، التي سرعان ما تتحول إلى اشتباكات. وتشهد مدينة اللد شمال إسرائيل، التي تقطنها أقلية كبيرة من عرب 1948، مواجهات دامية بين العرب واليهود، ونفذ المستوطنون اليهود اعتداءات على المارة العرب، كما اسهدف العرب سيارات اليهود وأحرقوها وأشعلوا النيران في معبد يهودي وحطموا المتاجر، وأدى عنف الاشتباكات بين العرب واليهود إلى فرض حالة الطوارئ في مدينة اللد، وبعد ذلك فرض حظر التجوال الليلي في المدينة للحد من الاشتباكات.
ونقلت كاميرات وسائل الإعلام الإسرائيلي، المشاهد المفزعة لهجوم مستوطنين يهود على عربي يقود سيارته في مدينة بات يام، ليخرجونه منها ويكيلون إليه اللكمات والركلات حتى يفقد وعيه ويتورم وجهه، أما في الرملة شمالي القدس، فتظهر الفيديوهات رشق سيارة عربي بالحجارة حتى يفقد السيطرة على عجلة القيادة ويصطدم برصيف مرتفع.
ويعيش في إسرائيل 9 ملايين شخص، من ضمنهم نحو مليوني عربي يشكلون 21% من السكان، ممن بقوا داخل حيفا ويافا وعكا وغيرها من المدن بعد نكبة عام 1948.
ويشكل العرب غالبية سكانية في الناصرة، في حين يغلب تعداد السكان اليهود في أغلب المدن الأخرى مع وجود أقلية عربية كبيرة، وهكذا الحال في حيفا واللد، وهي المدن التي تشهد اليوم، المواجهات الأشرس.
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 750 شخصا لمواجهة الاشتباكات بين العرب واليهود
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها اعتقلت على 750 شخصا في جميع أنحاء إسرائيل ممن وصفتهم بأنهم «مثيري الشغب»، وأضافت أنه جرى تمديد اعتقال أكثر من 400 منهم في المحكمة، على ذمة التحقيق.
وأفادت الشرطة بأنها لمواجهة الاشتباكات بين العرب واليهود، «قامت بعدد من الإجراءات الوقائية، بما في ذلك فرض قيود في مدينة اللد، ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي، والقبض على مشتبه بهم وهم في طريقهم إلى أماكن الشغب والاشتباك، وأيضًا جرى الاتصال مع قادة المجتمع المحلي».
وقال بيان الشرطة: «ستستمر الشرطة في جاهزيتها لمواجهة الأحداث خلال نهاية الأسبوع، كما أنه سيجري الانتهاء من تجنيد قوات الاحتياط التابعة لحرس الحدود اليوم. إلى جانب الاستعدادات المهنية ستواصل الشرطة بالتحقيق في محاولات التحريض عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ورصد المشتبهين وتقديمهم للعدالة».
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن ما يحدث في البلاد «لا يطاق»، وأضاف: «لا يمكن القبول بهذه الأعمال الفوضوية. ما من شيء يبرر إقدام مواطنين عرب بالاعتداء على يهود أو محاولات من قبل المواطنين اليهود للفتك بالعرب».
ودفع عنف الاشتباكات بين العرب واليهود، المحللين الإسرائيلين إلى التحذير من وجود خطر حقيقي للحرب الأهلية، ملقين باللوم على الطرفين. ورغم أن الساعات الماضية، شهدت مبادرات مشتركة من عرب ويهود، لإنهاء الصدام وإيصال رسالة إلى العالم تعكس الرغبة للتهدئة، لكن يرى خبراء إسرائيليون أن الأحداث الأخيرة سيكون لها تبعات وخيمة على التعايش بين اليهود والعرب في إسرائيل، وأن التعايش بين الطرفين هو «سراب وهمي».