غاب الكحك والاحتفال.. عيد أهالي الشيخ جراح تحول لـ«حداد» بملابس سوداء

غاب الكحك والاحتفال.. عيد أهالي الشيخ جراح تحول لـ«حداد» بملابس سوداء
- الشيخ جراح
- القدس
- غزة
- فلسطين
- غزة تحت القصف
- عيد الفطر
- العيد
- الشيخ جراح
- القدس
- غزة
- فلسطين
- غزة تحت القصف
- عيد الفطر
- العيد
ملابس سوداء وأكواب قهوة تفوح رائحتها، يتبادلها الأهالي بين المنازل، اختفت أطباق كعك العيد والبالونات الملونة، لا صوت في الشوارع إلا للمناقشات والاجتماعات، عيد يخلو من ملابس جديدة وتجمعات عائلية، ترقب في كل لحظة وقلق مستمر وانتظار لمصير لم تضح ملامحه حتى اليوم.
حُرم أهالي حي الشيخ جراح بالقدس الفلسطينية، من أجواء فرحة عيد الفطر المبارك هذا العام، بعد أن بات من أكثر مناطق التصعيد الأخير بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس، بعد رغبة الجانب الإسرائيلي في التهجير القسري لسكان الحي من العرب لصالح المستوطنين الإسرائيليين.
صلاة العيد بالملابس السوداء
«صلينا العيد في الأقصى ورجعنا تاني على بيوتنا نكمل اجتماعات ومشاورات، لا في مظاهر احتفال ولا في تنزه وزيارات عائلية».. بلهجته الشامية تحدّث كامل القسيم، أحد أبناء حي الشيخ جراح، لـ«الوطن» عن أجواء العيد وسط حالة الاحتقان التي تسود الحي وفلسطين كافة.
ملابس سوداء وقهوة حدادا على شهداء غزة
التزم أهالي الحي التاريخي بارتداء ملابس سوداء في أول أيام العيد وعقب الانتهاء من أداء صلاة العيد، تعبيرا منهم عن حالة الحداد على شهداء فلسطين الذين سقطوا في القصف الجوي على غزة، وأيضًا وبحسب وصف الرجل الثلاثيني، تعبيرا عن حالة الرفض التام لمحاولات التهجير القسري لأهالي الشيخ جراح من جانب قوات الاحتلال.
ليست الملابس السوداء وحدها هي الوسيلة التي أعرب بها أهالي الشيخ جراح عن تضامنهم مع أهل غزة في أول أيام العيد، بل حرصوا على تبادل القهوة السادة بينهم كنوع من التعبير عن الحزن والحداد أيضا.
ممنوع دخول أي شخص من خارج الحي
الحي المقدسي العريق تحول إلى ثكنة عسكرية ممنوع الدخول إليها أو الخروج منها إلا بموافقة قوات الاحتلال: «بيمنعوا أي حد من برا الحي يدخل واللي بيحاول يعدي السور الحاجز بيتعاملوا معاه بالرصاص المطاطي»، ويسمح للأهالي الدخول والخرج منه وإليه بعد تفتيش والتأكد من هوياتهم، بحسب وصف القسيم الذي ولد وعاش بالحي ومن قبل نشأ أجداده به.
أجلت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة استماع بشأن إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، والتي كان من المقرر أن تعقد، وستحدد موعدا جديدا خلال 30 يوما، وهو الأمر الذي استنكره أهالي حي الشيخ جراح: «اجتماعات مستمرة لمتابعة الوضع مفيش أي عيد عندنا»، وبحسب تعبير القسيم، منذ سبتمبر الماضي ومنذ اندلعت أزمة تهجير أهالي الحي حُرموا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي: «بندخل ونخرج بحساب وكل ده مأثر على شغلنا وزياراتنا لأهالينا برا الحي».