المحافظات.. عمال النظافة يجمعون القمامة ويلقون بها فى الشارع

المحافظات.. عمال النظافة يجمعون القمامة ويلقون بها فى الشارع
يعانى أغلب قرى المحافظات ذات التعداد السكانى الكبير وذات المرافق المكتملة، من أزمة التخلص من القمامة، فالمشروع الذى بدأ فى عدة قرى بعدة محافظات، منها محافظة البحيرة، يواجه مشكلة كبيرة فى التخلص من القمامة التى يتم جمعها، أدت إلى عدم التزام المسئولين فى هذه المجالس بالجمع اليومى لهذه القمامة، رغم أن الأهالى يقولون إنهم يدفعون اشتراكاً شهرياً ما بين 3 إلى خمسة جنيهات، ولا يجدون خدمة جيدة. أزمة التخلص من القمامة تدفع بعض العاملين فى جمع القمامة إلى حرقها فى مكان بعيد عن النطاق السكنى بالقرى، ما يسبب أزمة بيئية وصحية فى المكان المحيط، إذ تخصص بعض مجالس القرى جراراً بمقطورة يقوم بالسير فى الشوارع الرئيسية فى كل قرية لجمع القمامة من الأهالى، على سبيل المثال فى قرية أريمون بمركز المحمودية بمحافظة البحيرة يحصل مجلس القرية من كل شقة ثلاثة جنيهات شهرياً، يدفعها المواطنون مقابل الخدمة التى لا يجدونها فى معظم الأيام.
يشكو السيد كمال جابر، من سكان قرية أريمون، من مشكلة القمامة فى قريته، مؤكداً أن أهل القرية يدفعون اشتراكاً مقابل توفير جرارات لنقل القمامة يومياً، لا تأتى هذه الجرارات يومياً، ويخصص جرار واحد بمقطورته فقط لا يكفى لجمع كل قمامة القرية، ويقول: «زمان كان الناس بترمى الزبالة على فرع ترعة المحمودية، وكانت الزبالة بتلوث الميه، الآن أصبح هناك جرار واحد والناس اتعودت على إنها ترمى الزبالة فى الجرار، ولم تعد ترميها فى النيل، لكن بعد ما الجرار الوحيد أصبح يتخلف عن الحضور اليومى، رجعت الناس لتلقى زبالتها على النيل، ويسبب ذلك تلوثاً فى مياه الشرب، خاصة أن هناك ثلاث محطات لتنقية مياه الشرب قريبة من الأماكن التى يلقى فيها الناس الزبالة».
ينتقد محمد الروينى، من سكان قرية أريمون، أزمة الزبالة بسبب عدم التزام الجرار المخصص لجمع القمامة بالمرور يومياً، كما أن مقطورة واحدة لا تكفى بلداً تعداد سكانه يزيد على السبعة آلاف نسمة، ويضيف قائلاً: «المقطورة تمتلئ بالقمامة فى شارع واحد من شوارع القرية، ولا يوجد مكان للتخلص من القمامة، لذا تتراكم القمامة فى منازلنا ولا نعرف كيف نتخلص منها».
يشير «الروينى» إلى أن قريته حصلت على لقب القرية النموذجية فى الأعوام السابقة، بسبب توافر المرافق المهمة كالصرف الصحى والمدارس والمعاهد الأزهرية والوحدات الصحية ومركز الشباب، وبسبب حالة النظافة العامة والتشجير الذى يزين القرية، لكن بعد أن أُهمل مشروع جمع القمامة ستصبح القرية مهددة بالعودة إلى الخلف، مضيفاً: «أطالب بخمسة جرارات على الأقل مع مقطوراتها لحمل القمامة من قرية أريمون ومن القرى المجاورة».
مشروع القمامة مطبق فى كثير من القرى، وتشرف عليه مجالس القرى ويشارك فى الإشراف على هذا المشروع المجالس المحلية أيضاً.
فى أحد المراكز الأخرى بمحافظة البحيرة، وتحديداً مركز كفر الدوار، تعانى القرى التابعة لهذا المركز من نفس أزمة جمع القمامة، بل تتفاقم الأزمة بسبب تعطل مصنع تدوير القمامة بمنطقة سيدى غازى بكفر الدوار، وتحدد مجالس القرى خمسة جنيهات رسوماً على كل منزل فى نطاق القرية، يقول عصام الصعيدى، من إحدى القرى التابعة لقرية زهرة بمركز كفر الدوار: «مشروع تدوير القمامة فى البلد كان يحل أزمة كبيرة فى القرى، وكانت قريتنا مستفيدة من الموضوع كثيراً بسبب التخلص من القمامة، لكن بعد أن توقف المشروع لأنه كان يسبب أزمة بيئية للمناطق المحيطة بالمصنع بمنطقة سيدى غازى، أصبح هناك أزمة فى جمع القمامة، وأغلب المنازل لا تتخلص من قمامتها بسبب غياب وسيلة نقل القمامة عن السير فى شوارع القرية، المشكلة أننا ندفع خمسة جنيهات عن كل منزل ولا نجد خدمة جيدة».
فى إحدى القرى الأخرى التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، بعزبة الغرباوى، يؤكد مسعد قاسم، من سكان العزبة، أن الجرار الذى يخصصه مجلس القرية لا يمر لجمع القمامة سوى مرة فى الأسبوع أو مرتين فى الشهر، ويقول «قاسم»: «الفلاحين اتعودوا عندنا على جمع قمامتهم من المنازل، وعدم إلقائها فى المناطق الخاوية من المساكن أو على الطرق أو على المصارف، وكان ذلك يسبب تلوثاً، وأصبح هناك أزمة عندنا بسبب عدم وجود مكان للتخلص من القمامة، وقد يتضرر الناس لإلقائها مرة أخرى على المصارف وتسبب أزمة بيئية وقد ينتج عنها أمراض خطيرة»،
ويتساءل «قاسم» عن أجهزة الحكومة والأجهزة الرقابية على مجالس القرى والمحليات لمتابعة هذا المشروع المهم، الذى قضى على خطر كبير وحفظ الناس من أمراض كثيرة معدية بسبب وضع القمامة فى طرق وشوارع القرية، قائلاً: «الخطر سيعود من جديد لنا إذا استمر المسئولون فى إهمالهم».
أخبار متعلقة
من «أحمد حلمى» إلى الطريق الدائرى.. مخلفات البناء تغلق شوارع بالقاهرة والجيزة ولا عزاء للمرور
شركات النظافة الأجنبية.. عقود ملزمة للحكومة وغياب على أرض الواقع
نقيب الزبالين: الأزمة لن تنتهى إلا بعودة تربية الخنازير
يوميات «كوم زبالة».. الأهالى يلقون مخلفاتهم و«الزبال» يفرز من المنبع وسيارة النظافة كل 10 أيام
المحافظات.. عمال النظافة يجمعون القمامة ويلقون بها فى الشارع
رئيس الهيئة العامة لنظافة القاهرة لـ«الوطن»: لست راضياً عن أداء الشركات الأجنبية.. وقريباً جداً سنتعاقد مع شركات وطنية