يوميات «كوم زبالة».. الأهالى يلقون مخلفاتهم و«الزبال» يفرز من المنبع وسيارة النظافة كل 10 أيام

كتب: عبدالوهاب عليوة

يوميات «كوم زبالة».. الأهالى يلقون مخلفاتهم و«الزبال» يفرز من المنبع وسيارة النظافة كل 10 أيام

يوميات «كوم زبالة».. الأهالى يلقون مخلفاتهم و«الزبال» يفرز من المنبع وسيارة النظافة كل 10 أيام

«بعد مقلب الزبالة اللى جاى ده يا أسطى».. كلمات وجهها أحد الركاب لسائق السرفيس، طالباً منه التوقف عند كوم القمامة القابع على يمين الطريق بشارع بورسعيد، أحد أكبر شوارع القاهرة الكبرى وأكثرها ازدحاماً، بينما تطلب راكبة أخرى فى سيارة أجرة ثانية، من قائدها إنزالها بعد «كوم الزبالة»، وعلى بعد أمتار قليلة يقف نفر من قاطنى منطقة «القصيرين» بالزاوية الحمراء، بالقرب من نفس المكان الذى يقبع فيه تل القمامة، باعتباره محطة الركاب الرئيسية التى تخدم أهالى المنطقة، فى انتظار وسائل المواصلات التى تنقلهم إلى مكان عملهم أو أى مكان آخر يريدون الذهاب إليه، ليصبح كوم الزبالة أحد معالم الطريق الرئيسية داخل شارع بورسعيد، الذى يربط بين محافظتى القاهرة والقليوبية. على مدار ثلاثة أيام رصدت «الوطن» المكان الذى تحول بأيدى الأهالى، وإهمال شركة النظافة الأجنبية المسئولة عن رفع القمامة فى هذه المنطقة، وتجاهل المسئولين بالمحافظة، إلى أحد أشهر الأماكن والمحطات الرئيسية فى الشارع المزدحم. وفقاً لتقدير عبدالناصر الحسين، أحد العاملين فى فرز القمامة، كما يروى «كل 10 أيام يقوم لودر بتحميل سيارة نقل ثقيل بالزبالة»، التى وصفها بأنها تأخذ شكلاً هرمياً وتمتزج فيها فضلات المنازل بـ«أكوام الرتش» الناتجة عن أعمال الهدم والتجديد للعديد من العقارات المتناثرة فى محيط المكان، يؤكد ما يقول بأنه يعرف هذه المواعيد جيداً لأنه يحرص على التنقيب فى هذه القمامة للبحث عن كل شىء له ثمن أو يعود عليه بالنفع. بارتفاع لا يتجاوز ثلاثة أمتار، تعلو القمامة الممتدة على مساحة تصل إلى عشرة أمتار بطول الشارع وتقترب من احتلال 5 أمتار بعرض الطريق لتقترب من الطبقة الأسفلتية المخصصة لسير السيارات، هكذا يبدو المكان الذى يقبع على بعد أمتار من مقر الشركة الأجنبية المسئولة عن تجميع القمامة. وبحسب تقديرات حسن منصور، أحد أهالى المنطقة، لا يتجاوز عمر هذا «كوم القمامة» يومين «أول إمبارح بالليل كان مسئولى الحى والشركة بيحمّلوا الزبالة فى عربات نقل كبيرة، تركوا المكان فاضى»، مضيفاً «رغم وجود مكان مخصص لتجميع القمامة بالقرب من الكوم، لكن الناس بترمى الزبالة هنا»، وهو ما دفع أصحاب المبانى المجاورة إلى غرس صدادات حديدية، فى محاولة منهم لمنع زحف القمامة إليهم، ولكنها أحياناً ما تفشل فى حجب القمامة عن الوصول إليهم. وبعد مرور يوم آخر يرتفع كوم القمامة، وتتسع رقعته بما يقترب من الضعف، صناع التل الهرمى الذى يكبر يوماً بعد آخر وساعة بعد أخرى، ينقسمون إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى هم سكان المنطقة، فالانتظار فى المكان لمدة لا تتجاوز الـ10 دقائق، كفيل بمشاهدة ربات البيوت، اللاتى يتوافدن على المكان الواحدة تلو الأخرى، تلقى كيساً أسود مملوءاً بمخلفات البيت، وأحياناً ما يقوم أبناؤهن بهذا الدور بدلاً منهن، بينما الفئة الثانية تضم أصحاب السيارات الكارو وبعض السيارات ربع النقل، الأولى غالباً ما تكون محملة بمخلفات المبانى، بينما الأخرى تقف لدقائق معدودة وربما لثوانٍ، ليرمى من يقف من صندوقها الخلفى شكائر بلاستيكية، غير مهتم بوقوعها فى حارات مرور السيارات أو فى حرم الطريق، بينما الفئة الأخيرة تقتصر على سيارات شركة النظافة التى تتردد على المكان لإلقاء حمولتها داخل المقلب وخلف السور الخرسانى، ليفاجأ قائدها الذى يرفض ذكر اسمه بوجودها «الزبالة تغلق مدخل المقلب ويستحيل الدخول بالسيارة»، يضطر سائق السيارة فى النهاية لتفريغ حمولتها فوق التل العشوائى على جانب الطريق، لتشارك الشركة المكلفة برفع كوم الزبالة فى تراكمها ولو بصورة مؤقتة حتى يتم رفعها بعد تكدسها كل 10 أيام وربما أكثر. أخبار متعلقة من «أحمد حلمى» إلى الطريق الدائرى.. مخلفات البناء تغلق شوارع بالقاهرة والجيزة ولا عزاء للمرور شركات النظافة الأجنبية.. عقود ملزمة للحكومة وغياب على أرض الواقع نقيب الزبالين: الأزمة لن تنتهى إلا بعودة تربية الخنازير يوميات «كوم زبالة».. الأهالى يلقون مخلفاتهم و«الزبال» يفرز من المنبع وسيارة النظافة كل 10 أيام المحافظات.. عمال النظافة يجمعون القمامة ويلقون بها فى الشارع رئيس الهيئة العامة لنظافة القاهرة لـ«الوطن»: لست راضياً عن أداء الشركات الأجنبية.. وقريباً جداً سنتعاقد مع شركات وطنية