من «أحمد حلمى» إلى الطريق الدائرى.. مخلفات البناء تغلق شوارع بالقاهرة والجيزة ولا عزاء للمرور

من «أحمد حلمى» إلى الطريق الدائرى.. مخلفات البناء تغلق شوارع بالقاهرة والجيزة ولا عزاء للمرور

من «أحمد حلمى» إلى الطريق الدائرى.. مخلفات البناء تغلق شوارع بالقاهرة والجيزة ولا عزاء للمرور

شارع كبير يتسع لأكثر من أربع سيارات فى الجانب الواحد منه، أغلقت أغلب حاراته عمداً، الفاعل يراه الجميع يومياً، عربات كارو تمر فى شارع أحمد حلمى باحثة عن مكان مناسب لإلقاء ما تم جلبه من بقايا مخلفات مبانٍ، أكوام كبيرة من الرتش تراصت على جانبى الشارع الرئيسى المؤدى لشارع رمسيس، ومن الجهة الأخرى لمحافظة القليوبية، محاولات كثيرة قامت بها سيارات النظافة لحمل تلال «الرتش»، ولكن سرعان ما تعود تلك التلال للظهور مرة أخرى خلال أيام قلائل، تلبث داخل الشارع لمدة تزيد على الأسبوع، حتى تعود سيارات النظافة مرة أخرى وتحملها بعيداً، لتتراكم مرة أخرى، وهكذا. الشكوى من ضيق الشارع، وانتشار «الرتش» يكررها أحمد نصار سائق تاكسى، قدره جعله من سكان منطقة «إيديال» كما جعل من مروره فى شارع أحمد حلمى معاناة يومية متكررة، حيث أكوام مخلفات البناء على الجانبين، يقول «معاناة يومياً بعد تعطل الطريق فى أوقات الذروة، صباحاً مع ذهاب الموظفين لأعمالهم، وظهراً مع عودتهم بسبب زحام السيارات التى تحاول شق طريقها بين مخلفات البناء التى ملأت الشارع، والسبب واضح للجميع، وهو بناء العديد من البنايات المخالفة بطول مساكن إيديال، التى تعاقد أصحابها مع عربات الكارو للتخلص من بقايا الطوب والرمل من داخل الأبنية بعد هدم بعضها لبناء أحدث منها على مساحات أكبر، ولعدم وجود منفذ حقيقى لإلقاء المخلفات بات الشارع هو المكان الوحيد الذى تستغله الكارو».
حركة المرور تواجه معوقات بسبب أكوام المخلفات
انتقلت أزمة شارع أحمد حلمى بامتداد المكان، وصولاً للطريق المؤدى إلى موقف عبود، حيث تراكمت تلال «الرتش» على الطريق، التى حولت مهمة وصول المواطنين إلى الموقف معاناة تستوجب المرور بين سيارات متكدسة ومخلفات بناء تملأ المكان، قال عمرو سيد سائق ميكروباص بالموقف «ساعات بنقف أكتر من ساعة نستنى العربيات تمر واحدة واحدة لأن الشارع ضيق بسبب الرتش، وطلبنا من مسئولى المحطة وضع حد لتلك المشكلة، ولكنهم فشلوا فى التعامل مع سائقى الكارو الذين يتسم أغلبهم بالبلطجة، بالإضافة إلى عدم وجود رادع لهم من الحكومة». متابعة يومية عاشتها سيدة حسين، بحكم سكنها فى شارع أحمد حلمى، جعلتها ترصد ما يمر به الشارع يومياً فى محاولات القضاء على تلال مخلفات البناء، حيث تقول: شركة النظافة تأتى كل فترة بعد أن يكون الرتش أغلق الشارع بالفعل، وتحاول المحافظة حل المشكلة بكتابة كلمة «جراج» فى المناطق الخالية حتى يعتبرها البعض مكاناً لركن السيارات فقط، ولكن لا يدوم ذلك إلا أياماً معدودات فقط، ويعود الحال إلى ما هو عليه، لعدم وجود أفراد يضبطون أصحاب الكارو أثناء قيامهم بذلك». أكوام ثابتة من بقايا الطوب الأحمر والحجرى واللبن، ترتفع لعدة أمتار أعلى الطريق الدائرى الواصل بين موقف العاشر بمدينة السلام، وحتى بداية مدينة السادس من أكتوبر، بعضها اتخذ مكاناً ثابتاً له بالقرب من سلالم الصعود والهبوط، يعرفها كل السكان المحيطين بها لاستخدامه وقت الاحتياج إليه، والبعض الآخر يتفرق على جنبات الدائرى عند محطات بداية ووصول سيارات الميكروباص. المشهد نفسه تكرر بالقرب من مواقف السيارات الرسمية داخل نطاق القاهرة الكبرى «المؤسسة، عبود، أحمد حلمى»، بدرجة أكثر ارتفاعاً، حيث تتراكم مخلفات البناء التى تختلط فيها بقايا المبانى مع أكياس القمامة التى تتفرق من حولها. يقول محمود السيد، أحد سكان منطقة المريوطية، إن انتشار البنايات الحديثة على جانبى الطريق الدائرى حوله إلى مقلب لرتش المبانى، بسبب عدم وجود أماكن مخصصة له من ناحية، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة أجرة سيارات نصف النقل المتخصصة فى نقله إلى صحراء مدينة 6 أكتوبر، التى تتجاوز 350 جنيهاً للمرة الواحدة، وأضاف الرجل الأربعينى «أكوام الرتش بقالها عشرات السنين، عمرها من عمر الدائرى تقريباً، وكل ما تيجى لجنة من الحى وتشيل شوية منه، ترجع الناس ترمى تانى، لأن ما قدامناش بديل تانى» أما أسامة عبدالواحد، سائق ميكروباص بموقف المرج، فيرى أنه على الرغم من التأثير السلبى لأكوام «الرتش» على حركة المرور، وانتشار الطوب والحصى وسط الطريق، فإنها أصبحت محطات ثابتة لانتظار الركاب بالقرب منها، لدرجة أنها تحولت إلى محطات ركوب ثابتة، وأضاف «جهاز مجلس المدينة فى منطقة المرج نادراً ما يقوم برفع تلك الأكوام، وفى حالة حدوث ذلك، تتسبب سياراتهم فى توقف الحركة بشكل كامل أعلى وأسفل الطريق الدائرى، بيخلونا نقول ياريتكم ما جيتوا تشيلوها، سيبوها موجودة طالما الدنيا ماشية وخلاص». عبدالرحمن منعم، موظف، يؤكد مشاهدته لسائقى سيارات النقل وهم يقومون بإلقاء بقايا الهدم فى الأماكن المخصصة للانتظار المفاجئ للسيارات على الطريق الدائرى، مستغلين التجديدات والترميمات التى تقوم بها هيئة الطرق والكبارى «الناس بتيجى جنب الطرق المتكسرة وترمى الهدم بتاعها، علشان ما حدش من المسئولين ياخد باله»، يضيف «غالبية سكان العمارات المحيطة بالطريق الدائرى يعانون من غبار إلقاء السيارات للرتش، التى تأتى إلينا من داخل المناطق السكنية المكتظة بالسكان، والتى لا يوجد فيها موضع قدم لتحمل بقايا إحلال وتجديد العمارات السكنية». أخبار متعلقة من «أحمد حلمى» إلى الطريق الدائرى.. مخلفات البناء تغلق شوارع بالقاهرة والجيزة ولا عزاء للمرور شركات النظافة الأجنبية.. عقود ملزمة للحكومة وغياب على أرض الواقع نقيب الزبالين: الأزمة لن تنتهى إلا بعودة تربية الخنازير يوميات «كوم زبالة».. الأهالى يلقون مخلفاتهم و«الزبال» يفرز من المنبع وسيارة النظافة كل 10 أيام المحافظات.. عمال النظافة يجمعون القمامة ويلقون بها فى الشارع رئيس الهيئة العامة لنظافة القاهرة لـ«الوطن»: لست راضياً عن أداء الشركات الأجنبية.. وقريباً جداً سنتعاقد مع شركات وطنية