أزمة فرنسا في أعين الخبراء: "نص حقيقة ونص كدبة" والشائعات الدينية السبب

كتب: أحمد الشرقاوي

أزمة فرنسا في أعين الخبراء: "نص حقيقة ونص كدبة" والشائعات الدينية السبب

أزمة فرنسا في أعين الخبراء: "نص حقيقة ونص كدبة" والشائعات الدينية السبب

دائما ما تبنى الشائعات على شيء من الحقيقة، وفي أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حضرت الشائعات ذات الصبغة الدينية، لتنتشر كالنار في الهشيم ولم تشفع أي محاولات للتوضيح عن إيقافها لأنها تمس العقائد، فرغم نشر صحيفة "شارل إيبدو" الفرنسية الكاريكاتورات في سبتمبر الماضي، وإعادة إصدارها مرة أخرى في نهاية أكتوبر في صحيفة لا نوفال ريبوبليك الفرنسية، وتصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في 21 أكتوبر بـ"التمسك وعدم التراجع عن تلك الرسومات"، خلال حفل تأبين مدرس التاريخ الفرنسي، صامويل باتي، الذي ذبح على يد متطرف شيشاني، بسبب عرضه رسومات مسيئة لنبي الإسلام على طلابه، وفي ظل غضب واسع بالعالم الإسلامي، وخروج تظاهرات في بعض الدول ضد فرنسا، وحملات داعية لمقاطعة المنتجات الفرنسية منذ ما يقرب من أسبوعين، إلا أن هناك من أخذ الأزمة في صراع سياسي، وصبغ الحادث بشائعات ذات صبغة دينية على منصاتها.

استخدمت بعض القنوات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية الأخبار الكاذبة والشائعات لتحقيق أهدافها وتطبيق أجندات مخابراتية لصالح دول بعينها، وآخرها استغلال أزمة الرسوم المسيئة للرسول لتحقيق مكاسب سياسية تخدم مصالح تركيا، وروجت اللجان الإلكترونية للجماعة تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي ماكرون تحمل إساءة للنبي، وهي التصريحات التي لم يدل بها، فضلاً عن الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية بهدف التغطية على الدعوة السابقة بمقاطعة منتجات تركيا.

بدر الدين: الإخوان يستخدمون الإعلام لبث الشائعات

وقال الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدام القنوات لبث الشائعات في العديد من الأحداث، مثلما فعلوا في انتخابات مجلس النواب الحالية، وذلك في إطار حروب الجيل الرابع، التي تستهدف نشر الأخبار المغلوطة.

وأضاف بدرالدين، لـ"الوطن"، أن لجان الجماعة الإرهابية حرفت تصريحات الرئيس ماكرون بهدف إحداث البلبلة بين شعوب الدول العربية ودولة فرنسا، مضيفا أن الجماعة الإرهابية أصبحت الآن على وسائل الإعلام، وعلى قنوات تعبر عن أفكارهم وخدمة الأجهزة الاستخبارتية التي تعمل لصالحها والتي تستهدف الوقيعة بين الشعب ومؤسسات الدولة والدول الأجنبية.

وتابع أن محاولات الإخوان لا تحدث الصدى الذي تأمله الجماعة، حيث ينكشف كذبهم بين الفترة والأخرى، وباختلاف الأحداث نفسها، حيث يظهر كذب الإخوان بأشكال غير مباشرة، كنشرهم فيديوهات لا تكون متطابقة مع الحدث أو المكان الواقعة فيه، وهو ما يبرهن مغالطاتهم، ويدل على كذب إدعاءاتهم، لكنها ربما تجد صدى لدى البعض، الذين ربما لا يصادفون ما يبرهن لهم على هذه المغالطات والأكاذيب، لذا لابد من خطة جيدة إعلامية وثقافية تواجه زيفه.

وفي ذات السياق، قال الدكتور سامي الشريف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن وسائل الإعلام المصرية تواجه الإعلام المعادي التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، وأنه لا بد من تقديم الأخبار والمعلومات في الإعلام المصري بشكل شفاف وواضح وذلك لصرف الناس عن الإعلام المعادي.

خضر: التنفيس عن الكبت من أكبر الدوافع وراء نشر الشائعات

وقالت الدكتورة نرمين خضر، عميد كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة، إن التنفيس عن حالة الكبت، من أكبر الدوافع التي تقف وراء نشر الشائعات، لافتة إلى أن الناس غالبا يميلون إلى تصديق كل ما يقال وعدم التثبت.

وأضافت أن أسباب انتشار الشائعات، هو غياب الصراحة والشفافية والحوار، فانعدام الأخبار والمعلومات يدفع الناس لتصديق أي شيء، وتكون الحجة أنه لا يوجد دخان بلا نار.


مواضيع متعلقة