أردوغان ينصر الإسلام.. خليفة الإخوان يتاجر بالنبي لتصفية حسابات سياسية

أردوغان ينصر الإسلام.. خليفة الإخوان يتاجر بالنبي لتصفية حسابات سياسية
- الإساءة للرسول
- أردوغان
- ماكرون
- التجارة بالدين
- تركيا
- فرنسا
- الإساءة للرسول
- أردوغان
- ماكرون
- التجارة بالدين
- تركيا
- فرنسا
تصاعدت أزمة الرسوم المسيئة للرسول لتسبب مشكلة حقيقية بين فرنسا وجموع المسلمين، إلا أن الأزمة سرعان ما تحولت إلى معركة بين تركيا وفرنسا، حيث تشهد العلاقات بينهما توترات غير مسبوقة ترتكز إلى رفض باريس ممارسات النظام التركي.
الميليشيات الإلكترونية الإخوانية تغير مسار الأزمة من الدفاع عن النبي إلى دعم أردوغان
وبدأت الآلة الإعلامية والميليشيات الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية توجه بوصلة القضية نحو تشبيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحامي حمى الإسلام والمدافع عن رسول الله، ثم أطلقت تلك المنصات حملة ترويجية لمقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية للتغطية على الدعوات العربية لمقاطعة المنتجات التركية، التي بلغ تأثيرها إلى حد حديث المعارض علي باباجان بأن بلاده تبكي دمًا بسبب المقاطعة.
"شيزوفرينيا أردوغان"، كشفتها المعارضة التركية، وفضحت تجارته بالدين وبأزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما عرضت ماركات حقائب زوجته الفرنسية، التي تبلغ ثمن الواحدة منها 50 ألف دولار في وقت يعاني فيه الشعب التركي، وهو ما جاء في تلك التغريدة التي توضح ماركة حقيبة زوجة أردوغان.
#أردوغان يدعو إلى مقاطعة البضائع الفرنسية ووسائل الاعلام تتساءل هل ستتخلي أمينة أردوغان عن حقائبها الهرمس فرنسية الصنع والتي تبلغ قيمة الحقيبة الواحدة٥٠ ألف دولار. لنصرة الرسول #تركيا pic.twitter.com/KfT61MqiNX
— شؤون تركية (@TurkeyAffairs) October 26, 2020
وعي جمهور التواصل الاجتماعي ورواده بأن أردوغان يسعى للتجارة بغضب المسلمين من الرسومات المسيئة، والحصول على مكسب سياسي من تنصيب نفسه وصيا ومدافعا عن الإسلام، اتضح في أكثر من تغريدة كشفت دوافعه وفضحت أكاذيبه، وأن خلافه مع ماكرون سياسي، وأتضح في أزمات سابقه هاجمه فيها الرئيس الفرنسي علانية، خاصة فيما يتعلق بالدور التركي في نشر الفوضى والإرهاب في ليبيا.
لماذا لن أقاطع المنتجات الفرنسية؟
— H LAQWER د حسين لقور (@Dr_Laqwer) November 2, 2020
أولا:
لأن حملة المقاطعة هذه سياسية صرفة و تقف وراءها تركيا و الاخوان المسلمين و ليست كلها لأجل الرسول صلى الله عليه وسلم و إنما جاءت لإستغلال حدث و لكي تحول الاتجاه من مقاطعة المنتجات التركية التي أخذت بها شعوب عربية رفضا لممارسات اردوغان.
وخلال الفترة الماضية، وُجدت تشابكات كبيرة بين "أنقرة" و"باريس" كالموقف من انتهاكات تركيا لمياه اليونان وقبرص في منطقة شرق البحر المتوسط، وأيضًا الموقف الفرنسي الرافض للدعم التركي للإرهاب في ليبيا، وغيرها من القضايا التي جعلت النظام التركي يحاول استغلال أزمة الرسوم الكاريكاتورية لتصفية الحسابات مع الفرنسيين.
أردوغان له تاريخ في الاتجار بالدين لخدمة أهدافه السياسية
في هذا السياق، قال محمد ربيع الديهي الباحث المتخصص في الشأن التركي، لـ"الوطن"، إن العلاقات التركية الفرنسية تشهد حالة من التوتر الشديد نتيجة للدور التركي المزعزع للاستقرار في العالم، والداعم للصراعات والحروب في العديد من دول العالم والمنطقة.
أردوغان وماكرون مختلفين باليونان وليبيا وغيرهم، لا الاسلام ولا المسلمين ولا الرسول إلهم علاقة بالموضوع، هم فقط وقود للمعركة، سلعة لا اكثر ولا اقل
— alia (@aliamansour) October 26, 2020
وأضاف: "ومن هنا فأردوغان الذي استغل الدين في تحقيق طموحاته الشخصية من خلال دعم الصراعات او المتاجرة باسم الدين الإسلامي في كل أفعاله تناقض مبادئ الدين، فأثناء الهجوم التركي على الشمال السوري في نهاية عام 2019 استغل أردوغان اسم الدين وأطلق على القوات التي تقتل المسلمين من السوريين اسم جيش محمد، في حين وجه للغرب حديثًا مخالفًا بالقول إن هذه القوات تسعى إلى الحفاظ على أمن تركيا".
وتابع "الديهي": "هذا الأمر تكرر مرة أخرى حينما استغل أردوغان العمل الإرهابي الذي حدث في مسجدين بنيوزيلندا وتصويره باعتباره تعدٍ على الإسلام وعلى تركيا، بهدف تحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات التركية، في الوقت الذي كان يشهد فيه ميدان التقسيم في اسطنبول مظاهرات للمثليين تندد بتأخر الرواتب التي يدفعها النظام التركي لهم عن موعدها المحدد".
"أردوغان" يحاول استغلال أزمة الإساءة للرسول لجذب إسلامي فرنسا
ويؤكد الباحث المتخصص في الشأن التركي، أن الحديث عن تناقضات أردوغان ومحاولة استغلال الدين لخدمة مصالح سياسية وأيديولوجية ضيقة كثيرة جدًا، واليوم بعد خلاف طويل مع فرنسا استغل أردوغان الإساءة للرسول بهدف كسب دعم اسلامي ضد فرنسا التي حطمت طموحاته الشخصية في إحياء ارث الخلافة العثمانية.
وأضاف: "أردوغان المتاجر بمشاعر المسلميين والذي فشل في تحقيق طموحه باسم الدين وجد الفرصة سانحة ليعلق عليه فشله السياسي، فاستغل الإساءة للنبي والتي أدانتها كل الشعوب والدول ليروج لنفسه من جديد وكأنه حامي حمى الإسلام، في الوقت الذي يكون فيه الخلاف سياسي بالأساس حول مجموعة من النقاط".
وعدد "الديهي" تلك النقاط كدعم تركيا لحكومة فايز السراج، وإرسال مرتزقة للقتال في ليبيا، حيث ترفض فرنسا هذا الدعم وتصدت له بشدة، وكذلك استغلال الدين لدعم سياسات تركيا الخارجية، والموقف من الأكراد، وبعض الخلافات داخل حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، وتوغل تركيا في مناطق نفوذ فرنسا بقارة أفريقيا، وأزمة شرق البحر المتوسط.
واختتم الباحث حديثه: "أردوغان يحاول استغلال حادث الإساءة للرسول بهدف الانتقام من فرنسا التي تصدت لطموحاته في العالم، ومنعته من دخول الاتحاد الأوروبي".
وتابع: "إضافة إلى رغبة اردوغان في دغدغة مشاعر العرب والمسلمين الذين دشنوا حملة مقاطعة للمنتجات التركية في ظل انهيار سعر الليرة بهدف تخفيف الضغط على الاقتصاد التركي".
ولفت إلى محاولة اردوغان أن يجد موطئ قدم في المنطقة العربية التي باتت شعوبها ترفض سياسياته، وتتهمه بالإرهاب والسعي نحو تدمير الدول العربية والاستيلاء على ثرواتها.