أزمة "ماكرون" تفتح أعينها.. لماذا تحارب أوروبا الإسلام السياسي؟

كتب: محمد حسن عامر

أزمة "ماكرون" تفتح أعينها.. لماذا تحارب أوروبا الإسلام السياسي؟

أزمة "ماكرون" تفتح أعينها.. لماذا تحارب أوروبا الإسلام السياسي؟

شهدت الأيام الماضية تحركات أمنية داخل بعض الدول الأوروبية طالت عدة جمعيات تابعة أو مقربة من جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في مصر، في إطار جهود مكافحة الإرهاب إثر عدة عمليات تمت منذ ذبح معلم فرنسي في فرنسا، والذي تسبب في موجة خلاف كبيرة بين "باريس" والمسلمين بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فهمت على أنها استهداف للإسلام.

فمع حادث ذبح المعلم الفرنسي الذي استعرض رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال حصة تعليمية، أغلقت فرنسا جمعية تابعة للإخوان تسمى جمعية الشيخ ياسين وعلى رأسها المؤسس عبد الحكيم الصفريوي، كما شنت الشرطة النمساوية حملة مداهمات فجر أمس على 66 موقعا وطالت 70 مشتبها بهم بجمعيات قريبة من الإخوان على صلة بتنظيمات إرهابية.

وكان القاسم المشترك في تلك العمليات تأكيد السلطات خصوصا في فرنسا والنمسا على أن تلك المداهمات لا تستهدف الإسلام ولا المسلمين في حد ذاتهم، وإنما تستهدف العناصر المتطرفة وأيضا هي تحركات لحماية المجتمعات المسلمة في أوروبا من استغلال التنظيمات المتطرفة لهم.

وتفرض تلك التغيرات تساؤلا حول ما إذا كانت أوروبا ستنجح في كسب معركة التلاعب بعقول المسلمين من قبل جماعات الإسلام السياسي، وأنها ستستطيع إيصال رسالتها بأنها ليست ضد المسلمين والإسلام وإنما تستهدف محاولات نشر التطرف.

أوروبا تحاول إيقاف تجنيد الخلايا النائمة

في هذا السياق، قال بهاء محمود الخبير في الشؤون الأوروبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية إن التحركات الأوروبية المذكورة تأتي كمحاولة لإيقاف تجنيد خلايا نائمة أخرى وتجفيف منابع الإرهاب في الدول الأوروبية من إغلاق الجمعيات ومحاصرتها ومراقبة المنتمين لها.

وأضاف، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "أوروبا تفكر في إغلاق منابع الإرهاب لديها لتتفرغ للقادمين من الخارج وهو توجه أوروبي عام، لأن الواقع يقول إن مساحات الحريات التي أعطتها الدول الأوروبية لم تستمثر للحرية الشخصية وإنما لفرض أمر واقع على الأوروبيين، وبالتالي هو تحرك للحفاظ على أمن تلك الدول".

السلطات الأوروبية تريد احتواء المسلمين

وتابع "محمود": "السلطات الأوروبية حين تتحرك في هذا المسار ليست عدوة للإسلام بقدر ما هي تريد عملية احتواء للمسلمين على أرضها لأنهم جزء من هذا الوطن سواء أولئك الذين من أصول عربية أو تركية أو حتى مسلمين أوروبيين أو من أي أعراق أخرى، خصوصا وأنه من السهولة بمكان الاتصال بين الخلايا الإرهابية والمجتعات المسلمة في أوروبا في ظل الحدود المفتوحة بين دول القارة العجوز".

مداهمة الجمعيات الإخوانية توجه أوروبي عام سيمتد لدول أخرى

وأكد الباحث بوحدة العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هذه العمليات التي تقوم بها النمسا وفرنسا تعبر عن توجه أوروبي عام، مضيفا أنها ستمتد إلى دول أخرى.

وقال "محمود": "دول عدة ستقوم بهذا الأمر وعلى رأسهم ألمانيا والتي ستكون هي الأقرب لذلك لأنها تعاني من انتشار هذه الجمعيات التي على صلة بالتنظيمات المتطرفة".


مواضيع متعلقة