دينا عبد الفتاح تكتب: معضلة اختلاف سقف الطموح!

كتب: دينا عبد الفتاح

دينا عبد الفتاح تكتب: معضلة اختلاف سقف الطموح!

دينا عبد الفتاح تكتب: معضلة اختلاف سقف الطموح!

مستحيل أن تستطيع تقديم المختلف وأنت لا تقدم الطبيعى.. مستحيل أن تستطيع أن تبتكر وأنت لا تتقن التقليدى.. مستحيل أن تصعد إلى قمة الجبل وأنت ما زلت تنظر إلى أسفل قدميك.. مستحيل أن تصل إلى حلمك وأنت أساساً لا تحلم!

نواجه جميعاً أو الأغلبية العظمى فى مصر مشكلة انخفاض سقف الطموح، وغياب الاجتهاد والمثابرة وعدم إتقاننا سياسة «النفس الطويل» التى غالباً ما تحسم المعارك وتحقق الأحلام والأهداف.

وتعتبر المشكلة الرئيسية فى بلدنا حالياً هى اختلاف سقف الطموح بين القيادة السياسية والحكومة من ناحية، والشعب من الناحية الأخرى.. الدولة تبنى مدناً عالمية مثل الجلالة والعلمين وتفتح أبواباً للعمل والاستثمار، الدولة تخطط لمصر الجديدة بكل ما فى الكلمة من معنى، وتؤسس لطفرة كبيرة فى مختلف المجالات الاقتصادية، الحكومة تعمل على مدار الساعة لتحسين صورة دولتنا أمام العالم ووضعها كأهم مقاصد الاستثمار الأجنبى فى الشرق الأوسط، القيادة السياسية توجه باستمرار العمل على قدم وساق فى تنمية سيناء وصعيد مصر وتعزيز فرص العمل المنتجة المربحة فى تلك الأقاليم.. وفى المقابل نجد الأفراد ما زالوا يفكرون فى أعمال وممارسات تقليدية للغاية مثل شراء الذهب واكتنازه وشراء العقارات وإغلاقها حتى يرتفع سعرها فيتم البيع، وإقامة المشروعات التقليدية فى مجالى التجارة والصناعة وفى الغالب تكون مخالفة لقواعد الاستثمار الصحيح وتندرج تحت ما يسمى القطاع غير الرسمى.. ناهيك عن جلوس الملايين طوال اليوم على مواقع التواصل الاجتماعى يتحدثون عن هذا الشاب الذى دخل كلية الطب وهو يبيع «الفريسكا» وتلك الفتاة التى تلاحق مغتصبيها، وهذا الرجل الذى فعل كذا.. وهذا الطفل الذى يشبه فلاناً.

لا شك أن التواصل الاجتماعى ومتابعة القضايا المهمة فى المجتمع هى حالة مثمرة للجميع، ولكن لا يجب المبالغة فى تناول الأحداث، ولا بد أن يكون «الترند» لدينا.. شاباً استطاع أن يحقق حلمه ويصبح رائد أعمال ناجحاً.. وفتاة استطاعت أن تقاوم التحدى وتنجح فى بناء مشروع خاص مزدهر.. ورجل أعمال استطاع أن يكون إمبراطورية استثمارية من لا شىء، ويكون متحدثاً ومروجاً للاقتصاد المصرى أمام العالم.

لا بد أن تكون ثقافة العمل والنجاح فيه هى المتصدرة، ونعلم أبناءنا أن هذا هو التحدى الأهم فى الحياة.. وأن تحقيق الذات مرتبط بما يحققه الشخص لذاته ولمجتمعه ولعالمه، وأن بداية مسار الحلم تنطلق مع الطفولة والقدرة على النجاح والتفوق فى التعليم والاختيار بين المجالات العلمية المختلفة وتأهيل النفس لخوض التجربة فى سوق العمل، وبناء القدرة على المغامرة والمخاطرة وإتقان «سياسة النفس الطويل» وعدم الهزيمة حتى ولو فشلت أول وثانى وعاشر تجربة!

علينا جميعاً أن نعيد ترتيب أولوياتنا، وأن يبنى كل منا حلمه الخاص الذى يتفق مع حلم دولته فى التقدم والازدهار، علينا جميعاً أن نتخلى عن المفاهيم التقليدية ونبحث عن المختلف، علينا أن نرفض الطبيعى والمنطقى حتى يمكننا أن نأتى بالأفضل.

علينا أن نخفض من أوقاتنا التى نقضيها على مواقع التواصل الاجتماعى وأن نستغلها فى العمل والإنتاج وتطوير المهارات، الدولة الآن تزخر بملايين الفرص الاستثمارية المربحة، لك أن تتخيل أنه يمكنك تأسيس مشروع خاص ببضعة آلاف من الجنيهات، كأن تقوم بإنشاء صفحة على الإنترنت وعرض منتجات معينة عليها، أو تقوم بشراء دراجة هوائية والعمل لوقت إضافى مع التطبيقات الإلكترونية التى تستهدف توصيل الطلبات وتحقيق دخل إضافى يدعمك فى تحقيق حلمك.

البدائل كثيرة، ومن يريد النجاح حتماً سينجح، المرفوض الوحيد هو أن تقبل بسياسة الأمر الواقع، وتعلق مشكلاتك على مشكلات ليست موجودة فى الدولة أو المجتمع الذى تعيش فيه، عليك أن تبحث عن قصص نجاح ملهمة، يمكنك أن تنطلق منها لتحقيق ذاتك، عليك أن تتعرف كيف بدأ الناجحون وكيف أصبحوا؟!.. حتى يمكنك تحديد إلى أين تريد أن تصل وكيف؟!


مواضيع متعلقة