دينا عبد الفتاح تكتب: القطاع المصرفي يتألق من جديد!

دينا عبد الفتاح تكتب: القطاع المصرفي يتألق من جديد!
- دينا عبد الفتاح
- القطاع المصرفى
- محفظة الودائع
- محفظة القروض
- دينا عبد الفتاح
- القطاع المصرفى
- محفظة الودائع
- محفظة القروض
أن ترتفع محفظة الودائع 120 مليار جنيه فى شهر مارس فقط برغم تخفيض الفائدة 300 نقطة أساس فى منتصف هذا الشهر.. وأن ترتفع محفظة القروض 108 مليارات جنيه فى نفس الشهر، برغم تخوفات الاقتراض لدى القطاع العائلى والشركات، وتذهب النسبة الأكبر من هذه الزيادة لتمويل قطاعات رئيسية وحيوية فى الدولة.. وأن ترتفع محافظ أصول البنوك بأكثر من 180 مليار جنيه فى الشهر ذاته، برغم كل التحديات المحيطة بالاقتصاد.. وأن تطبق سياسة نقدية توسعية بشكل محكم تنقذ الاقتصاد من ركود قد كان قاب قوسين أو أدنى، بعد أن نجحت هذه السياسة فى زيادة المعروض النقدى بحوالى 28 مليار جنيه بعد تطبيقها بحوالى أسبوعين فقط.. وأن تقدم تبرعات بمئات الملايين للدولة وللأجهزة الصحية وللمتضررين من إجراءات الإغلاق التى عاصرت الأزمة.. فأنت تثبت دائماً أنك الأفضل بين القطاعات.. وتكرر قصة نجاحك المعهودة فى مختلف الأزمات.. ثورة 25 يناير.. ثورة 30 يونيو.. ومن قبل ذلك الأزمة المالية العالمية فى 2008.. وتؤكد للدولة أنك قوة حقيقية لا يستهان بها فى ظهر الحكومة والقيادة السياسية والشعب نفسه فى مختلف أوقات الأزمات.
عن القطاع المصرفى أتحدث الذى يثبت من العام للآخر، ومن الشهر للآخر، ومن اليوم للآخر بل من الساعة للأخرى أنه بارع فى مواجهة الأزمات، ويمتلك بداخله قوة بشرية عظيمة قادرة على التعامل مع أى متغيرات تطرأ على الاقتصاد وتؤثر على حياة المواطن، فجميع التجارب والاختبارات السابقة أثبتت كفاءة القوة البشرية للقطاع بدءاً من طارق عامر، محافظ البنك المركزى المصرى، وفريق العمل المتميز المحيط به والمعاون له، مروراً برؤساء البنوك الذين استطاعوا أن ينفذوا تعليمات «المركزى» بكل حرفية ومهارة، وأن يقود كل منهم دفة مصرفه فى وقت الأزمة بكل براعة وسلاسة ليصل به إلى أفضل ما يمكن، ومروراً كذلك بكل القيادات البنكية وصولاً إلى العاملين فى الفروع الذين يعدون الأبطال الحقيقيين وراء هذا النجاح.
تراجعت أرباح بعض البنوك وستستمر فى التراجع الفترة المقبلة «نعم» ولكنه أمر مفروغ منه فى ظل أزمة لم تدع الأخضر واليابس ليس فى مصر فحسب بل فى العالم أجمع.. ستتأثر نتائج أعمال البنوك سلبياً خلال الفترة المقبلة «نعم» ولكنه الواقع الذى يفرض نفسه ولا يستطيع أحد رفضه.. لن تتمكن البنوك من تحقيق موسم نجاح استثنائى كما توقعنا لها قبل 2020 «نعم» ولكن هذه التوقعات كانت قبل اندلاع جائحة كورونا التى كانت وما زالت وستظل لفترة طويلة مقبلة تنهش فى أساس الاقتصاد العالمى لتنهار معها مؤسسات كثيرة ويصمد الأقوياء فقط.. ولكن وسط كل هذه التحديات والخسائر المحققة والمحتملة استطاع القطاع المصرفى أن يقدم نفسه من جديد كـ«منقذ» حقيقى للاقتصاد فى أى وقت تهتز فيه جميع القطاعات، وكـ«صاحب الحلول غير التقليدية» عندما يتوقف الجميع عن التفكير، وكـ«قوة حقيقية رادعة» عندما يعتقد الجميع أن الاقتصاد قد أصابه الوهن من شدة الأزمة!
نعم أود أن أحيى كل عامل فى هذا القطاع، فجميعهم أجادوا خلال الأزمة ومستمرون فى ذلك.. لم يذهب أى منا فى أحلك الظروف إلى ماكينات الصراف الآلى ووجد النقود قد نفدت منها، ولم يقصد أى منا فرعاً واحداً من أكثر من 4 آلاف فرع منتشرة فى أنحاء الجمهورية ووجد الباب مغلقاً فى وجهه، باستثناء الفروع التى ظهر بها أبطال أصابهم الفيروس وهم فى خدمة غيرهم، حتى تسير المصالح والمعاملات المالية على أكمل وجه ولا يتعطل أحد.
هذه الإنجازات لا بد أن توثق.. ولا بد أن نعرف جميعاً تجارب النجاح المحيطة بنا، حتى يعلم المجتهدون من أجلنا أننا نقدر تضحياتهم ونعلم جيداً كم تحملوا من ضغوط ومتاعب حتى تستمر الحياة بطبيعتها فى وقت الأزمة!