دينا عبد الفتاح تكتب: ما زال «حياً يقتل»!

كتب: دينا عبدالفتاح

دينا عبد الفتاح تكتب: ما زال «حياً يقتل»!

دينا عبد الفتاح تكتب: ما زال «حياً يقتل»!

يبدو أن تصريحات الحكومة بشأن عودة الحياة تدريجياً لطبيعتها ابتداءً من أول يونيو المقبل فُهمت بشكل خاطئ لدى الكثيرين، واعتبرها البعض بمثابة شهادة من الحكومة بـ«الانتصار على كورونا»، واعتبرها البعض الآخر بأنها «إنكار من الحكومة لخطورة أو وجود الفيروس!»، واعتبرها آخرون بمثابة «نهاية الكابوس الذى يعيشه العالم ونعيشه فى مصر منذ مارس الماضى».

الحقيقة أن جميع من سبقوا مخطئون، وسيمثلون نقطة تحوّل كبيرة فى مسار هذه الأزمة التى ما زالت موجودة فى مصر، بل توحشت كثيراً خلال الأيام الماضية، فهؤلاء الذين اعتقدوا انتصار الحكومة على الفيروس والذين هوّنوا من خطورته معتمدين على قرار الحكومة بعودة الحياة لطبيعتها بدأوا فى النزول للشوارع بشكل تقليدى وكأنه لم تكن هناك أزمة ولم يكن هناك فيروس قاتل تسبب فى وفاة مئات المصريين وأصاب الآلاف منا وما زال يهدد الجميع!.. وأصبح هؤلاء الأفراد بمثابة مساند قوى لانتشار الفيروس وسبباً رئيسياً فى صعود منحنى الإصابات بشكل مخيف اقترب من الـ500 حالة يوم الجمعة الماضى!

بينما الأفراد الذين اعتقدوا أن تصريحات الحكومة بمثابة نهاية للكابوس، وبدأ أصحاب المقاهى فى إعدادها للعمل قريباً.. وبدأ العاملون فى الأماكن المغلقة حالياً فى تجهيز أنفسهم للعودة إلى أعمالهم، ومنها صالات تناول الطعام والفنادق وأماكن الترفيه مثل النوادى والسينمات وغيرها.. هؤلاء جميعاً لم تتضح لهم الصورة كاملة.. فأول يونيو لن يكون موعداً لعودة الحياة إلى طبيعتها بكل أشكالها.. فكيف تعود المقاهى والمسارح والسينمات والمطاعم والأندية والملاهى والمزارات للعمل بشكل طبيعى فى توقيت واحد وبشكل طبيعى كما كان قائماً فى السابق؟ وكيف للحكومة ولنا أن نقبل التجمعات والازدحام من جديد وكأن شيئاً لم يحدث؟.. فلو حدث ذلك سيتمكن منا الفيروس، وستتحول الأزمة الحالية إلى كارثة، وسيكون هذا الشعب بالكامل مهدداً بالإبادة إذا انتشر الوباء فى كل مكان بشكل فاق قدرات المستشفيات والأجهزة الطبية وغيرها.

وبالتالى؛ ماذا سيحدث؟ وماذا تقصد الحكومة بقولها «عودة الحياة تدريجياً»؟

من واقع فهمى، ووفقاً للمنطق والحرص الذى عهدناه من الحكومة على أرواح الجميع طوال الفترة الماضية، تقصد الحكومة أنه سيتم تخفيف القيود الحالية، والسماح بعودة بعض الأنشطة بضوابط جديدة ومختلفة تماماً عما كان سائداً فى السابق، حتى تستمر جهود مكافحة هذا الوباء القاتل فى ضوء أقل الحدود للتأثير السلبى الممكنة على الفئات الأكثر تضرراً من قرارات الغلق.. بمعنى أن الحكومة قد تخفّض من ساعات الحظر.. وقد تلجأ لعودة بعض الأنشطة المتوقفة حالياً، مع وضع ضوابط فى كيفية استقبال الجماهير.. والاحتياطيات المتّبعة من المواطنين سواء كانوا عاملين أو الجمهور المنتفع.. وستفرض الحكومة تطبيق إجراءات جديدة لتضييق الخناق على انتشار الفيروس.. وقد تسمح بالعمل الجزئى فى بعض الأنشطة، مثلما فعلت الحكومة فى عمل المطاعم.. ففى البداية سمحت بخدمة توصيل الطلبات للمناول فقط مع الغلق التام أمام الجمهور.. ثم أتاحت خدمة البيع المباشر «تيك أواى» للعملاء دون استقبالهم لتناول الطعام.. وقد تحمل الإجراءات الجديدة تيسيرات أخرى فى عملها.. ولكن من المؤكد أن الوضع لن يصبح مثلما كان فى الماضى.

وبالتالى علينا جميعاً أن نزيل فكرة «رحيل الفيروس» فى بداية يونيو المقبل!

وأن نبنى مبدأ جديداً لـ«التعايش مع وجوده» حتى لا تتوقف الحياة.. فالفترة المقبلة لا بد أن تكون أكثر حذراً.. وأكثر انضباطاً من الجميع.. حتى تتمكن الحكومة من تنفيذ خطتها بعودة الحياة تدريجياً.. حيث أكدت الحكومة فى أكثر من مناسبة أنه فى حالة زيادة أعداد المصابين بشكل كبير، بما يشير لانتشار أسرع للفيروس.. ستتجه الحكومة لفرض قيود مشددة، حتماً ستكون أشد من القيود المفروضة فى السابق والتى نعيشها حالياً.. وفى هذه الحالة لا ينتظر أى منا أن تتنازل الحكومة عن أى إجراء.. أو تعود الحياة لأى نشاط متوقف.. بل على العكس تماماً قد تتوقف أنشطة ما زالت تعمل حالياً.. فالتزموا بيوتكم.. واحترموا بقاء هذا الفيروس الخطير بيننا «حياً يقتل»!


مواضيع متعلقة