لا لتدمير أطفالنا.. أب يعذب أطفاله بوضعهم في "الديب فريزر"

لا لتدمير أطفالنا.. أب يعذب أطفاله بوضعهم في "الديب فريزر"
- لا لتدمير أطفالنا
- جرائم العنف ضد الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
- تعذيب الأطفال
- العنف ضد الصغار
- لا لتدمير أطفالنا
- جرائم العنف ضد الأطفال
- حملة لا لتدمير أطفالنا
- العنف ضد الأطفال
- تعذيب الأطفال
- العنف ضد الصغار
جلس «سعيد» بعد الانتهاء من المذاكرة يتصفّح «التابلت»، ويمارس ألعابه المفضلة بانسجام، طلب منه والده بنبرة خشنة خفض صوت التليفزيون وترك ما فى يده، أسرع لتلبية طلب أبيه، لكنه لم يتمكن بسبب صفعة قوية استقرت على خده أسقطته أرضاً، تلاها «بوكس» فى الرقبة، جعله يعجز عن التقاط أنفاسه، وحين حاولت الأم الدفاع عن ابنها، نالت من الضرب جانباً، وكذلك صغيرتها «رودينا»، ليتحول البيت فجأة إلى حلبة مصارعة غير مصرّح لأحد بالضرب والإهانة وممارسة العنف سوى الأب، دون رحمة.
«العنف وصل إنه شال ولاده التلاتة، وحطهم فى الديب فريزر»، تقولها شيرين الشاذلى، والدة الأطفال، التى تعرّضت لعنف كبير من زوجها فى آخر ثلاث سنوات من حياتها الزوجية التى تمتد إلى 14 عاماً، حيث كان يعمل فى إحدى دول الخليج، ويزورهم فى إجازات متقطعة لا تخلو من عنف، حتى قرّر الاستقرار فى مصر قبل 3 أشهر، وزاد تعدّيه على كل أفراد الأسرة.
العِشرة الطويلة انتهت بذهابها إلى بيت أبيها، بعد أن اشتد عنف الزوج، وصمّمت على طلب الطلاق، لحماية نفسها وأبنائها من الضرب المبرح الذى يتعرضون له بشكل مستمر: «فضلت أقول له انزل دور على شغل، قعدتك فى البيت هتعمل مشاكل، فكان رده: هانزل أشتغل بعد ما بقى عمرى 48 سنة؟ يعنى قادر على ضربنا وبس؟!».
تضرب الأم كفاً بكف من المأساة، التى يعيشها ابنها الأكبر، الذى يدرس فى الصف الأول الإعدادى، وطفلتها الملتحقة بالصف الرابع الابتدائى، وشقيقهما الأصغر فى الصف الأول الابتدائى، لم تكن تنوى ترك بيتها والذهاب إلى بيت أهلها، لكنها خشيت على صغارها، خاصة بعد تراجع مستواهم الدراسى وحالتهم النفسية: «بيضربهم كأنهم ناس كبيرة مش أطفال».
تحكى «شيرين» أنها لو تركت طفلها تحت يديه، حتماً سيفقد الحياة، بسبب العنف الغاشم الذى يمارسه ضدهم: «لو دخلت أحوش عنهم باتعجن فى النُّص، مرة كسر لى كف رجلى وباتعالج منه»، والغريب أن المشكلة تنشب على أتفه الأسباب، ويتعارك طيلة النهار مع الصغير والكبير: «دمّرنا».
لجأت «شيرين» إلى عائلة زوجها لمساعدتها، تعاطفوا معها، خاصة أنها دعمته فى جميع أزماته المادية، وساعدته فى شراء منزل فى منطقة راقية بمدينة المحلة: «كنت باوفر من مصروف البيت وأحرم نفسى وأولادى من كل حاجة ودى النتيجة».
الأسوأ من ذلك هو تحريض الأب لابنه على الانتحار، حسب «شيرين»: «قال له ارمى نفسك من الشباك.. معقول أب يقول لضناه كده»، إضافة إلى رفضه تعليم الأولاد فى مدارس خاصة، والاكتفاء بإلحاقهم بمدارس حكومية رغم قدرته المادية.
تفعيل دور خط نجدة الطفل حماية لأبنائنا
طالبت الدكتورة هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع، بتفعيل دور خط نجدة الطفل، من خلال عمل دعاية على نطاق واسع، لحماية الأطفال الذين يتعرضون للعنف بشكل يومى، ومن أقرب الأشخاص إليهم (الوالدين)، إلى جانب عمل تشريعات تمنع التعامل بعنف مع الأطفال، بل وتجرمه: «أنصح بتعليم الأهالى أساسيات التعامل مع أبنائهم».
وشددت على أن التصرف بعنف مع الأطفال سيؤثر سلباً على حياتهم فى الكبر، وسيترك ذكريات سيئة فى نفوسهم تجاه الأب، الذى يعد الرمز والقدوة والسند.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.