لا لتدمير أطفالنا.. "سلمى" أبوها اتخانق مع أمها ورشها بـ"مية نار": أروح المدرسة إزاي؟

لا لتدمير أطفالنا.. "سلمى" أبوها اتخانق مع أمها ورشها بـ"مية نار": أروح المدرسة إزاي؟
رغم النعاس الشديد الذى بدا عليها، إلا أنها رفضت أن تخلد إلى النوم، إلا بعد أن تعهدت لها والدتها بأن تصطحبها معها إلى فرح زميلتها، ابتسمت الأم فى هدوء وقالت: «هخدك معايا الشغل الأول، وبعدها نروح الفرح»، دون أن تدرى ما يخبئه لهما القدر.
منذ الصباح الباكر استيقظت الصغيرة «سلمى» وأيقظت والدتها «إيمان»، التى تعمل ممرضة فى أحد المراكز الطبية، لتبدآ معاً يومهما كما اتفقتا عليه، وأثناء سيرهما فى أحد شوارع شبرا الخيمة، سمعت الأم صوتاً ليس غريباً عليها يناديها باسمها، التفتت إلى مصدر الصوت ففوجئت بمياه نار تلقى على وجهها وجسدها، ووجه وجسد صغيرتها التى تقف إلى جوارها وتمسك بيدها، لتتحول حياة الاثنتين إلى جحيم، أما الجانى فهو الأب، حسب رواية «إيمان» وابنتها «سلمى».
«أنا وبنتى حياتنا اتدمرت، طب أنا أخدت نصيبى من الدنيا، لكن إيه ذنب البنت الصغيرة يحصل فيها كده، ليه تعيش حياتها مشوهة لا عارفة تروح مدرسة ولا تخرج مع أصحابها ولا تشوف الشارع إلا أيام الامتحانات، بنتى خضعت لـ30 عملية جراحية وتجميلية لغاية دلوقتى ولسه آثار الحروق مشوهة جسمها». بعد الحادث صارت ممارسة أبسط الأمور الحياتية أمراً مستحيلاً بالنسبة لـ«إيمان» وابنتها: «زوجى شغال تاجر، كان بيحلف عليّا كتير بالطلاق، وآخر ما زهقت رحت معاه للأزهر، علشان أعرف الحياة معاه حرام ولّا حلال، قالوا لى لو حلف تانى أبقى طالق وفعلاً حلف، فسبت له البيت، لأنى مش هعيش معاه فى الحرام، عرض عليّا زواج محلل علشان أرجع، رفضت، قام عاقبنى بميّة النار، ومكنش يعرف إنها هتيجى على البنت، وهتدمر حياتها، وهى أصلاً من ذوى الاحتياجات الخاصة».
تعرضت «سلمى» لتشويه فى وجهها وذراعها وجزء من ظهرها، ورغم العمليات التى أجريت لها لم تعد لطبيعتها: «محدش عارف يعنى إيه ميّة نار بتاكل فى جسم البنى آدم، أنا وشى اتشوه وجسمى كله اتاكل لدرجة أنى مش بعرف أتنفس لأن فتحات الأنف اتقفلت تماماً، أما بنتى فكل جسمها اتحرق، وأنا عشان مدمرش أبوها وتبقى بنت واحد رد سجون، اتنازلت عن الدعوى اللى رفعتها ضده».
أمنية «إيمان» فى الحياة هى الحصول على دعم يمكّنها من القيام بعملية لابنتها تمكّنها من مواصلة حياتها، كذلك إجراء عملية جراحية لنفسها، للتمكن من التنفس مرة أخرى عبر أنفها: «للأسف الإيد قصيرة، أنا شغلى بصرف منه مش بس على سلمى، ده على أربعة غيرها، وهى محتاجة علاج ورعاية مكثفة، لأنها بتتكسف من شكلها، ومش بتروح المدرسة ولا الدرس وبتعتمد على نفسها فى كل حاجة، وسؤالها دايماً ليه يا ماما حصل معانا كده؟».
"أهل مصر": سندعم "سلمى" لعلاجها وعودتها لمدرستها
على الرغم من أن مستشفى «أهل مصر» لعلاج الحروق، ما زال تحت الإنشاء والتجهيز، فإنه يستقبل حالات، حسب شيماء بهريز المسئول الإعلامى فى مؤسسة «أهل مصر»، التى أكدت أن المستشفى يستقبل حالات ويقوم بعلاجها فى مستشفيات أخرى بالمجان.
وبالنسبة لحالة الطفلة «سلمى»، أكدت أن المستشفى تبنى حالتها ويدرس أوراقها حالياً تمهيداً لمساعدتها، وأطلق هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعى، باسم «#احنا_جاهزين» والهدف منه هو دعم «سلمى» معنوياً حتى تستطيع استكمال دراستها ثم علاجها من آثار التشوه والحروق.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.